ـ فوتوغرافيا: أمينة بيان ونهيلة أيت اوكنيك ـ
(كش بريس/ التحرير) ـ قالت رئيسة تنسيقية الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية بجهة مراكش آسفي، الأستاذة فوزية رفيق، إن ارتقاء الثقافة وترحالها في المداشر والجبال والقرى النائية، مسؤولية مشتركة ورسالة وفاء وطنية لا بديل عنها.
وأوضحت رفيق في كلمة لها بمناسبة زيارة لمنطقة امليل بإقليم تاحناوت مراكش، خلال لقاء جمع أعضاء التنسيقية بفعاليات من جمعية تمغارت نودرار لادماج المرأة في التنمية المستدامة بمقر فضاء الجمعيات بإمليل، أن التنشيط الثقافي والتربوي في المناطق البعيدة، هي ليست فك عزلة فحسب، أو مشاركة زمنية تقتصر على أداء الواجب فقط، بل مشروعا أخلاقيا ومواطناتيا صيروريا ومتناغما مع الأهداف السامية للثقافة الوطنية وآثارها على الذات الجماعية، وشرفا لا يستعاض عنه بأي قيمة أو دليل.
ودعت رئيسة التنسيقية إلى فتح نقاش حول “فهم حقيقي” للمقاربة الثقافية في المجتمع، وتتوير ذلك إلى شراكة فاعلة تنخرط فيها النساء والشباب، في قلب تغيير النظرة تجاه العمل الجمعوي وصعوباته وفجواته.
من جهتها عبرت رئيسة اتحاد العمل النسائي بجهة مراكش الأستاذة سعيدة الوادي، عن سعادتها بهذه الزيارة، متمنية تدبير مرحلة فاعلة لشراكة ممتدة بين الأطر الزائرة وجمعية تمغارت نودرار، مقترحة أن يتم تنظيم لقاء ثنائي في إطار دعم قدرات الكفاءات النسائية بالمنطقة.
وأبرزت الوادي الإطار العام للعمل الجمعوي في المناطق النائية، التي هي بحاجة إلى تواصل ومواكبة وتطعيم. معتبرة أن العمل النسائي هو في الجوهر وطن جماعي بعيدا عن الأيديولوجيا والأفكار الفردانية. داعية إلى تصحيح نظرتنا تجاه المجتمع المغلق، وتطوير تعاطينا مع القضايا الأساسية لنساء الجبل والقرى النائية.
وعلى منوالها صارت كلمات المناضلات: أمينة بيان ونعيمة أقداد ومليكة الجبلي …
من جهتها، رحبت رئيسة جمعية تمغارت نودرار لادماج المرأة في التنمية المستدامة، السيدة سميرة الرحوي، بالضيوف، مستعرضة تاريخ تأسيس الجمعية (2006 ميلادية)، في أول بادرة للمقاربة النسائية بالمنطقة، مبرزة مكامن الصعوبات والإكراهات التي عاشتها العضوات، في قبل انخراطهن في مجتمع ذكوري بامتياز.
وأكدت الرحوي على أهمية التحسيس بقضايا النساء في المنطقة، معتبرة أن مسؤولية التغيير لا تقتصر فقط، على الشعارات والعناوين العريضة، بل تحسم في صلب انخراط المرأة في الواقع المعيش، ومحاولة حلحلته وتقوية مداراته.
في حين قدمت السيدة زينب العسري الكاتبة العامة للجمعية، عرضا حول مشاريع الجمعية وأهدافها التربوية والاجتماعية والثقافية، داعية كوادر تنسيقية الائتلاف بمراكش واتحاد العمل النسائي بالمدينة الحمراء إلى تشكيل جبهة مساندة لدعم قدراتها وتطوير إمكانياتها وتحفيزها على الصمود ومواصلة الطريق.
وفي إطار الرحلة الثقافية المذكورة، اتجه المشاركون صوب شلالات امليل، راصدين أجواء المجال وأبهاءه الفانتازية الباذخة، متنسمين بقصائد شاعراتهن اللائي قرأن من دفاترهن الإبداعية الجديدة، حيث صدحت حناجر الشاعرات: فوزية رفيق وعائشة حسمي وأمينة بيان ولالة متالكة العلوي، على أنغام فرقة أحواش تيكنت الأمازيغية.
جدير بالإشارة أن الرحلة الثقافية، قد نظمت بمبادرة من مؤسسة كش بريس الإعلامية بتنسيق وشراكة مع تنسيقية الإئتلاف الوطني من أجل اللغة العربية بجهة مراكش آسفي واتحاد العمل النسائي بجهة مراكش.