دعا وزير التعليم العاليم العالي والبحث العلمي والابتكار؛ عبد اللطيف ميراوي، إلى ضرورة تعزيز الموارد المالية المخصصة لدعم البحث العلمي والابتكار وتعبئة الإمكانات المتاحة على مستوى التعاون الدولي الثنائي أو متعدد الأطراف، ملتزما في السياق ذاته، بملائمة الإطار القانوني والتنظيمي لجعله أكثر تحفيزا وجاذبية، خصوصا بالنسبة للقطاع الخاص.
وأكد الوزير ميراوي، خلال ندوة رؤساء الجامعات، التي احتضنها مقر الوزارة بالرباط، على أن هذه التوجهات تأتي من أجل تجاوز الإكراهات التي تواجه منظومة البحث العلمي والإبتكار وتحويلها إلى فرص واعدة، من خلال الرفع من إنتاجية الباحثين، وتعضيد إمكانيات التمويل، وتطوير أنماط التدبير الإداري والمالي لمشاريع البحث العلمي.
وتعهد ذات المسؤول الحكومي، بوضع معايير اعتماد لبنيات البحث من أجل تنظيم ناجع وفعال لأنشطة البحث العلمي، مؤكدا أن الوزارة بصدد إعداد قرار جديد للضوابط العلمية الوطنية لسلك الدكتوراه من أجل تكوين جيل جديد من الدكاترة وفق معايير دولية.
وفي ذات السياق، دعا وزير القطاع رؤساء الجامعات إلى تنويع مصادر تمويل البحث العلمي والابتكار، مشيرا إلى أن الوزارة تنكب في إطار المخطط الوطني، على تحسين حكامة المنظومة الوطنية للبحث العلمي والابتكار، من خلال إصلاح المجلس الوطني للبحث العلمي.
وذكر الوزير، بالتوقيع بتاريخ 20 أكتوبر 2022 على اتفاق بين الحكومة والنقابة الوطنية للتعليم العالي، يهدف إلى تعزيز جاذبية مهنة الأستاذ الباحث والانفتاح على الكفاءات المغربية بالخارج والنهوض بالدور التنموي للجامعة على المستوى الجهوي والوطني.
وكشف وزير التعليم العالي، أن الوزارة تضع اللمسات الأخيرة على النظام الأساسي للأساتذة الباحثين يتضمن إرساء مسار للتدرج والترقي المهني على أساس معايير الجودة والتميز العلمي، ووضع سياسة ناجعة لتوظيف الأساتذة مبنية على القدرة على إنجاز مهام التكوين بحرفية وتطوير البحث العلمي عالي المستوى.
وحث الوزير ميراوي رؤساء الجامعات، على ترسيخ ثقافة الإبداع وريادة الأعمال لدى الطلبة خلال مختلف مراحل مسارهم الدراسي، مع تطوير مجمعات الابتكار وتعميمها على مختلف الجهات مع الرفع من جودة حكامتها لتصبح رافعة للمشاريع المبتكرة.
كما دعا الوزير، إلى تحفيز الشراكة بين الجامعة والمقاولة والفاعلين المؤسساتيين على المستوى الجهوي من خلال برامج مشتركة لتثمين نتائج البحث العلمي وتسريع نقل التكنولوجيا لفائدة القطاعات الإنتاجية.
والتزم، ميراوي في وقت سابق، بتكوين جيل جديد من طلبة الدكتوراه بمعايير دولية، يستفيدون من برامج للحركية الدولية ومن التأطير المشترك للبحوث في إطار الانفتاح على الجامعات المرموقة، ومؤهلين على المستوى البيداغوجي للقيام بمهام التدريس، مؤكدا أنه “بإمكان هذا الجيل الجديد أن يشكل النواة الصلبة لهيئة الأساتذة الباحثين.”
يشار إلى أنه سيتم بموجب المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، إحداث معاهد وطنية للبحث الموضوعاتي، في انسجام تام مع الأولويات الوطنية، خصوصا تلك المتعلقة بالسيادة كالصحة، والماء والطاقة والرقميات والتكنولوجيا الحديثة بصفة عامة.