(كش بريس/ محمـد مـروان) ـ
بعد انتظار دام أكثر من إثنى عشر شهرا، خرج مجلس جماعة حربيل بمشروع برنامج عمل في إطار كتاب مؤلف من (138) صفحة، يخص مدة ولاية أعضائه الممتدة من 2021 إلى 2027، حيث اعتمد في إعداده على فرق عمل مكونة من موظفي الجماعة وأعضاء مجلسها المنتخبين وهيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع الاجتماعي وفريق المواكبة من أعضاء مكتب الدراسات.
وقد انكب الجميع على هذا العمل انطلاقا من شهر ماي الماضي، حيث خلصت أشغال اجتماعات في النهاية بعد مخاض عسير طول هذه المدة. ولأول مرة في تاريخ جماعة حربيل منذ إحداثها إلى إعداد هذا المؤلف الضخم من (البابراس) المتضمن لمشروع برنامج عمل لهذه الجماعة الترابية، هذه الأخيرة التي دعا رئيسها بالمناسبة إلى عقد دورة استثنائية يوم الاثنين 26 دجنبر 2022، من أجل التداول حول النقط المدرجة ضمن جدول أعمال الدورة، التي هي كالتالي:
1- المناقشة والمصادقة على برنامج عمل الجماعة 2021 – 2027
2- المناقشة والموافقة على اقتناء المركب التجاري بالشطر 1 بتامنصورت
3- الدراسة والموافقة على اتفاقية شراكة بين الجماعة ومفوض قضائي
4- المصادقة والموافقة على مشروع اتفاقية شراكة حول تمويل وإعداد مشروع تصميم تهيئة مدينة تامنصورت
5- تعديل اتفاقيات شراكة مع جمعيات النقل المدرسي بجماعة حربيل
6- موافقة المجلس على عقد اتفاقية شراكة بين الجماعة وجمعية نماء الأعمال الاجتماعية بدوار العشاش
7- تحيين القرار الجبائي الجماعي
ومما يدعو للغرابة أن هذا الكتاب الخاص بمشروع برنامج عمل جماعة حربيل، يحمل بين طياته عدة متاهات تجعل متصفحه وقارئ مضامينه قد يتيه بين الكثير من الرسوم التبيانية والجداول الإحصائية على صفحاته ضمن تقارير لاتسمن و لاتغني من جوع، تقارير تتحدث على المرجعية والإطار الدستوري، التشريعي والقانوني المعتمد من طرف فرق العمل الساهرة على أشغال إعداد كتاب برنامج عمل جماعة حربيل، دون مراعاة لتركيبة أغلبية أعضاء هذا المجلس الجماعي، ومستواهم الثقافي والدراسي، مما نتج عنه هدر للزمن والمال العام في طبع عشرات النسخ من كتاب هذا المشروع، الذي سيتحمل على وجه الخصوص هؤلاء الأعضاء مسؤولية المصادقة على مضامينه خاصة أمام الله وأمام الوطن، حيث ارتكزت جل مقترحاته بشكل أساسي على صرف ملايير السنتيمات بطريقة انتقائية تحت شعار “أباك صاحبي واعقل على من سرباك” بين الدواوير الثمانية عشر بجماعة حربيل، وقد نال حظ الأسد قصد الاستفادة من مشاريع هذا البرنامج، الدواوير الثلاثة الأوسع قاعدة وكثلة انتخابية بجماعة حربيل، أما المصالح العامة والأساسية لمدينة تامنصورت التي تدخل في اختصاصات تدبير الشأن المحلي لهذه الجماعة، فقد قال أحد الظرفاء : ” مشات في حبال الكتان”، حيث كشف مشروع برنامج عمل جماعة حربيل، أن الدراسات السابقة المنجزة لعدة مشاريع إبان المجلس الجماعي السابق قد ذهبت ملايين السنتيمات التي رصدت لها أنذاك أدراج الرياح في عهد المجلس الجماعي الحالي، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر أن الدراسة التقنية لبناء مجزرة بمواصفات عصرية حديثة بتامنصورت، قد بلغت أنذاك نسبة أشغال دراسة هذا المشروع 50% ، والغريب في الأمر أنه لم يذكر لا حس ولا خبر لهذه المجزرة، رغم الظروف الموبوءة وغير الصحية وغير السليمة من الناحية البيئية المعاشة إلى يومنا هذا داخل مجزرة جماعة حربيل، هذه الأخيرة التي لا تفلح صباح كل يوم بواسطة موظف تابع لها إلا في جمع واجبات الدبح (الصنك) لصالح جماعة حربيل، حيث يحصل من كل جزار 100 درهم عن ذبح بقرة و 15 درهما عن ذبح خروف، ناهيك عن عدم وجود الشاحنة المكيفة الخاصة بنقل لحوم الدبائح من المجزرة إلى دكاكين بيعها من طرف الجزارين، كل هذا وما هو أفظع منه رمته الأغلبية المسيرة بهذه الجماعة في إطار صياغة مشروع هذا البرنامج وراء ظهرها، حيث فكرت فقط في شراء سيارة لنقل الأموات، في الوقت الذي غاب عنها تخصيص قطعة أرضية لجعلها مقبرة بمواصفات تواكب النمو الديمغرافي بهذه المدينة الجديدة، لا أن يبقى الطابع القروي هو السائد دائما، وأن يبقى كل من اقتاده قدره لاقتناء مسكن بذات المدينة، سجين حنين أناس إلى الماضي باعتماد دفن الأموات بمقبرة لا تحيط بجميع جنباتها جدران تصون حرمة الأموات من نبش قبورهم وحفرها من طرف قطعان الكلاب الضالة بالشطر 7 بتامنصورت.