جددت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، “إدانتها للاحتلال الصهيوني ولجرائمه بحق الأرض والمقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين والقدس”، مدينة “بنفس الشدة .. وبنفس عبارات السخط.. كل أشكال ومظاهر التطبيع التي انطلقت مجددا في الآونة الأخيرة على موجة الهرولة الصهيوتطبيعية الطافحة التي تجاوزت كل الخطوط وصارت باتجاه الصهينة الشاملة لبنية القرار والسياسات والبنى الثقافية والتعليمية والاقتصادية والأمنية والعسكرية …. في عدد من عواصم المنطقة .. ومنها المغرب الرسمي.. للأسف الشديد …..”.
وأبرزت المجموعة، في بيان توصلنا بنظير منه، أنه “في ال21 من غشت من كل عام تتذكر الأمة العربية والإسلامية ومعها الإنسانية مشاهد الجريمة النكراء التي ارتكبها العدو الصهيوني المحتل بحق المسجد الأقصى المبارك.. أولى القبلتين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وهي الجريمة التي تبين طبيعة هذا الكيان الإرهابي المعادي لكل ما هو إنساني والقائم على القتل والحرق والسرقة والتزوير وتغيير معالم الارض والعمران …”.
وقالت ذات الهيئة “إن مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين .. وهي تحيي هذه الذكرى الأليمة .. فإنها تحيي فيها وبها عناصر وثوابت القضية الفلسطينية التي يشكل فيها المسجد الأقصى عنوانا مركزيا لقدسيته لدى المسلمين وباعتبار القدس مركز فلسطين وقلب الأمة… “. مؤكدة على “إن جريمة استهداف الأقصى المبارك.. وإحراق منبر صلاح الدين الأيوبي.. إن كانت قد جرت أطوارها في ال21 غشت 1969 (سنتين بعد نكسة67) .. فإن الجريمة ما تزال مستمرة ومتواصلة الى اليوم عبر تنزيل مخططات الاحتلال بالتهويد وتغيير المعالم العمرانية والتنكيل بالمصلين والمصليات في باحات الأقصى المبارك وإصدار قرارات وأحكام الإبعاد عن المسجد الأقصى بحق عدد كبير من شباب وأبناء وشيوخ ونساء القدس .. بل وارتكاب مجازر بحق هؤلاء بشكل متواصل .. خاصة مع حكومة اليمين الصهيوتلمودي الحالية بقيادة زعماء الفاشية الجديدة؛ نتنياهو وبن_غفير وسموتريتش… حيث بلغ سعار الاحتلال أقصاه باتجاه محاولة “حسم” معركة هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم في الأساطير المؤسّـِسة للكيان .. وهي الأساطير التي انطلقت بعض مشاهد مسرحيتها عبر التحضير لذبح قرابين البقرة الحمراء موازاة مع تصعيد الاقتحامات الممنهجة للأقصى المبارك وتنفيذ طقوس تهويدية داخل باحاته بقيادة مباشرة من وزراء صهاينة وحماية من جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين..”.
وشددت المجموعة، على “إن ارتباط المغرب والمغاربة بالقدس والمسجد الأقصى ليس حديثا وإنما يرجع لقرون طويلة خلت ولا يزيد إلا رسوخا وهو ما تشهد عليه معالم وشواهد حارة وباب المغاربة بالقدس التي استهدفها العدو الصهيوني المحتل غداة نكسة 67 وما يزال يواصل جرائمه ويشجعه على ذلك التطبيع الرسمي (ومعه بعض اشكال السقوط والخزي من قبل بعض أدوات الاختراق المجتمعي) ..”.
مضسفة في ذات السياق، أن “المغرب كان هو الحاضنة لانعقاد أول مؤتمر قمة إسلامي بالرباط مباشرة بعد جريمة إحراق المسجد الاقصى المبارك.. حيث انطلقت منظمة التعاون الإسلامي إثر ذلك .. ومعها تشكيل لجنة القدس في 1975 .. ثم رئاستها من قبل المغرب حتى يوم الناس هذا … وهو ما يجعل من الهرولة الصهيوتطبيعية الجارية مسألة متناقضة تماما مع موقع وموقف وهوية وانتماء المغرب و المغاربة حضاريا وتاريخيا وسياسيا وقانونيا… ويشكل حالة تنافي صارخة تطعن في شرف المغاربة و تسيء بشكل جد خطير للوطن ولقضاياه الكبرى خاصة قضية الصحراء المغربية التي تم الزج بها في محرقة التطبيع لتبريره و تسويغه وتقديمه ك”مصلحة وطنية مقدسة” .. وهو ما يشكل أكبر طعنة للقضية الوطنية منذ بداياتها بعد تحرير وتوحيد الوطن في المسيرة الخضراء وما بعدها من ملاحم الدفاع عن الوحدة الوطنية على مدى عقود… “.
وخلص البيان، بالقول “إننا في مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين.. إذ نجدد العهد مع القدس والأقصى .. ومع شعبنا الفلسطيني الصامد .. ومع جماهير أمتنا العربية والإسلامية.. وأحرار الإنسانية .. للدفاع عن قضية فلسطين ك”قضية وطنية”، فإننا نجدد التعبير عن الرفض المطلق لكل مسار التطبيع ونعتبر ما يجري من تحضيرات ومواقف رسمية لاستقبال رأس الإرهاب الصهيوني المجرم نتنياهو بمثابة مباركة وتشجيع للحكومة الصهيوتلمودية ومعها كل الكيان الإرهابي في مخططاتهم الإجرامية .. ومن ثمة دعوتنا القوية للدولة من أجل الكف عن هذا المسار الانتحاري المخزي والعودة إلى مربع الموقف المغربي الأصيل والحضاري المسؤول الذي وهو يستمر في تقديم الدعم لكفاح الشعب الفلسطيني.. فإنه يرفض أن يكون جزءا من منظومة المشروع الصهيوني عبر أجندة التطبيع والارتباط بعجلة الكيان الغاصب ومشاريعه التخريبية في فلسطين وفي المنطقة والعالم ..”.