نشرت منظمة “مراسلون بلا حدود”، تقريرها السنوي بخصوص واقع العمل الإعلامي في العالم للسنة الماضية 2022، مسجلة حصيلة قياسية للانتهاكات المرتكبة ضد العاملين في القطاع.
وأورد التقرير الذي اطلع عليه موقعنا، أنه تم احتجاز 533 صحافياً ومقتل 57 آخرين كحصيلة للعام 2022 ، بالإضافة إلى إحصاء وقوع ما لا يقل عن 65 رهينة إضافة إلى فقدان 49 من الصحافيين خلال العام 2022. وهو ما يؤكد، تضيف المنظمة، تصاعد وتيرة استهداف الصحافيين والعاملين في القطاع الإعلامي، وزيادة المخاطر التي يواجهها الصحافيون حول العالم.
ورصدت منظمة مراسلون بلا حدود، رقماً قياسياً آخر في حصيلة 2022 إذ تقبع حالياً 78 صحافية (امرأة) خلف القضبان، في ارتفاع نسبته نحو 30 في المئة عن عام 2021 علماً أن النساء أصبحن يشكلن 15 في المئة فقط من إجمالي الصحافيين المحتجزين، بينما لم تكن هذه النسبة تصل إلى 7 في المئة قبل خمس سنوات.
وتجدر الإشارة إلى أن 70 في المئة من الصحافيات المحتجزات يقبعن في سجون 4 دول فقط: الصين 19 وإيران 18 وميانمار 10 وبيلاروسيا 9. وقالت المنظمة إن هذه الدول من بين الأسوأ ترتيباً في مؤشر حرية الصحافة الذي أصدرته «مراسلون بلا حدود» في أبريل 2022.
وقال تقرير المنطمة الدولية، أن نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي في مصر “يلجأ إلى أسلوب اتهام ناقديه بالضلوع في الإرهاب لتبرير استمرار احتجاز 3 من أصل الصحافيات الست والعشرين القابعات في سجون البلاد حالياً، علماً أن اثنتين منهن اعتقلتا هذا العام، وإحداهما هي هالة فهمي”.
وأوضح ذات المصدر، أن الصين حافظت على مكانتها كأكبر سجن للصحافيين في العالم، حيث تحتجز السلطات ما لا يقل عن 110 صحافيين في “بلد يشهد مستويات فظيعة من الرقابة والتجسس”. وطالت موجة الاعتقالات الصحافية المستقلة هوانغ شوكين التي «تدفع ثمن تحقيقاتها في حالات التحرش الجنسي بالنساء والفتيات، وتطرقها لقضايا تتعلق بالفساد والتلوث الصناعي».
وحسب المنظمة، فإن إيران قد عززت موقعها في المركز الثالث على جدول ترتيب أكبر سجون العالم للصحافيين (47 محتجزاً) وذلك بعد شهر واحد من مسيرات احتجاجية واسعة النطاق في شتى أنحاء البلاد التي أصبحت تئن تحت وطأة قمع شديد منذ اندلاع شرارة الحراك الشعبي».
وشهد عام 2022 ارتفاعاً في عدد الصحافيين الذين لقوا حتفهم أثناء ممارسة نشاطهم المهني، إذ سُجلت زيادة بنسبة 18.8 في المئة مقارنة بحصيلة 2021 وذلك بعد مقتل 57 فاعلاً إعلامياً خلال الأشهر الإثني عشر الماضية. وتعد الحرب في أوكرانيا التي بدأت في 24 فبراير الماضي من الأسباب التي أدت إلى هذا الارتفاع، حيث قُتل ما لا يقل عن 8 صحافيين في الأشهر الستة الأولى من الغزو الروسي للبلاد، ومن بينهم الصحافي المصور الأوكراني ماكس ليفين ومراسل قناة «بي إف إم» الفرنسية فريدريك ليكليرك-إيمهوف.
وفي المكسيك وحدها قتل 11 صحافياً، أي نحو 20 في المئة من إجمالي القتلى في أوساط الفاعلين الإعلاميين عبر العالم، إضافة إلى 6 في هايتي و3 في البرازيل، ما جعل القارة الأمريكية أخطر منطقة في العالم على حياة الصحافيين خلال عام 2022.
ويوجد في العالم حالياً 65 صحافياً ومعاوناً إعلامياً، على الأقل، في عداد الرهائن، ومن بينهم أوليفييه دوبوا، المحتجز منذ أكثر من 20 شهراً لدى جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، التابعة لتنظيم القاعدة في مالي، والأمريكي أوستن تايس المختطف في سوريا منذ نحو 10 سنوات، كما شهد هذا العام اختفاء صحافيَين جديدَين، لترتفع حصيلة المفقودين إلى 49.
وكشفت المنظمة أن البلدان الأخطر على حياة الصحافيين هي: المكسيك، وأوكرانيا، وهايتي، والبرازيل، واليمن، وسوريا.
ولفت تقرير المنظمة إلى الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة التي قتلها جنود إسرائيليون في الضفة الغربية هذا العام من دون أن يُحاسب أي من المسؤولين عن اغتيالها حتى الآن.
وتطرقت إلى ما واجهه الصحافي الجزائري محمد مولودج الذي «اعتقل لمجرد إرساله رسالة نصية قصيرة إلى فرحات مهني، زعيم الحركة من أجل استقلال منطقة القبائل، طلب منه فيها إجراء مقابلة في سياق إعداد مقال لصحيفة ليبرتي اليومية التي لم تعد تصدر الآن. أصبحت تلك الرسائل حجة سخيفة على انتمائه إلى منظمة إرهابية، إذ استخدمت لتبرير ملاحقته قضائياً وإبقائه قيد الحبس الاحتياطي لمدة 13 شهراً».
وسجلت المنظمة، استمرار مأساة الناشط والمدون المصري علاء عبد الفتاح وإضرابه عن الطعام، مؤكدة على أنه «كاد أن يفقد حياته في السجن، حيث حاول بكل الأشكال والسبل التعريف بقضيته أمام العالم بينما كانت مصر تستضيف قمة المناخ، احتجاجاً على حبسه تعسفاً منذ عام 2019». لفت التقرير إلى أن نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي في مصر «يلجأ إلى أسلوب اتهام ناقديه بالضلوع في الإرهاب لتبرير استمرار احتجاز 3 من أصل الصحافيات الست والعشرين القابعات في سجون البلاد حالياً، علماً أن اثنتين منهن اعتقلتا هذا العام، وإحداهما هي هالة فهمي».