على الرغم من مباشرة السلطات المحلية لحملات تحرير الملك العمومي من الفوضى التي يتسبب فيها عدد من الباعة الجوالين، الذين احتلوا الشارع العام في العديد من النقاط الحساسة على مستوى حي المحاميد9 المنارة مراكش، وذلك ضدا على القانون، فقد شوهدت دائما وعلى التوالي فلول من الباعة الجوالين وهم يعودون لنفس العادة، دون رادع أو ضمير أو حد أدنى من المسؤولية.
وتعاني ساكنة المحاميد9 عامة، والمجموعة 14من إقامات الضحى بنفس الحي، على وجه خاص، من مستوى الاحتقان الذي يتراكم يوما بعد يوم، ليشيح الستار عن معارك يومية تحدث أمام أنظار السلطة المحلية، بين الباعة وأصحاب بعض المحلات التجارية ، والذين أضحوا عاجزين عن التصدي للفوضى إياها ، على الرغم من عرقلة حركة السير العامة واحتلال الطريق العمومي وتحويل الرصيف إلى ملك خاص، وانتشار آفة السرقة والخطف، والازعاج المبرح الذي تحدثه مكبرات الصوت.
ولم تنفع الشكايات ولا النداءات المرفوعة من قبل ساكنة الحي المتضرر وبعض الفعاليات المجتمعية، من أجل التدخل العاجل لوضع حد للفوضى التي يتسبب فيها الباعة الجوالون، سواء منهم أصحاب العربات المجرورة بالدواب أو المدفوعة باليد وكذا أصحاب المحلات التجارية، الذين أصبحوا يحتلون الملك العمومي، وهي ظاهرة تزداد يوما عن يوم حيث يستغل الباعة غياب الدور الأساسي للشرطة الإدارية بالمجلس الجماعي للمدينة، الذي يعتبر، بحسب القانون، المسؤول الأول عن تحرير الملك العمومي والسير والجولان، في إيجاد حلول لهذه المعضلة الخطيرة، وهو ما جعل بعض قاطني الأحياء المحتلة من طرف الباعة الجوالين سجناء داخل منازلهم بعدما أصبحوا محاصرين من طرف هؤلاء الباعة
ومن الأخطار البيئية المحدقة، بالإضافة إلى كل ما ذكر، الأزبال والنفايات التي تتركها آثار غزاة المنطقة الجوالين، ما يسبب في غضب عارم للساكنة، التي أعيتها الشكاوى وأنهكتها مآسي الحياة ومجتمع الإحباط وعدم المسؤولية؟.