(كش بريس/خاص) ـ دعا مرصد العمل الحكومي، إلى تعزيز المساهمة الاستثمارية للجالية المغربية، حيث دعت إلى وضع رؤية استراتيجية شاملة لإدماج مغاربة العالم في النسيج الاستثماري الوطني، عبر تحديد القطاعات ذات الأولوية مثل التكنولوجيا والطاقة المتجددة والصناعة التحويلية والفلاحة.
وأكد المرصد في تقرير حديث، على ضرورة اقتفاء مجموعة من الاجراءات، الهادفة إلى تعزيز دور الجالية المغربية المقيمة بالخارج في تحقيق التنمية الوطنية وتعميق الروابط الثقافية والاجتماعية بين المغاربة في المهجر ووطنهم الأم. وأضافت الوثيقة، أن التوصيات التي أوردها التقرير الذي نشره المرصد مؤخرا، تأتي تماشيا مع التوجيهات الملكية التي أكدت على الأدوار المحورية للجالية في تعزيز الدينامية التنموية التي يشهدها المغرب، خاصة في ما يتعلق بتوطيد علاقتها بوطنها الأم.
واقترحت ذات الجهة، إطلاق منصة رقمية شاملة تضم فرصا استثمارية محدثة، بالإضافة إلى تطوير آليات تمويل مبتكرة تدعم المشاريع التي يمولها أفراد الجالية، داعية إلى تحسين الرقمنة وتسريع الإجراءات الإدارية عبر منصات إلكترونية موحدة، وتأسيس مكاتب استثمارية في الدول التي تعرف كثافة سكانية عالية للجالية.
وأشار المرصد إلى ضرورة تقوية التمثيلية السياسية لمغاربة العالم، من خلال تخصيص مقاعد لهم في مؤسسات الحكامة الوطنية، مثل المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي ومؤسسات مكافحة الفساد، موصيا بتفعيل حق التصويت والترشح للمغاربة المقيمين بالخارج، مما يضمن مشاركتهم الفعالة في الحياة السياسية المغربية.
وطالبت نفس الهيئة المدنية، بتحسين استقبال الجالية المغربية من خلال إنشاء أسطول نقل بحري وطني لتخفيض تكاليف السفر، فضلا عن مراجعة سياسات السفر الجوي وتقديم أسعار تنافسية للجالية، مؤكدة على تبسيط الإجراءات الجمركية عبر اعتماد نظام رقمي متكامل وتوسيع الطاقة الاستيعابية للموانئ والمطارات، مع تعزيز الخدمات الموجهة للجالية.
ولم يفت المرصد الإشارة إلى تحسين الخدمات القنصلية، وذلك لأهمية فتح قنصليات جديدة في الدول التي تعرف كثافة سكانية عالية للجالية، وتطوير الخدمات الرقمية من خلال إنشاء منصة موحدة تتيح الحصول على الوثائق الرسمية عن بعد، موصيا كذلك بتأهيل الموارد البشرية في القنصليات، وإطلاق وحدات متنقلة لتقديم خدمات مباشرة للفئات التي تعاني من صعوبة الوصول إلى المراكز القنصلية.
ودعت الوثيقة، إلى ضرورة تعزيز التأطير الثقافي والرياضي للجالية المغربية في الخارج. وأوصى بإطلاق برامج ثقافية مستدامة، بما في ذلك تعليم اللغة العربية والدارجة المغربية، وزيادة عدد المراكز الثقافية المغربية في الخارج. كما اقترحت تأسيس أندية رياضية موجهة للجالية وتنظيم مسابقات رياضية وطنية تساهم في إبراز المواهب الشابة.
وطالب المركز بتفعيل الشباك الوحيد للجالية الذي يوفر جميع الخدمات الإدارية في أماكن تجمعهم خلال فصل الصيف، إضافة إلى رقمنة جميع المساطر الإدارية وتقليل الاعتماد على الوثائق الورقية.، موصيا بتعزيز آليات الشفافية من خلال على ضرورة دعم الكفاءات المغربية بالخارج من خلال إطلاق منصة للتواصل مع الكفاءات وتوفير حوافز ضريبية وبرامج جذب للكفاءات التي ترغب في العودة إلى الوطن والمساهمة في تنميته. ودعا إلى تعزيز التعاون مع المنظمات الدولية التي تعمل بها هذه الكفاءات لدعم الاقتصاد الوطني.
وشدد التقرير على أهمية إشراك الجالية المغربية في الدفاع عن قضية الصحراء المغربية. وأوصى بتدريب الجالية على الدبلوماسية الموازية لتسليط الضوء على الحقائق القانونية والتاريخية التي تدعم الموقف المغربي، مقترحا دعم الجمعيات المغربية في الخارج لتوحيد جهود الدفاع عن القضايا الوطنية وتعزيز الهوية المغربية.