(كش بريس/ محمـد مـروان) ـ تعتبر الطريق الوطنية رقم 1 الرابطة بين مدينتي الصويرة وأكادير من أجمل المناطق الأكثر جذبا من الناحية السياحية في المغرب، حيث تتميز بجمال مناظر فاقت بمختلف مكوناتها الطبيعية كل الخيال والتصورات في تناغم وانسجام وتمازج بين البحر والجبل وآلاف الهكتارات من غابات شجر الأرگان، شكلت لوحة بإبداع رباني خارق يسلب لب كل من قدر له زيارة هذا المكان سواء أكان من السياح المغاربة أو من الأجانب.
وقد أضفى عليه سحر أخاذ شريطها الساحلي المتميز بشواطئ قبلة لهواة ركوب الأمواج والراحة والاستجمام والمصطافين خاصة كلما اشتد الحر، حيث يعج بهم مثل ما هو الحال هذه الأيام كل من شاطئ سيدي كوكي، تافضنا، إمسوان، تامري، أغروض1، أغروض2، إيمي ودار، تغازوت، إيموران، أورير، أنزا، هذه الشواطئ التي صارت تشهد مع ارتفاع درجات الحرارة إقبالا كبيرا للزوار من أجل السباحة والهروب من قيد الحر، إلا أنه وتزامنا مع تنقل أفراد طاقم المؤسسة الإعلامية “كش بريس” هذا الوقت بالذات بين عدد من الشواطئ بعين المكان، فوجئ بعدة أشياء تسير للأسف الشديد عكس النمو والنهوض بالقطاع السياحي والاقتصادي والاجتماعي ببلادنا، في الوقت الذي ما تزال تشكو فيه البنية التحية من ضعف كبير في هذه المنطقة، وذلك من حيث ضيق واهتراء الطرق وقلتها، وانعدام الولوجيات على وجه الخصوص بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة، والمرافق الصحية ( المراحيض ) العمومية، وحمامات ( دوشات ) خارجية بالشاطئ..، أما فيما يخص الجانب البيئي فحدث ولا حرج، الشيء الذي يعطي انطباعا صادقا بأن مسؤولي الجماعات الترابية التابعة إلى ترابها هذه الشواطئ، ما يزالون خارج ما تجري أحداثه وما يقع من مستجدات نتيجة استخفاف بما تدره هذه الشواطئ من خيرات عميمة على ساكنة المنطقة، وقد خيمت على سائر أرجائها ظواهر الإهمال والتهميش واللامبالاة، حيث انتشرت الأزبال والنفايات والقاذورات هنا وهناك والروائح النتنة التي تزكم الأنوف وروث الإبل والخيل وبراز الكلاب، وقد امتزجت بمياه البحر بفعل حركتي المد والجزر ، والسباحون بين أمواجها، والجالسون أيضا على رمال الشاطئ لم تسلم عيونهم من النظر إلى هذا المنظر وفي دواخل بعضهم حسب ما أكدوه لـ ” كش بريس ” صاروا يرددون : ” اللهم إن هذا لمنكر “، وقد أضافوا قائلين : ” إن هذا الواقع نتاج عمل الذين لا يقدرون المسؤولية حق قدرها، في الوقت الذي تنعدم فيه المراقبة وربط المسؤولية بالمحاسبة من أجل الضرب بيد من حديد على المقصرين في أداء واجب الوظيفة أو المهمة المسندة لبعض المسؤولين، مما جعل الكيل يطفح بعواقبه الوخيمة انطلاقا من هذا الشهر بداية من أسعار كراء المنازل للعطل المتواجدة بمقربة من هذه الشواطئ، وأيضا على مختلف كل المواد الغذائية دون استثناء، أما المطاعم والمقاهي فقد أصبح أصحابها كما يقول المثل : ( أصحاب لحسانا بلا ما، والله يعلم كيف غدي يكون لهيب ونار الأسعار فشهر جوان وجوييي وأوت عند هاد لخوت ؟)”