(كش بريس/ محمد مـروان)ـ المنشأة التاريخية رياض الموخى المتواجدة على بعد خطوات من ساحة جامع الفنا بمراكش، لم تسلم مع مرور الزمن من كثرة الإهمال والتهميش واللامبالاة من طرف المسؤولين على قطاع الصحة العمومية، بعدما تم استغلال فضاءاتها في العديد من الخدمات الصحية، المتعلقة بالأمراض النفسية والعقلية والجهاز التنفسي، وتحليلات المختبر الطبي المتواجد بداخلها، والمدرسة المتخصصة في تكوين الممرضين، ما جعل هذا الواقع المريض بمستشفى رياض الموخى يرخي بظلال عواقبه الوخيمة على تدبير الشأن الصحي بهذه المؤسسة الطبية، الشيء الذي أثر سلبا في خدمة مختلف شرائح المجتمع من المواطنين المرضى المصابين بالأمراض النفسية والعقلية، حيث أنهم ما يزالون إلى اليوم يعانون من شدة حرمانهم من طبيب يتتبع حالاتهم المرضية، حيث أن السيد فريد بوسعيد، الطبيب المختص بالنسبة لهذه الأمراض، قد تمت إحالته على التقاعد من طرف وزارة الصحة، منذ يوم الخميس 30 يونيو 2022، ووفق تصريحات عدد من المرضى المشتكين، هذا الخصاص الذي يعد أكثر أهمية فيما يتعلق بإطار طبي من هذا الحجم، فإن الوزارة المعنية لم تعره أية أهمية، حيث لجأت إلى سياسة ترقيعية ظلت كما قال أحد هؤلاء المرضى ” لاتسمن ولا تغني من جوع “، في الوقت الذي صار ثقل ووزر هذه المهمة على كاهل ممرضة مسكينة لوحدها، السيدة أمينة التي كانت حتى الأمس القريب الممرضة المساعدة للطبيب المحال على التقاعد، هذه المرأة الطيبة القلب الصبورة على حد قول المشتكين، حيث ما فتئت تقاوم ضغط مسؤولية هذا الخصاص في انتظار اليوم الذي سيأتي، وربما لن يأتي أبدا، مادام المسؤولين عن الصحة بمراكش، يوجدون خارج خط تماس ما تجري أحداثه بالجناح الخاص بالمصابين بالأمراض النفسية والعقلية، الذين ما فتئوا يئنون تحت وطأة خصاص في الموارد البشرية، ناهيك عن أزمة ناجمة عن انعدام الأدوية في صيدلية المستشفى، هؤلاء المرضى الذين نتيجة لضيق ذات اليد تعطى لهم هذه الأدوية بالمجان بهذا المستشفى، لكن لمدة طويلة بقيت أيديهم على قلوبهم بسبب أزمة الأدوية بهده المؤسسة الطبية، حيث نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، عقاقير ( RANOZYP) ملغ 10، الذي وصل في الصيدليات الموجودة خارج المستشفى ثمنه مئتان وسبعين ( 270 ) درهم، حيث تحتوي كل علبة على 28 حبة من هذا العقار، يستعمل منها المريض حبتان في اليوم صباحا ومساء، ما يجعله يحتاج إلى علبتين في الشهر، وقس على ذلك بالنسبة للعديد من الأدوية بصيدلية المستشفى التي بقيت في ظل هذه الأزمة ما هي بصيدلية وما هو بمستشفى ولا هم يحزنون في ظل هذا الواقع الصحي المريض بالمؤسسة الطبية رياض الموخى بمراكش؟!
مقالات ذات صلة
شاهد أيضا
Close