كتب: إدريس عدار
من النادر أن يقوم جيش العدوان لـ”الكيان المؤقت” بإعلان تصديه لهجوم من هذه الجهة أو تلك، لكن اليوم لم يكن أمامه سوى أن يخرج بسرعة للإعلان عن أن الحزب خطط لـ”هجوم أكبر تمكننا من إحباط جزء كبير منه”.
فماذا تعني عبارة الجيش الصهيوني: الحزب خطط لـ”هجوم أكبر تمكننا من إحباط جزء كبير منه”؟
العبارات لدى جيش العدوان ليست إنشاء ولكن موجهة لخدمة واقع. وصف الهجوم بالأكبر. كما تحدث عن إحباط الجزء الكبير منه. طبعا ليس كله. إذا خصمنا الكبير من الأكبر يبقى مقدار محدد. لا يستطيع أحد معرفة حجمه سوى المعنيون به. وإذا كانت الم..قاومة تعترف بتضحياتها حتى لو كانت ثقيلة، وهذه ضريبة التضحيات، فإن العدو لا يعترف بتاتا بخسائره، وبالتالي المقدار الذي تستر عنه كبير جدا.
لا يهمه الآخر في خطابه ولكن يهمه الداخل. الاعتراف بجزء من الهجوم هو محاولة لتبرير الخسائر التي ستظهر في حينه. وادعاء إحباط الهجوم في مكانه وقبل تنفيذه هو من أجل إقناع الداخل بأنه يقوم باللازم لحمايته، كما يعفيه من الرد على الرد لأنه وجه ضربة استيباقية. لكن لماذا لم يوجه ضربات استيباقية طوال 10 أشهر من هجمات الم..قاومة اللبنانية على الشمال، الذي أصبح شبه خال؟
هنا ستجد قيادة “الكيان المؤقت” نفسها في ورطة؟ إما أنها كاذبة، أو أنها تميز شمال الكيان عن وسطه؟ إذا استطاعت إحباط الهجوم اليوم لماذا لم تتمكن من إحباطه طوال هذه المدة وتعيد سكان الكيان إلى منازلهم؟
عدم القدرة على عودة سكان الشمال إلى منازلهم يعني أن عملية الإحباط مجرد تمويه، والهجمات الصهيونية تمت بعد الرد، الذي أعلنه الحزب ثأرا للشهيد فؤاد شكر.
في العنصر الجديد من طرف الم..قاومة هو أنها لم تستعمل أي سلاح جديد ومتطور، بل اكتفت بالأقل تكلفة، لكن بخطة دقيقة تعتمد عنصر “تشتيت القبة الحديدة”، قصد إخلاء الطريق الجوي للمسيرات الموجهة لأهدافها. على فرض تصديق الرواية الصهيونية، حتى أن بعض المحللين العسكريين قاموا بتقديرات كبيرة للهجوم، حتى يتم استيعاب العدد الذي أعلنت عنه المقاومة، هو 320 صاروخا من الكاتيوشا، لتشتيت القبة الحديدية و100 مسيرة لضرب أهداف محددة، ربما هي من الأهداف التي صورها الهدهد.
واختارت المقاومة يوما يشير إلى رمزية كبيرة. في ” يوم أربعينية الإمام الحسين بن علي عليهما السلام سيد الشهداء وإمام الأحرار ورمز التضحية والإيثار والإباء”. كما ورد في بيان الإعلان عن الجزء الأول من الثأر. المنتمون إلى هذه المدرسة يحتقرون كل تضحية أمام تضحيات الإمام الحسين. رمزية الزمن المحدد للعملية ورمزية الموقع، أي العمق الصهيوني، يعني تغيرا في المعركة. وكانت المقاومة الفلسطينية في رسالتها إلى المقاومة اللبنانية دعت إلى أفق جديد من المعركة.