أعلن المركز القبطى الأرثوذكسي، مقتل القمص أرسانيوس وديد كاهن كنيسة القديسة العذراء مريم وماربولس كرموز في الإسكندرية شمال مصر طعناً في رقبته. وأكد بيان لوزارة الداخلية المصرية، على أن مقتل كاهن كنيسة العذراء في محرم بك في الإسكندرية، كان أثناء سيره في منطقة الكورنيش حيث طعنه “مسن” بسكين ولفظ أنفاسه الأخيرة، وتم ضبط المتهم، وتولت النيابة التحقيق.
في أول ردود فعل مثقفين مصريين، نختار رأي الروائي المصري يوسف زيدان، المنشور على صفحته الرسمية باليس بوك:
الجريمة الشنعاء التي وقعت قبل ساعات بكورنيش الإسكندرية، منطقة ميامي (ذبحُ كاهن كنيسة العذراء، على يد رجل مسلم مهووس) ليست الفاجعة الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة .. لأن أسبابها كانت ولا تزال موجودة، ولا أرى نيةً صادقة للقضاء عليها، مع كل الكوارث التي تنتج عنها من تدهور داخلي عام، وانهيار مجتمعي، وتشويه خارجي خطير لصورة مصر في الأذهانوأسباب ودوافع هذه المأساة وما سبقها وسوف يتلوها من المآسي، لا يمكن القضاء عليها إلا بخطوات حكومية حاسمة ..
وفيما أرى، تتلخص هذه الأسباب والدوافع واجبة العلاج الفوري، في الآتي :
– إهمال التثقيف العام، والاهتمام فقط بالتوافه والسخافات، في غيبة الإعلام المحترم والتعليم اللائق
– إطلاق العنان للأفّاقين من رجال الدين، والاحتفاء الحكومي بهم متمثلًا في إطلاق القنوات التلفزيونية والبرامج الراعية لزراعة الكراهية .. وفي الوقت ذاته، تقييد أيدي المفكرين والعلماء والفنانين الحقيقيين وأصحاب الرؤى المستقبلية
– النظر إلى تلك الفواجع باعتبارها حوادث منفصلة .. وهي في حقيقة الحال، مسلسل كراهيةٍ واحد، تنتجه ثقافةٌ مريضةٌ زرعت بذروها الوهابية، وسُقيت في مصر بالنفط وتعليمات المخابرات البريطانية (حسبما اعترف بذلك علانيةً، وليُّ عهد السعودية)
– الاكتفاء في كل مرة تحدث فيها فاجعة مثل هذه، بالعبارة المطاطة : الإسلام بريء من هذه الأفعال الفردية .. وطيُّ الصفحة، كأن ما كان لم يكن.. فيا ليت قومي يعلمون، ويتحركون قبل فوات الأوان، نحو إصلاح حقيقي للحال العام، المريع.