(كش بريس/خاص) ـ بمبادرة من جمعية الأشجار والعلوم والتقاليد، ومؤسسة ابن رشد، وجمعية ابن البيطار، بدعم من جامعة محمد الخامس بالرباط وجامعة القاضي عياض بمراكش، مشاركة خبراء دوليين، ونشطاء بيئيين، وممثلي المنظمات غير الحكومية، والسلطات المحلية، انطلقت أمس الجمعة بمراكش، فعاليات الدورة الثالثة للمنتدى الدولي للأشجار والذي يروم تسليط الضوء على الأهمية الحاسمة للأشجار في حفظ المياه والتنوع البيولوجي.
ويهدف هذا المنتدى إلى خلق فضاء للحوار والتعاون، حيث سيمكن للمشاركين تبادل معارفهم وأفكارهم ومشاريعهم من أجل مستقبل أكثر استدامة، فضلا عن كونه فرصة لتقاسم الخبرات والأفكار ومناقشة الحلول المبتكرة لمواجهة التحديات البيئية التي يعرفها العالم.
وأكد مؤسس جمعية الأشجار والعلوم والتقاليد، كلود لوفيبفر، خلال الجلسة الافتتاحية، على الدور المهم الذي تضطلع به الأشجار في حياة الإنسان وفي الحفاظ على المصادر المائية وعلى الفضاءات الخضراء، فضلا عن دورها في تخصيب الأرض وتنقية الهواء والمياه.
وأضاف أن الأشجار ومن خلالها الغابات تعتبر عنصرا أساسيا لحياة الإنسان مما يتطلب إيلاءها عناية كبيرة في ظل التغيرات المناخية التي يشهدها العالم حاليا، مبزرا مكانة الغابة كموطن للتنوع البيولوجي وفي خلق التوازن البيئي وفي ترسيخ قيم الجود والعطاء لدى الإنسان.
من جهته، أوضح رئيس مؤسسة ابن رشد لتشجيع البحث العلمي والابتكار والتنمية المستدامة، بدر الدين قرطاح، أن هذا المنتدى يتمحور حول الأشجار باعتبارها الحل الأول لمشاكل المستقبل التي تطال بشكل مباشر الحياة البيولوجية والاجتماعية للإنسان، مضيفا أن هذا الحدث الذي يلتئم فيه حوالي ثلاثين باحثا متخصصين في الأشجار والغابات والمياه، يربط في إطار مقاربة فريدة ومتنوعة، بين ماهو اقتصادي وبيئي وعلمي وتقاليد ذات الاهتمام بالشجرة والماء.
وأشار إلى أن المنتدى سيمكن المشاركين من التطرق لأهمية الحفاظ على الموارد المائية والإرث الغابوي والنباتي في المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية، فضلا عن التقنيات التقليدية والحديثة في تدبير المياه، وحماية الأشجار والغابات للحفاظ على المياه العذبة والتنوع البيولوجي لمواجهة التقلبات المناخية.
من جانبها، أبرزت زبيدة شروف، رئيسة جمعية ابن البيطار للأعشاب الطبية، أن الدورة الثالثة لهذا المنتدى تسعى إلى إبراز الدور الأساسي للأشجار في المحافظة على المياه العذبة والتنوع البيولوجي في ظل التغيرات المناخية على المستوى العالمي، مشيرة إلى أن الغابات والأشجار ليستا فقط عنصرين لبيئة الإنسان، بل أكثر من ذلك فهما مستقبله وحماة إرثه الطبيعي.
أما نائبة عميد كلية العلوم السملالية المكلفة بالبحث العلمي والتعاون، نائلة وزاني، فأبرزت أهمية هذا الملتقى في الظرفية الحالية المتسمة بندرة مصادر المياه مما يتطلب إجراءات استعجالية والعمل على البحث على موارد غير تقليدية كتحلية مياه البحر واستعمال المياه المعالجة في الري باعتبارها أصبحت من الحلول البديلة أمام قلة المياه، إلى جانب المحافظة على الغطاء النباتي والأشجار التي تساهم في الحفاظ على الموارد المائية.
وتتمحور أشغال هذا المنتدى، التي تتواصل إلى غاية 15 أبريل الجاري، على عدد من المواضيع ذات الصلة بالدور الأساسي للأشجار في جذب المياه والحفاظ عليها وتنظيمها على نطاق عالمي، والأبعاد المتعددة للعلاقة الحيوية بين الأشجار والغابات والمياه والحياة على الأرض.
(ومع، بتصرف)