يبدو جناح مستعجلات ابن طفيل، الشهير بسيفيل بمراكش، في مشهد مأساوي مؤلم، وكأن زلزالا ضربه وجعل سافله أعلاه، حيث تتراكم أمام بابه الرئيسي، بقايا الردم والحجارة وحواطم الإسمنت المسلح وما عاف البناء.
وتوقفت خدمة مستعجلات سيفيل، منذ مدة طويلة ناهزت ست سنوات ونيف، بعد أن عجزت إدارة المركز الاستشفائي الجامعي، عن معالجة تراكمات سوء تدبير المرفق، وتعطل العديد من لوجيستيكه الذي لم يمر على اقتنائه سوى سنوات قليلة بملايير الدراهم.
وكانت نقايات مهنية صحية بالمركز إياه، قد دعت في مناسبات عديدة إلى فتح تحقيق في مآل المستعجلات المذكور، وتوضيح خلفيات الإغلاق وأسباب تراجع المشروع الذي كلف خزينة الدولة ميزانية ضخمة، قبل أن يفشل في أداء وظيفته.
ومؤخرا عاد بيان تنسيق نقابي يتكون من النقابة المستقلة للممرضين وتقنيي الصحة، والاتحاد العام للشغالين، والاتحاد المغربي للشغل، لإثارة قضية سوء تدبير مؤسسة من هذا الحجم، مبرزة في بلاغ جديد “أن الانهيار الذي يعرفه المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش لم يعد يخفى على أحد بسبب سوء التسيير والتدبير وغياب تطبيق القانون والفوضى والتسيب الذي أصبح عنوان المرحلة مما يهدد بنسف كل الجهود المبذولة لإنجاح ورش الحماية الاجتماعية واصلاح المنظومة الصحية بجهة مراكش آسفي”، غير أن دار لقمان لازالت على حالها.
وتنتظر ساكنة مراكش ونواحيها إيقاف مهزلة تدبير هذه المؤسسة، التي أضحت عبئا على وزارة الصحة، بعد الغياب المتواصل عن أداء مهماتها، التي كرست في السنوات القليلة الماضية فجيعة لا تحتمل التأخير.