(كش بريس/خاص) ـ شهد معرض الكتاب بالرباط يومه السبت، ازدحاما شديدا، لفت انتباه الزائرين، الذين فوجئوا بمئات الشابات والشبان يتجمهرون طلبا لنسخة من كتاب يوقعه الروائي السعودي الشاب أسامة المسلم في رواق مركز الأدب العربي.
وعلق أدباء وباحثون في مواقع التواصل الاجتماعي، عن أسباب هذا التجمهر غير المعتاد ، مستغربين هذا المشهد ، بينما كانت دار النشر المذكورة، قد أفردت للقاء إعلانا لقي تواصلا منقطع النظير.
وفي هذا الصدد ، قال الباحث الدكتور يحيى شوطى، في تدوينة له تحمل عنوان “الأنبياء الجدد”:
( زرت اليوم مضطرا معرض الكتاب، فإذا بي أرى فتية يتجمهرون حول دار نشر لم أتبين حتى اسمها من شدة الازدحام، وعلى طول مدخل المعرض الممتد لأمتار تجمهر آلاف الشباب منتظرين بلهفة أن يحضوا بفرصة توقيع تلك الأعمال الأدبية، المطبوعة طباعة رديئة، من طرف كاتبها الشاب السعودي أسامة المسلم).
وتساءل الباحث شوطى (هل كل هؤلاء الفتية سبق لهم واطلعوا على أعمال الكاتب وأعجبوا بها ومن ثمة هرعوا لاقتناء باقي الأعمال، كيف نجح كاتب سعودي في كسب هؤلاء بينما أعتى مثقفينا المغاربة يعيشون الغربة، هل ظاهرة التسويق عبر منصة التواصل صارت رافدا للثقافة أم أن السيولة حسب زيجمونت باومان اجتاحت كل شيء وميعت كل شبر؟).
وأورد الشاعر سعيد الباز ، قوله ( هناك عبارة بليغة للإخوة في السودان “الكلام الساكت”. عبارة تصلح تماما لوصف التهافت في المعرض على توقيع كتاب، لا أريد الخوض في ماهية الكتاب وصاحبه. لكن الأهم من كلّ ذلك، أن نطرح سؤالا أقرب إلى البديهة: من أين جاء هؤلاء القراء؟ وهل حدث من قبل أن أحدث كتاب ما، رغم أهميته، هذا التهافت أو الاستعراض على حدّ قول غي ديبور؟ أظنّ أنّ في الأمر شيء آخر يسلط الضوء على ظهور نمط جديد ل”التداول الثقافي” أساسه الخضوع تماما لدورة اقتصادية محكمة بين الكاتب/ المنتج و القارئ/ المستهلك، بغض النظر عن طبيعة المنتوج. لذلك، نحن هنا أمام الكاتب الساكت والقارئ الساكت، وليس الأدب والفن عموما اللذان انبنيا دوما على الصوت والرؤية والمنظور والموقف على كل المستويات الفنية والجمالية.. وخارج ذلك يبقى ممارسة حرفية أو تسويقية صرفة لا يمكن فهمها إلّا بلغة الماركوتينغ كاقتناء اللوحات أو الموسوعات لتزيين الصالونات أو التفاخر بالإهداءات والتوقيعات.. إنّ عملية الإخضاع عبر وسائل التواصل والمنصات الافتراضية بدت كما لو أنّها قد وجدت طريقها إلى الحقل الثقافي والإبداعي، وما هي إلّا بداية!!!).
الباحث عبد الفتاح شهيد، يقول : يقول ( أصداء مرور الروائي السعودي أسامة المسلم اليوم في المعرض الدولي للكتاب بالرباط مثيرة للتساؤل والجدل والحيرة؛ فقد شهد توقيعه إقبال فئة عريضة جدا من المراهقين والشباب…
للأسف لم أقرأ بعد أعماله، ولكن أهم ما يؤكده هذا الشغف الشبابي أن الوصول إلى القارئ العربي ممكن وأن دعوى العزوف عن القراءة والكتاب قد تكون واهية، أما التفاصيل الفنية والأحكام النقدية فلها مكانها وسياقها… نرجو من الزملاء المشتغلين بالرواية إيلاء الاهتمام لهذا النمط من الكتابة؛ خدمة للكتاب بجميع أصنافه وأنماطه..).
الصحفي عمر اوشن علق على الحدث بسخرية قائلا :
(رومان جاري..و ألبير كامو..
دوستوفيسكي و ميلان كونديرا ..
سيمون فيل.. فيرجينيا وولف.. أجاتا كريستي..
نجيب محفوظ وهنري ميلير ..
بوب ديلان و بليغ حمدي..
لم يتدافع الناس عليهم بهذا الشكل..
شيء ما يحدث في العالم ..
ماذا يحدث في المغرب و نحن غافلون..).
قارئة أخرى، تؤكد أخيرا على (أن العجيب أنهم ديرين مجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي يتفقون فيها على هذ التجمهر للكاتب) …
العديد من الكتاب والمثقفين الذين اتصلت بهم (كش بريس)، نفوا أن يكونوا على علم بكتابات السعودي أسامة المسلم. وأغلبهم، صرح بالقطع أن اسمه مجهول ولا وجود له على الساحة.
لكن بالعودة إلى بحثنا عن الكاتب، تبين أن موقع ويكيبيديا، قد وضع صفحة خاصة بالمؤلف، وعرفت به على النحو التالي:
أسامة المسلم (مواليد 5 مارس 1977) كاتب وروائي سعودي برز في وقت متأخر من حياته الأدبية في كتابة الروايات من نوع الفانتازيا والفانتازيا التاريخية بقصص وأحداث ذات طابع تشويقي وبسرد الأحداث على الطريقة السينمائية ذات الحوارات المتينة، ويسرد من خلالها الأحداث بشكل متقطع مع وضع أسماء فريدة وغريبة، وتتسم معظم رواياته بالنهايات غير المتوقعة. وهذا الشيء الذي جعل بعضًا من رواياته ترشح لكي تصبح فلمًا. وقد تُرجمت بعضًا من رواياته للإنجليزية كرواية (خوف وبساتين عربستان والجزء الأول من لج) في الأجزاء الأولى، كما وأن له رواية واحدة مشتركة مع الكاتب الكويتي «عبد الوهاب الرفاعي» بعنوان «مخطوطات مدفونة».
صدر له 32 رواية، وتعتبر أشهرها: “خوف” و”خوف 2″و”خوف3″ وسلسلة “بساتين عربستان”بست أجزاء، وسلسلة “لج ملحمة البحور السبعة” بخمس أجزاء، وسلسلة القصص القصيرة “صخب الخسيف” بثلاث أجزاء ، وجزء واحد من رواية “الدوائر الخمس” التابعة لسلسلة “بساتين عربتسان، ورواية “وهج البنفسج” بجزأين. ورواية مشتركة«مخطوطات مدفونة» بجزء واحد، ورواية ” هذا ما حدث معي” بجزء واحد، وخماسية مكونة من خمس كتب ويمكن قرائتهم بأي ترتيب”أجيج” “أرض القرابين” “جحيم العابرين” “شبكة العنكبوت” “سعد الدباس” وروايات “الغيهب” “النداء” ” الوليمة” “الانتهازي” “ليلة ماطرة”