(كش بريس/خاص) ـ أكد مؤشر دولي تحت إشراف مؤسسة “كيرني” لاستشارات المال والأعمال، على أن المغرب قد حل في المرتبة العاشرة ضمن تصنيف الأسواق الناشئة الأكثر جاذبية للاستثمار الأجنبي المباشر.
وحسب ذات المؤشر، الذي أنجز استطلاعا حول مدى تفاؤل المستثمرين، فإن البرازيل احتلت المرتبة الأولى كأكثر سوق ناشئة جاذبة للمستثمرين، متبوعة بالمكسيك والأرجنتين وماليزيا واندونيسيا والفليبين وفيتنام ومصر وتركيا ثم المغرب.
وأشارت ذات النتائج إلى أن أكثر من ثلاثة أرباع (82 في المائة) إنهم يخططون لزيادة الاستثمار الأجنبي المباشر في السنوات الثلاث المقبلة، أي بزيادة طفيفة عن المستوى المقابل في العام الماضي البالغ 76 في المائة، مبرزا أن 87 في المائة إلى الاستثمار الأجنبي المباشر باعتباره أكثر أهمية لربحية الشركات وقدرتها التنافسية في السنوات الثلاث المقبلة، بارتفاع طفيف عن 83 في المائة في عام 2022.
وحسب ذات المعطيات، فإن وجهات نظر المستثمرين كانت بشأن توقعات الاقتصاد العالمي متوافقة بشكل عام مع نتائج العام الماضي. وبينما ارتفعت مستويات التشاؤم بشكل طفيف من 32 إلى 35 في المائة، ظل ما يقرب من ثلثي المستثمرين (63 في المائة) أكثر تفاؤلاً من تشاؤمهم بشأن الاقتصاد العالمي، وهو نفس مستوى العام الماضي بالضبط.
ومع ذلك، فإن هذه المشاعر الإيجابية يخففها القلق بشأن الجوانب السلبية، حيث يرى المستثمرون أن الزيادات في أسعار السلع الأساسية، والتوترات الجيوسياسية المتصاعدة، وعدم الاستقرار السياسي في الأسواق الناشئة هي أكثر المخاطر المحتملة هذا العام.
ومن المحتمل أن تُعزى هذه التطورات المتوقعة إلى استمرار الصراع بين روسيا وأوكرانيا والآثار المستمرة للوباء، بما في ذلك تقلب أسعار السلع الأساسية وارتفاع التضخم. في الواقع، وصل التضخم العالمي إلى نسبة مذهلة بلغت 7.8 في المائة في عام 2022، ورغم انخفاضه حاليا، لا يزال من المتوقع أن يظل فوق 5 في المائة في عام 2023، كما ارتفعت أسعار الطاقة إلى مستويات غير مسبوقة، خاصة في أوروبا.
واحتلت الولايات المتحدة المرتبة الأولى للعام الحادي عشر على التوالي في جاذبية الاستثمار، كما استعادت كندا المركز الثاني بعد هبوطها إلى المركز الثالث في عام 2022، وقفزت اليابان إلى المركز الثالث من المرتبة الرابعة العام الماضي.
وتراجعت ألمانيا مرتبتين إلى المركز الرابع، مما يعكس على الأرجح التحديات الاقتصادية والطاقة التي واجهتها بسبب الأزمة الجيوسياسية في أوروبا الشرقية، فيما تحتفظ المملكة المتحدة بالمركز الخامس، تليها فرنسا عن كثب. فيما قفزت الصين من المركز العاشر إلى السابع، وربما يعزى ذلك إلى علامات على تعافي النشاط الاقتصادي بعد قرار التخلي عن سياسة صفر كوفيد في أواخر عام 2022.
بشكل عام ، أظهر استطلاع هذا العام مرة أخرى تفضيل المستثمرين للأسواق المتقدمة، والتي تمثل 19 من 25 دولة على المؤشر.
لكن المستثمرين يعترفون بأن العولمة تتغير، بينما يؤمن المستثمرون بفوائد العولمة ويتوقعون تقويتها، فإنهم يتوقعون أيضا المزيد من الأقلمة على مدى السنوات الثلاث المقبلة وأن الحكومات الوطنية ستتبع استراتيجيات لزيادة الاكتفاء الذاتي.
ومع ذلك، يتوقع المجيبون زيادة الاستثمار الأجنبي المباشر، حيث أشار نصفهم تقريبا إلى أنهم يعتزمون توسيع أوضاعهم الاستثمارية العالمية، وتعكس هذه الأرقام بوضوح وعياً بأنه بينما ستستمر العولمة، فقد تتغير طبيعتها مع انتشار جهود الجهوية والاكتفاء الذاتي.