اجتمعت كلمة المتدخلين خلال افتتاح المهرجان ال (11) لسماع مراكش برسم العام 2022، يومه الأربعاء 19 أكتوبر الجاري، على موقع المدينة الحمراء، في خريطة الثقافة المغربية والعربية، وانسجامها مع روح الأصالة وموثق الحضارة.
واستقت جل كلمات الافتتاح، انطلاقا من كلمة رئيس جمعية منية مراكش الأستاذ جعفر الكنسوسي، وكلمة ممثل وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وكلمة ممثل السيدة رئيسة المجلس الجماعي لمراكش، وكلمة مكتب المنظمة الدولية إيسيسكو بالرباط، وكلمة المجلس الوطني للمهندسين المعماريين بالمغرب، (استقت) حضورها من خلال تكريس مفاهيم الحفاظ وصيانة التراث، بالتفاعل مع مستجدات التأسيس لمنظومة خبراتية صالحة للعمل وترسيخ قيم التاريخ والمفاخرة بالوعاء المعرفي والسوسيولوجي لهذه الذاكرة المحفورة في وجدان المغاربة.
ودعا المتدخلون بهذه المناسبة المتفردة، إلى جعل قاطرة التراث المغربي، ومؤهلاته الإنسانية والفضيلية، جزءا من مكنونات التنمية والإنسان، مؤكدين على سمو استنباط تلكم المؤهلات والمكتسبات، في صلب الاهتمامات على جميع المستويات، البحثية والأكاديمية، بالإضافة إلى جهود قراءة التاريخ من زواياه الأصيلة، ارتباطا بمقومات حضارة مغربيةو راسخة في تاريخ وعرفان أرض المكارم والمكرمات.
من جهته، شدد رئيس جمعية منية مراكش الأستاذ الباحث جعفر الكنسوسي، على تواصل وسيرورة هذا الترافع القيمي والعرفاني، بالاعتداد الجمالي والأخلاقي لمراكش الأنوار.
وأورد الكنسوسي، في ذات السياق، أهمية إبراز الغنى الثقافي والتراثي في المجال المعماري والعمراني، مبرزا تنوعه ونسقيته المستعملة بأصالة خاصة مؤسسة للهوية.
واستحضر رئيس الجمعية، مشاكل توثيق التراث، وأهميته الاستراتيجية في البناء والتنمية، وتعميق المعارف العلمية، في ميدان أضحى يعاني مخاطر بسبب العولميات والمكرسات للعدوانية وبناءات جديدة، لا علاقة لها بالحفاظ على التراث، مدنا وتاريخا واستدامة محكمة.
ولهذا، يضيف الكنسوسي، تمضي منية مراكش، بتنسيق وشراكة مع جميع المتدخلين، إلى دراسة ومعرفة هذا التراث، وتبادل الخبرات، من أجل النفاذ إلى جوهر الإشكاليات المطروحة راهنا.
هذا وتضمنت كلمية اليونسكو، التي ألقاها الأديب والروائي الأستاذ عبد الإله بنعرفة، أسس هذا الاتجاه المشترك، وسبل الوصول إليه واستنباط آليات تجسيده على أرض الواقع.
وتوقف بنعرفة، عند أهمية الارتباط بالتراث الوطني، وتحويله من مجرد واجهة تاريخية جامدة، إلى ينبوع عرفان وأفكار، مؤكدا على أهمية وسمو ما تقوم به جمعية منية مراكش.
وأوصى الأستاذ بنعرفة، أن يحتذى بموقع وقيمة مراكش التاريخية والثقافية بالمملكة، مبرزا أهمية أن ترتقي لمسؤولية تسميها عاصمة للثقافة الأفريقية والعربية.
ولامس بنعرفة، أدوار التقائية العمل التراثي والثقافي بالمدن العتيقة، واضعا أسس ومقومات المدينة الحمراء، تحت مجهر التحولات الجديدة في باراديجم التلقي الثقافي والتفكير التنموي، وأبعاد ذلك كله في طفرة “مدن المعرفة”.
هذا وشهد افتتاح المهرجان، التئام مجلس لسماع السماع، برئاسة الأستاذ مولاي هشام التلمودي، مصحوبة بالفنان علي المديدي والفنان محسن صلاح الدين والمايسترو خالد البدوي، بالإضافة إلى مجموعة السماع للزاوية الشرقاوية بأبي الجعد.
جدير بالذكر، أن فعاليات مهرجان السماع بمراكش، ستستمر لليوم الثاني على التوالي، الخميس 20 أكتوبر الجاري، بخزانة ابن يوسف ساحة ابن يوسف بمراكش، حيث تتضمن الحصة الصباحية التي سيترأسها السيد مدير المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش عبد الغني الطيبي، مجموعة من المداخلات، على الشكل التالي:
ـ فرانشيسكو باندراين (إيطاليا) حول “التراث أمام تحديات القرن 21”
ـ يوسف خيارة (الرباط) حول “برامج إعادة الاعتبار لتراث المغرب
ـ أتيليو بيتروتشيولي (إيطاليا) حول “إنشاء المكتبة الشرقية لمتحف تراني”
ـ فيليب ريفو (فرنسا) حول “العمل التوثيقي لجاك ريفو”
ـ سيرج سانتيلي (فرنسا) حول “بنية المدن العتيقة المغاربية”
ـ آلان بوري (فرنسا) حول “المنزل في المدينة العثمانية بتركيا”
أما الحصة المسائية التي تترأسها المهندسة الفرنسية مرجانة بورول، فستلتئم بفضاء مركز نجوم جامع الفنا دار البوكيلي حي القصور بمراكش المدينة، فتتضمن مشاركات حسب الشكل التالي:
ـ جوزي ماري بيل (فرنسا) حول “المناظر والمعمار باليمن”
ـ بين كلارك (بلجيكا) حول “المهندس المعماري البلجيكي جان هنسين في المغرب (1985/1962) مشاريع مثالية وانجازات في الأودية المتاخمة للصحراء”
ـ لينا السباعي (المغرب/فرنسا) حول “دراسات عن قرية تالسنت بالمغرب”
ـ كاترين روشان (فرنسا) حول “المنزل الفلسطيني وترميمه”
ـ جان ديثيي (فرنسا) حول “”إعادة تأهيل شاملة لقرية مبنية بالتراب: قصر تسركات في وادي درعة”
وينتهي اليوم الثاني من سماع مراكش بحصة مسائية لمجلس سماع السماع، بباحة الكتبية انطلاقا من الساعة الثامنة مساء، تتضمن وقفات مع مجموعة مراكش الكبرى للمديح والسماع برئاسة الأستاذ محمد عز الدين، وبمشاركة الأستاذ علي الرباحي ونخبة من أجمل أصوات السماع، تكريما لشيخ الملحون الأستاذ عبد الحق بوعيون، بتقديم الأستاذ محمد ايت لعميم والحصة السماعية للأستاذ نور الدين الصوفي.
تعليق واحد