قال الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إن عودة المغرب إلى عائلته المؤسساتية الاتحاد الافريقي، مما أفسد مخططات الخصوم بعزله وتأليب الرأي العام الافريقي ضده، بل واقتحم قلاعا افريقية، كانت تعد من باب غنائم الحرب ضد بلادنا من لدن اعداء الوحدة الترابية للمملكة. وقد قاد جلالة الملك هذه الديبلوماسية المقدامة بجرأة وتبصر أديا إلى جعل بلادنا صوت افريقيا وحاملة لواء التحرر الافريقي الحديث.
وحسب نداء وجهه الحزب من مدينة العيون، على هامش ملتقى خطابي حضره بعض أعضاء المكتب السياسي وعلى رأسهم الكاتب الأول ادريس لشكر، فإن أجيال الصحراويين والصحراويَّات قد أبانت عن طهارة معدنها وصلابته في كل المعارك التحريرية، بقيادة رموز الصحراء الخالدة، من علماء وقادة وأولياء ومجاهدين وشيوخ، مما بوأها اليوم مرتبة الذراع القوية والدرع الأقوى لتأمين نمو أقاليمنا الجنوبية وازدهارها واستقرارها.
وأضاف لشكر في نداء الحزب، أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، استحضر باعتباره تاريخيا ووظيفيا استمرارا لحركة التحرير الوطني الشعبية، كل التضحيات التي قدمتها أجيال مناضليه، من الوطنيين الأفذاذ، السباقين إلى مناهضة الاستعمار ومن مؤسسي المقاومة وجيش التحرير، والذين جعلوا الوطنية نِبْراسهم والذود عن حياض الوحدة الوطنية هويتهم والربط العضوي بين النضال من أجل الديموقراطية والنضال من أجل الوحدة الوطنية مبدأهم، كما يستحضر كل القادة والمناضلين، في المنافي ، في الجزائر وفي ليبيا وفي المشرق العربي، والذين لم تسْتمِلْهم الوعود الانفصالية ولا أغرتهم المعادلات البراقة المقدمة من أنظمة البلدان التي كانت تعادي نظام بلادهم، فصبروا واصطبروا وتعاهدوا على الوفاء لقَسَم التضحية وقيمها من أجل الوطن ووحدته، ورفضوا كل العروض الانقسامية، مولِّين وجوههم شطر المغرب المبارك.
وأضاف ذات المتحدث، أنه “بالرغم من أن شروط سنوات الرصاص لم تكن ، أحيانا، تسعف كل مناضلي الحزب ، في الداخل وفي الخارج في المشاركة العلنية ميدانيا وسياسيا ، فقد ظلوا حاملين لواء الوطن والوطنية ، والوحدة والأمل في غد أفضل..”.
وتابع النداء بالقول: “على أرض الصحراء المجيدة، يستحضر الاتحاديات والاتحاديون، ما قدمه المغرب عبر الاجيال في مواجهة أكبر وأطول مؤامرة في التاريخ المعاصر، رامت فصل جنوبه عن شماله مؤامرة التقت حولها الكثير من القوى، في امتداد مشبوه للمخططات الاستعمارية الأوَّلية، التي انبت على تفكيك الوحدة الوطنية وتوزيع البلاد بين الامبرياليات”.
وأكد المصدر ذاته، أن “الاتحاديون والاتحاديات، يستحضرون قوافل الشهداء من أبناء الوطن الجنود والضباط ، الذين سقطوا في ساحة الشرف،تحت راية القوات المسلحة الملكية ويقفون بإجلال وخشوع أمام أرواحهم الطاهرة التي استرْخصوها في سبيل مجد التراب الوطني”.
وأوضح النداء أن “الحكمة الملكية اقتضت أن تُقوِّي مكاسب بلادنا بالتواجد في كل جبهات الدفاع والترافع، بعيدا عن أية ديبلوماسية يُفهم منها تفويض المعركة لأصدقائنا وأشقائنا نيابة عنا ، بل يسجل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، من هنا، من أرض التلاحم بين التاريخ والإنسان المغربيين ، أن بلادنا قد حققت منجزات متينة، عبر محطات مفصلية غيَّرت من معايير التناول الدولي للقضية، ومنها على وجه التحديد”.
ودعا الحزب إلى “جعلُ بلادنا صانعة الحدث الدولي، من خلال تحقيق شراكات جيوستراتيجية حاسمة، ليس بالنسبة لقضيتنا الوطنية فقط بل لصالح الاستقرار الاقليمي والقاري ، وذلك بتحقيق انتصارات دولية ، عبْر تغيير الكثير من معادلات الجيوستراتيجية في الحوض المتوسط وفي غرب افريقيا ، بل في الساحة الدولية، حيث أعلنت عواصمُ صنعِ القرار الدولي عن تفهمها لمطالب المغرب وإقرارها بأولوية القضية الوطنية بالنسبة لبلادنا، في بناء الشراكات والعلاقات والمبادلات”، مشيرا إلى “الإنجاز التاريخي باعتراف الولايات المتحدة الامريكية، حاملة القلم في قضية وحدتنا الترابية بالسيادة المغربية على الصحراء، عبر الاتفاق الثلاثي التاريخي الذي غير من معطيات السياسة الدولية في المنطقة الأورومتوسطية، وسمح بإسقاط قناع العديد من الشركاء الملْتبسين، ودفع بعض العواصم التي تتبنى مواقف غير واضحة الى الكشف عن ازدواجيتها ومخادعتها في دعم المغرب”.
وأبرز النداء “تزايد الدعم الدولي لمطالب المغرب المشروعة حيث أصبح الاعتراف بمصداقية وجدية مقترح الحكم الذاتي من عناوين الديبلوماسية الدولية والانصراف عن «جمهورية» الوهم فوق التراب الجزائري موقفا متزايدا باضطراد ومسعى ثابتا في السياسة الدولية”، مذكرا “إن الاتحاد الاشتراكي ، وهو يتابع يوميا المنجزات غير المسبوقة فوق ترابنا الوطني في الاقاليم الجنوبية، ليعرب عن عميق اعتزازه بالنجاح المتواصل للنموذج التنموي اقاليمنا الجنوبية، ويقف اليوم ، هنا فوق تراب الصحراء الجليلة لمعاينة التحولات الكبرى الايجابية التي تحدث في الاقاليم الجنوبية ، و يحيي الارادة الملكية التي اعطت انطلاقته هنا في العيون في نونبر 2015 وفي الداخلة في فبراير 2016”.
وإذ يشيد الاتحاد بالنسبة العالية التي تحققت من انجاز هذا النموذج على ارض الواقع ، يضيف نفس النداء، فإنه “يعتبر إن المغرب يقيم الدليل على جدية ومصداقية الحكم الذاتي باعطائه المضمون المادي واللامادي الملموس، باستفادة أبناء الصحراء من ثروات المنطقة ، حصرا ومن ثروات الوطن إجمالا، والاستجابة لتطلعات وانشغالات الساكنة. كما يكرس ميدانيا المشروع المغربي من أجل السلام، والتنمية والاندماج الاقتصادي الإفريقي…”.
وأعلن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في ختاموالنداء، من العيون حاضرة الصحراء وحاضنة الوطنية عن انحيازه الثابت و اللامشروط إلى الرؤية الملكية المتبصرة والصارمة صرامة الحق والحقيقة،و التي جعلت من الاعتراف بحقوق المغرب المشروعة في صحرائه، قاعدة للتعامل الدولي، « والنظارات« التي يقيس بها المغرب جدية الشراكات ونجاعة الصداقات، كما ورد ذلك على لسان جلالته في خطاب 20 غشت 2022.