(كش بريس/عبد الرحيم الضاقية)
تحت شعار« قرن من الزمن : تاريخ وهوية مشتركة» احتفلت الثانوية الإعدادية المنصور الذهبي التابعة للمديرية الإقليمية مراكش بمرور 100 سنة على تأسيسها وذلك يوم 26 ماي 2022 . وتعتبر المؤسسة من الثانويات العريقة بالمغرب حيث عرفت أولا تحت مسمى “مدرسة جنان العافية” في بداية القرن العشرين وهي من تأسيس الرابطة اليهودية العالمية حيث كانت تقتصر فقط على السلك الابتدائي . وبعد النجاح الكبير الذي حققته بحكم قربها من حي الملاح وتوافد عدد كبير من التلاميذ/ات من أحواز مراكش حيث
كان ينتشر المواطنون ذوو الديانة اليهودية ، مما استوجب إضافة أجنحة أخرى وتزويدها بقسم داخلي فأصبحت تضم أكثر من 2000 تلميذ/ة . فانتقلت المؤسسة إلى شبه معهد للتعليم العام والتعليم المهني حيث كان التلاميذ/ات يقضون فيها ما بين 5 و 10 سنوات يتخرجون منها بشهادات تخولهم العمل في مجال المحاسبة التجارية والتقنيات الكهربائية والفلاحية … وقد استغلت المساحات المحيطة بالثانوية والمدرسة الابتدائية الحالية ” أم أيمن” كملحقات وحدائق تجارب وتطبيق للدروس النظرية التي كانت تعطى في الأقسام . وعند زيارة رئيس الرابطة لهذه المؤسسة جاك بيكار Jaques BIGART تم إطلاق اسمه عليها وبقيت تحمل هذا الاسم حتى سنة 1964 حين تحولت إلى وزارة التربية الوطنية بعد هجرة المغاربة اليهود إلى إسرائيل وفرنسا وكندا وغيرها وسميت ثانوية المنصور الذهبي .واستمرت المؤسسة تؤدي دورها بشكل جيد حيث كانت الوحيدة في حوض كبير فقد احتضنت خلال الستينيات والسبعينيات تلاميذ/ات من عدة أحياء من مراكش وتلاميذ/ات من الحوز والرحامنة والاوداية وأكافاي وأيت ايمور .. بحيث ضمت داخليتها في بعض الأحيان أكثر من 400 تلميذ داخلي و تخرجت منها أفواج من التلاميذ/ات بعضهم اليوم أطر عليا وشخصيات وازنة على المستوى الجهوي والوطني والدولي.
يأتي الاحتفاء المشار إليه في البداية لربط الماضي بالحاضر حيث شهد حضور تلاميذ/ات المؤسسة القدماء من اليهود الذي تنقلوا إلى مراكش خصيصا لتخليد هذه المناسبة من مختلف بقاع العالم : من الولايات المتحدة وإسرائيل وكندا وسويسرا وايرلندا… كما حضر عدد من قدماء المؤسسة من المغاربة الذين أصبحوا اليوم أطرا عليا سواء في المغرب أو الخارج. وحضرته بعض المنظمات والجمعيات العاملة في مجال الذاكرة والتنمية … وعبر الجميع على نفس المشاعر الدفينة والايجابية حول ذكريات التعليم والتعلم في أحضان هذه المؤسسة والنظام البديع الذي كان سائدا بها . وقد استهل الحفل بالنشيد الوطني وأعطيت الكلمة للسيد رئيس المؤسسة ذ. نعمان السلموني الذي رحب بالحاضرين/ات وذكر ببعض محطات تاريخ هذه المؤسسة والنشاط والحيوية التي لازالت تعرفه إلى اليوم رغم انخفاض أعداد تلاميذها ، إضافة إلى المشاريع المتعددة والتي تعرفها سواء على مستوى وطني أو دولي ضمن شراكات مفتوحة.
ثم تمت مشاهدة شريط يوثق لمحطات وصور هذه المؤسسة العريقة وتلاميذها القدماء الذي سجلت معهم/ن كبسولات من مختلف بقاع العالم . وقد عبرت شهادات التلاميذ/ات القدامى سواء من اليهود أو المسلمين عن نفس الأحاسيس والنوسطالجيا بل وتذكر بعضهم بعض التفاصيل الدقيقة التي ربطته بالمكان والأساتذة/ات والمؤطرين في مختلف المواد الدراسية. وبعد ذلك تم تنظيم زيارة أندية المؤسسة التي خصصت لكل واحد منها قاعة أشرف عليها الأساتذة/ات الحاليون للمؤسسة وقدمها للزوار تلاميذ/ات أعضاء ضمن هذه النوادي . وكانت لحظات اللقاء جد مثمرة حيت تمت إعادة الارتباط بين أناس مروا من نفس المكان وترك فيهم نفس الإحساس بغض النظر عن اللون أو المعتقد أو مكان الإقامة. ويذكر أن الحفل قد يسر فقراته ذ. محمد الخبري عن الأكاديمية الدولية للتكوين والمواكبة التي سهرت على مواكبة المؤسسة في العديد من المحطات السابقة في إطار تنشيط الحياة المدرسية وحفظ الذاكرة المتعددة .