بشراكة مع مركز عناية للتنمية والأعمال الاجتماعية والمجلس الجماعي لمراكش، نظم اتحاد العمل النسائي، أول أمس السبت، لقاء ثقافيا تكريميا، على شرف المناضلة والحقوقية عائشة لخماس، وذلك بمشاركة نخبة من المثقفين والأكاديميين والمحامين ونشطاء المجتمع المدني بالمدينة الحمراء.
وشكل اللقاء، مناسبة قوية لاستحضار جزء من تاريخ مسار وحياة القيادية السياسية عائشة لخماس، وعلاقتها بزوجها المعتقل السياسي والحقوقي المرحوم محمد بلمقدم، ودوافع تجميع نصوصه المكتوبة بمعتقله بعين برجة بالدار البيضاء ثمانينيات القرن الماضي، والموسوم ب”ملكوت الكلام”.
وانقسم اللقاء الذي انعقد بمقر المجلس الجماعي بشارع محمد السادس بمراكش، إلى معبرين، الأول قراءات في الأضمومة الإبداعية “ملكوت الكلام”، بمشاركة كل من الباحث الأكاديمي الأستاذ عادل عبد اللطيف، والباحث والإعلامي الأستاذ مصطفى غلمان. أما الشطر الثاني من اللقاء، فخصص لتكريم الأستاذة عائشة لخماس، حيث ألقت الأسماء التالية جملة من الشهادات في حق المكرمة، وهم الأستاذة عائشة ألحيان والنقيب الاستاذ ادريس ابو الفضل، والأستاذة مينة حوجيب، والاستاذ عبد الواحد اللاجي، دون أن نغفل عن الكلمات التقديمية التي أبرزت أهداف اللقاء واغتماره في قيم التفكير بالاعتراف ونبل المقصد، والتي وسمتها ورقة الأستاذة سعيدة الوادي رئيسة فرع الاتحاد بمراكش، بحلل المجد والسفر عبر الأمل ورؤية المستقبل بعيون متقدة وواعية بسياقات اللحظة والتاريخ.
وزاد من وضاءة الموقف، وابتهاج فضائه، القراءات الشعرية التي أسرجت نار الخيال بلسان الشاعرتين المبدعتين، الأستاذة فوزية رفيق والأستاذة العلوي لالة مالكة.
وتمير الحفل الثقافي والتكريمي، بكلمة عروس اللقاء الأستاذة المناضلة والحقوقية عائشة لخماس، التي انبرت إلى ترصيص بعض مرافئ التاريخ، وإعادة تأسيس نوسطاليجاه، مستعيدة بذلك، بعضا من شجون الوطن والذكريات، وزمان الجمر والرصاص.
وفي لحظة إنسانية وتقديرية، اختتم الحفل التكريمي بتوشيح الأستاذة لخماس بدرع اتحاد العمل النسائي، مع تقديم شهادات بالمناسبة.
يشار إلى أن الملتقى الثقافي والتكريمي، أدارته باقتدار وحنكة مبدعين، الأستاذة فاطمة رومات، معززة بذلك تفوقها الأدبي والتأطيري، في لحظات انبلجت فيها روح الأخوة والانسجام وتبادل المحبة، فكانت كلمات ختام الملتقى، مثالا أصيلا لاستمرار النضال والسير على نفس النهج.
بيد أن أنامل وحنجرة الفنان الموسيقي والشاعر الملتزم بقضايا الأمة الأستاذ عزيز باعلي، أوردت الماء العذب، وأورقت بسنابلها الخضر دوما، باقات الجمال والأنس والحلم الأثير.