(كش بريس/ خاص) ـ الحكومة وأعضاؤها الوزراء المسؤولون عن قطاعات الاستهلاك والخدمات الأساسية، لا يكلون ولا يملون من التبشير بالأفضل، والترويج لبرامج التنمية وإسعاد الإنسان المغربي، وفي كل مناسبة يعيدون نفس أسطوانة الوعد الرحيم ومعالجة إشكالات ارتفاع الأسعار والتحكم في السوق واتخاذ الإجراءات اللازمة، ولاشيء تحقق؟ مجرد كلام عابر، ليس إلا.
وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، يخرج من جديد لإعادة نفس الأسطوانة، وبلغة ركيكة وغير منطقية، حيث وعد من جديد باتخاذ إجراءات لخفض أسعار الأسماك والطماطم؟ فقط، وكأن باقي المنتوجات الفلاحية والبحرية لا زيادة هامة فيها؟.
قال الوزير الصديقي، إن أسباب ارتفاع أسعار الطماطم يعود إلى عوامل طبيعية، وأن الحكومة واعية بذلك، وستقوم بتنظيم قناة التوزيع بشكل شامل، والحد من تحكم الوسطاء في السوق، وتدبير الأسواق بشراكة مع الفاعلين المهنيين. ياسلام؟
وحسب كلام المسؤول الحكومي، الذي كان يتحدث للصحفيين على هامش معرض “آليوتيس” للصيد البحري بأكادير، اليوم الجمعة، فإن هناك “جهودا لتحسيس مختلف الفاعلين بضرورة تسعير المنتجات البحرية بأسعار معقولة لتكون في متناول المواطنين، لا سيما مع اقتراب شهر رمضان حيث يرتفع سعرها بسبب ازدياد الإقبال عليها، وأن هذا المشكل لا يمكن معالجته بشكل نهائي بين يوم وآخر.
وفي تعويم للموضوع وتدوير لأسئلة الصحفيين، أضاف أنه يجب ضبط سلسلة تسويق وتوزيع وتصنيع المنتجات البحرية، من أجل خفض الأسعار التي تباع بها للمستهلك المغربي، مبرزا في السياق ذاته، أننا “لسنا ضد الوسطاء، ولكن يجب أن يكونوا معروفين، وألّا يكون هناك احتكار للمنتجات”.
كأن الحكومة في واد وعمليات التسويق وما يشوبها من اختلالات وخوالف في واد آخر، وهو يكرس بهذه العبارة، نفض اليد عن مراقبة الأسعار وترك الحبل على الغارب؟.
ومن العجائب، أن يكون جواب الوزير عن سؤال أسباب ارتفاع الطماطم مؤخرا، وتجاوزها 10 دراهم، في بلد يصدر ملايين الأطنان لأوروبا ومختلف بلدان العالم، قال الصديقي، إن تقلبات أحوال الطقس من بين هذه الأسباب.
لا ياشيخ؟ كما يقول أصدقاؤنا المصريين.
إنها أكذوبة، تعري عن شيء باد للعيان، لكنه لا يرى ذلك بعينه المجردة.
ويضيف وزير الفلاحة الذي لا يفقه سياسة الاقتصاد وخلفياتها أن “هناك ارتفاع في سعر الطماطم خلال الأيام الأخيرة، ولكن قبل شهرين كان سعرها رخيصا، بسبب العوامل الطبيعية التي لا يتحكم فيها الفلاح، حيث أدى ارتفاع درجة الحرارة إلى تسريع الإنتاج، ما دفع الفلاحين إلى البيع بالخسارة، واليوم حين تذهب إلى السوق تجد الطماطم المعروضة خضراء، لأن موجة البرد أخّرت نضجها”.
كأنه يتحدث بلسان الفلاحين البسطاء، وليس الكمبرادوريين الذين لا يبيعون منتوجاتهم في الداخل، ويستقطبون (تربحا) العملات الصعبة على حساب العملة الوطنية؟.