(كش بريس/ محمد مـروان) ـ ظل لفترة من الزمن ليست بالقصيرة عدد من مساجد الجماعات المحلية التابعة إلى عمالة مراكش، يشكو من خصاص كبير في الموارد البشرية بالنسبة للقيمين الدينيين، الذين يتم تكليفهم إما بمهمة الإمامة أو الأذان أو الخطابة أو الإمامة والأذان معا أو بالإمامة والخطابة، وأمام هذا الوضع وتزامنا مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك، فقد قررت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية فك قيود وأغلال الأماكن الشاغرة لهذه المهام الدينية، قصد سد الخصاص داخل ما يزيد على مائة ( 100 ) مسجد بهذه الجماعات المحلية، حيث أن منها واحد وثلاثين ( 31 ) مسجدا
بمراكش، والباقي بكل من أولاد حسون، وسيدي الزوين، وسعادة، والويدان، وأولاد دليم، وأكفاي، والسويهلة، ولوداية، وأيت إيمور، وتسلطانت، والمنابهة، وواحة سيدي ابراهيم، وحربيل، وقد بادر المجلس العلمي المحلي بمراكش بفتح فرصة التباري ما بين المرشحين الحاصلين على الشهادات العلمية، مراعيا في ذلك شهادات الشيوخ بالمدارس العلمية العتيقة، حيث سيجرى الاختبار بين المتبارين يوم الأربعاء 15 مارس من السنة الجارية، الشيء الذي خلفت بشراه البهجة والمسرة لدى الكثير من ساكني هذه الجماعات المحلية، خاصة في الظرف الراهن والأمة الإسلامية تستعد لاستقبال الشهر الفضيل رمضان، حيث من جملة ما ذكر حسب وثائق رسمية صادرة عن المجلس العلمي المحلي بمراكش، أن من بين المساجد التي تشكو بدورها من هذا الخصاص، وسيتم تكليف عدد من القيمين الدينيين بها، هناك خمسة من هذه المرافق الدينية بالجماعة الترابية حربيل، وهي : مسجدي ” العروة الوثقى ” و ” الفتح المبين ” بمدينة تامنصورت، و مسجد ” أبو سفيان بن الحارث ” بدوار القايد، و مسجد ” لغشيوة ” بدوار لغشيوة، و كسجد ” الخير ” بدوار بير الضراوي.
لكن هذه المبادرة في نظر الكثير من القيمين الدينين ليست إلا سياسة ترقيعية تنهجها في هذا الوقت بالذات وزارة الأوقاف ، ما دامت أنها منقوصة إن لم نقل عديمة النتائج المرجوة لدى فئة عريضة من هذه الشريحة الذين سبق تكليفهم بعدد من المساجد على مستوى سائر التراب الوطني، حيث ما يزال العديد منهم وأفراد عائلاتهم يكابدون الأمرين بسبب عدم حصولهم على أجورهم الشهرية من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وقد مضت شهور وأعوام وهم على هذا الحال يتجرعون علقم مرارة معانات لا حدود لها، مثلما تجري أحداثه على سبيل المثال لا الحصر بالنسبة للقيمين الدينيين بالمسجد الكبير ” الجوامعية ” بإقامة عمارات حدائق الياسمين بتامنصورت، ومسجد ” السلام ” بالشطر 1 بنفس المدينة، الشيء الذي دفع بالسكان رواد هذا المسجد من المصلين إلى القيام بما يسمى عملية(الشرط)،
وللأسف ونحن في بداية القرن الواحد والعشرين ما زلنا نسمع بقيام المواطنين بهذه العملية، كلما تخلت وزارة الأوقاف عن القيام بواجبها اتجاه هؤلاء القيمين الدينيين المكلفين بمهام داخل مساجد بوسط محسوب على المجال (الحضري )، ناهيك عن الأزمة الناجمة على عدم ربط مسجد ” معاذ بن جبل ” بالشبكتين العموميتين للماء الصالح للشرب والكهرباء، هذا المسجد الذي تم إحداثه بإقامة النخيل 04 ” السكانية ” بتامنصورت ، من طرف أحد المحسنين منذ سنة 2011، حيث بقي هو الآخر دون تزويده بهاتين المادتين الحيويتين، رغم نداءات من يهمهم الأمر واتصالاتهم المكثفة طول هذه السنين، بشكل مباشر وبوسائل غير مباشرة عن طريق مراسلات وجهها رواد المسجد مصليات ومصلين إلى وزارة الأوقاف، بعدما يئسوا من الاتصال بالمندوبية الجهوية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بجهة مراكش آسفي، لكن مسؤوليها صموا آذانهم وغضوا أبصارهم وكأن هذا الأمر لا يعنيهم في شيء، ما جعل العديد من أسئلة الرأي العام تتناسل كالسيل حول هذا الواقع الذي تحاول هذه الوزارة الوصية معالجة مشاكله خلال كل مناسبة دينية بنهج طريقة در الرماد في عيون المواطنين.