(كش بريس/التحرير)ـ أكد مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة، على تقديم عرض الحكومة الذي يجيب عن جميع النقاط المطروحة بخوص أزمة طلبة الطب والصيدلة، ويوضّح كافة العناصر موضوع النقاش”، مشددا على أن “الحكومة مُلتزمة بعرضها السابق كما قدّمته”.
يأتي تصريح المسؤول الحكومي اليوم الخميس، كرد على قرار طلبة الطب بالمغرب الذهاب في خيار مقاطعة كاملة لبرنامج الامتحانات للدورة الربيعية (التي تقرر إجراؤها بدءًا من 26 يونيو) المنظمة بكلياتهم بمختلف جهات المملكة، حسب آخر بيان لهم نشرته (كش بريس) سابقا.
وكان بيان اللجنة الوطنية قد عبرت عن “استعدادها للحوار لإيجاد حلول ملموسة تهدف إلى الرقي بجودة التكوين الطبي والصيدلي العمومي”، بيد أن الحكومة، لم تنتظر طويلا، لتجيب عن بيان الطلبة، بالقول إن “مغالطات يتم الترويج لها على نطاق واسع حول نتائج غير متوصل بها بخصوص الحوار مع طلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، حيث إن هذه المغالطات يغلب عليها طابع السلبية التي لا تخدم مصلحة الجميع في وقت تم التعبير عن تفهم مشروعية بعض انشغالات الطلبة الرامية إلى تجويد التكوين”.
وفي السياق، أكد مصطفى بايتاس، في ندوة سابقة، أن “الحكومة تتحمّل مسؤوليتها كاملة فيما يخص موضوع تجويد التكوين الطبي، وتدعو بذلك مختلف الفاعلين إلى تحمل مسؤولياتهم في هذا الصدد بدورهم”.
وحول نفس الموضوع، انبرى تنظيمان هما “الائتلاف الوطني لأطباء القطاع الحر” و”التنسيقية النقابية للأطباء العامّين بالقطاع الخاص”، لانتقاد توجهات الحكومة في معالجة الملف الأزمة، واصفة الأمر ”الكارثي” ، محذرة من أنه “في وقت يستمر ملف إضراب طلبة الطب مُراوحاً مكانه، مع ما يصاحبه من معاناة نفسية للطلبة وعائلاتهم، تُصرّ الوزارتان الوصيتان على الملف على سياسة الهروب للأمام، عن طريق إنزال العقوبات على ممثلي الطلبة ورفض تأجيل الامتحانات التي تمت مقاطعتها بنسبة تجاوزت 95 في المائة، ورفض فتح أي حوار جدّي لحل الملف”.
هذا وحذر التنظيمان، أيضا من التداعيات الكارثية للطريقة التي تم بها التعامل مع الملف على منظومتنا الصحية وعلى مستقبل أطباء الغد. مبرزة “إن الخطورة التي وصل إليها الوضع لا تترك لنا مجالا للصمت، خصوصا أن الوقت المتاح لحل الملف بدأ يضيق كثيرا”، مثيرتين إشكالية “تساؤلات كبيرة بدأت تطرح حول مصير الملتحقين الجدد بكليات الطب”.
وقال البيان الذي توصلنا بنظير منه، إن استمرار الأزمة، تعد “إساءة كبيرة لسمعة التكوين الطبي ببلادنا، وكذا سمعة الأطباء، لاسيما أن مربط الفرس في مطالب الطلبة هو جودة التكوين” مؤكدة إلى أن “سياسة التعالي وليّ الذراع التي تستمر فيها الوزارتان تتعارض بدون أدنى شك مع المصالح العليا لهذا الوطن”، ومبرزة أنه، “وبغض النظر عن طبيعة المطالب التي يتمسك بها الطلبة، التي في غالبها تمُسّ جودة التكوين، فإن من واجبنا التاريخي أن ندعم أطباء الغد، ونطالب الوزارتين بالمسارعة إلى فتح الحوار، والاتسام بالمرونة”.
وطالبتا بوجوب “ الاستعانة بهيئة التدريس، التي لم تتم استشارتها أصلا قبل تنزيل التعديلات المثيرة للجدل، كوسيط مع الطلبة”. مشيرة إلى أن”ما عبّر عنه أساتذة كلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء منذ شهر، عبر بلاغ للنقابة الوطنية للتعليم العالي، رافضين أي إصلاح متسرع دون رؤية إستراتيجية، وأكدوا أنهم الجهة المختصة بالشأن البيداغوجي، كما طالبوا بالتعجيل بحل ملف الطلبة عبر الحوار، مستحضرين بأسف عدم الالتفات التام إلى هذا البيان واستمرار سياسة الهروب إلى الأمام بإجراء الامتحانات دون توافق مع الطلبة”.
ا