قالت الباحثة والشاعرة والقيادية السياسية الاستقلالية، مالكة العاصمي، إن “غزة تستشهد كي نتحرر ويتحرر العالم من قبضة الأشرار اللذين يهيمنون على القرار الدولي، ويستعبدون الشعوب، ويتحكمون في مصائرها بالهمجية والعنف والكذب والخداع وتغيير الحقائق وتزييف شعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وتزييف التاريخ”.
وأكدت في كلمة بمناسبة مشاركتها في المهرجان الخطابي بمراكش، لدعم المقاومة الفلسطينية الذي نظم مؤخرا بمبادرة من تنسيقية محاميات ومحامي مراكش من أجل فلسطين، على أن “غزة كشفت المستور من أكاذيب في سياسة القوى الكبرى، وحقيقة ما يبيت للإنسانية وللشعوب المستضعفة من مستقبل مظلم، كشفت حقيقة الصهيونية البشعة ومدى تحكمها في سياسات الدول الكبرى، وخطر ممارساتها ووجودها على مستقبل البشرية”.
وشددت القيادية السياسية، إن أقل ما يمكن فعله الآن، في ظل هذه الفضيحة الإنسانية والأخلاقية، هو ” المقاطعة الشاملة لتجفيف مصادر تمويل أسلحة التدمير والإبادة المسلطة على غزة في طريقها لتعمم على باقي الشعوب”، مضيفة، أن “الأمة العربية والإسلامية تنوء حاليا بقرارات التطبيع وتخضع لكل الإملاءات المناقضة لمصالحها وتتعاون مع الأعداء على نفسها ودينها وإخوتها في غزة لا تملك حتى أن تقول اللهم إن هذا منكر”.
فيما يلي كلمة الأستاذة مالكة العاصمي كاملة:
“باسم الله الرحمن الرحيم
مساء الخير أخواتي أخواني وتحية حارة وعالية لحضوكم، وإكبارٌ لحيويتكم ومبادراتكم
لا يسمح المجال بحديث طويل سيما مع وجود كفاءات تحمل بما أحمل به. فقط سأقول فكرة واحدة.
أن غزة لا تقاتل من أجلها ومن أجل حريتها. غزة تستشهد كي نتحرر ويتحرر العالم من قبضة الأشرار اللذين يهيمنون على القرار الدولي، ويستعبدون الشعوب، ويتحكمون في مصائرها بالهمجية والعنف والكذب والخداع وتغيير الحقائق وتزييف شعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وتزييف التاريخ.
هذه اللحظة حاسمة، علينا جميعا أن نلتحق بها بما يملكه كل منا من مواهب وطاقات.
لسنا وحدنا. فغزة كشفت المستور من أكاذيب في سياسة القوى الكبرى، وحقيقة ما يبيت للإنسانية وللشعوب المستضعفة من مستقبل مظلم، كشفت حقيقة الصهيونية البشعة ومدى تحكمها في سياسات الدول الكبرى، وخطر ممارساتها ووجودها على مستقبل البشرية.
يتابع العالم أجمع ما يتعرض له قضاة محكمة العدل الدولية، وقضاة المحكمة الجنائية الدولية، ومنظمات حقوق الإنسان، بل والأمين العام للأمم المتحدة ورؤساء الدول الكبرى من تهديدات علنية وعقوبات وضغوط مختلفة، وكيف تغير الدول الكبرى قراراتها بأوامر علنية واستعلاء على الرؤساء والدول والشعوب، وكيف يظل القتلة والمجرمون فوق القانون يملون قراراتهم على الدول العظمى ويخضعونها، ويبتزون ثروات الأمم.
الإنسانية تنتفض في كل بقاع العالم، بينما يخضع الجمهور المغربي بواسطة إعلامه ومؤسساته الوطنية للتنويم والتخدير، وأغلبه لا يملك إمكانية متابعة الفضائيات ليدرك خطر الصهيونية على البشرية وفضائعها في العالم، وليعرف ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من تقتيل جماعي وإحراق وبشاعات ، ما يعقد مهمتنا، ويضاعف مسؤوليتنا للتحرك في كل الساحات والحقول والمنابر وبكل الطاقات، كي نُعرّف الجميع على ما يبيت للإنسانية وللشعوب، وما تقدمه غزة من تضحيات من أجلهم، ويتعبأوا للنهوض بأدوارهم في الضغط على القرار الوطني والعربي والدولي لتحرير فلسطين بشكل نهائي من الاحتلال، وليتعبأوا للمقاومة، وأقلها المقاطعة الشاملة لتجفيف مصادر تمويل أسلحة التدمير والإبادة المسلطة على غزة في طريقها لتعمم على باقي الشعوب والمثل المغربي يقول “يلى شفت صاحبك حسن راسو، بلل أنت راسك”، فالأمة العربية والإسلامية تنوء حاليا بقرارات التطبيع وتخضع لكل الإملاءات المناقضة لمصالحها وتتعاون مع الأعداء على نفسها ودينها وإخوتها في غزة لا تملك حتى أن تقول اللهم إن هذا منكر.
ولقد وصلنا التطبيع وغزا قرارنا الوطني، وتمدد في الحواضر والقرى والجامعات والبنيات المختلفة بالرغم عنا.
أنتم فعاليات الوطن وجذوره الحرة وغدده الصماء، نراهن عليكم اليوم وغدا وبعد غد، لتبلغوا وتعبأوا وتغيروا واقع التحكم والمهانة الذي يتعرض لها شعبنا وأمتنا.
تحية عالية لكم ولكن ولمنظمي هذا المهرجان الخطابي وتحية لمنظمي الفعاليات والمبادرات التي تحدث عنها بعضهم قبل قليل وكثير من الفعاليات التي ينظمها مجتمعنا الحر المناضل في مراكش وباقي المدن والقرى المغربية”.