أتساءل من أين استمد “أمين ورباعتو”، هذه القوة لنشر البهجة في احتفال بهجوي بقاعة بهجاوية؟
كتب عبد اللطيف فردوس: منذ أن شاهدت ملصق، أو معلقة العرض كما أصبح إخواننا في المشرق يسمونه، جذبتني ابتسامة تعلو محيا صور الشخصيات، ابتسامة صادقة، لأنني أعرف مسار أصحابها وإسرار طيبوبتهم وسعة قلبهم الكبير.
فريد الركراكي الفريد في طيبوبته. مريم الزعيمي سيدة المواقف ونبل العواطف. كمال الكاظيمي ، اسم على مسمى فوق الخشبة وفي العلاقات الإنسانية منذ إن عرفته. السعدية الاديب، قمة السعد والأدب، كما يصفها كل من تعرف عليها عن قرب. وما ترحابها بالفنان محمد الورادي، خلال العرض، على طريقتها الا أكبر دليل إن كان الوصف يحتاج إلى دليل.
طارق الربح، الرابح دوما في كل باب يطرقه، التميز اللا متناهي والعشق الوافي. عبد الرزاق ايت باها، أردد مع عبد الهادي بلخياط في حقه” أنا وحدي مضوي لبلاد”، في جميع عروضه يدفعني إلى إن أتوجه إلى غرفة القياد لتهنئته، عبد الرزاق ينزل، على ارضية الركح والصالة، إلى جانب ياسر الترجماني مفهوم التاليف في الإضاءة والموسيقى. لياسر أقول دائما ” يسر الله لك البهجة والتألق في حياتك. ” دون إن انسي الشاب المرافق له في العزف”.
بعد أن جذبتني ابتسامات الملصق، توجهت للحصول على تذكرتي التي كانت بمقابل، قصدت الشباك، لأنني اؤمن بأن المجانية تقتل المسرح، ولا تعكس قيمة الفنان فيه. مقابل بعد أن شاهدت “الفيشتة”، وجدت إن العرض يفوق بكثير قيمة التذكرة، لتصبح رمزية عند من له القدرة على اقتنائها ” علما إن الفرقة تبرعت بعرض بالمجان بالمدينة”
خلال متابعتي وتمتعى بالتحفة الفرجوية، اكتشفت أسماء هموش، اسم ادعوكم لمواكبته وهو يكبر للوصول الى مصاف العظيمات. فراشتان راقصتان منحتا “الفيشتة” لمسة فنان تشكيلي يرسم بالجسد.، فصحت من مكاني عند كل ظهور لهما ” برافو، الله يرضي عليكما ويحفظكما”
تساؤلى ازداد الحاحا بعد مشاهدة العرض، ماذا اسمي من كل كان أو كانت فوق الخشية؟ ممثل؟ لا… مشخص؟ لالا.. .فنان؟ غير كافية. المجموعة أو اللمة وصلت في أدائها درجة المبدع التي اعتبرها اعلي واسمي درجات سلم الرقي المسرحي. الابداع لا يكون الا بالموهبة والتكوين والصقل بالكثير من العشق ونكران الذات “هنا اوجه غمزة خفيفة على العين ثقيلة في الميزان المعهد العالي IZADAC على النقلة النوعية والقيمة التي اضافها منذ تاسيسه ولا يزال إلى مسار المسرح في المغرب.
شيخ فرقة لعيوط، أو دينامو الفريق، العقل المدبر والمنفذ، لن يكون إلا قائدا بالمفهوم العصري leadership خريج الجمعية المغربية لتربية الشبيبة، ومدرسة الطيب الصديقي، والمعهد العالي الذي أصبح به أستاذا ليرفع ” الى جانب أساتذة المعهد” من قيمة الأستاذية كما يعطي نموذجا للمخرج المتعدد الباحث المتجدد.
الجمهور الذي حضر العرض، تكون من شرائح مجتمعية وعمرية مختلفة، بثقافة عالية للفرجة في المسرح، تجلت في احترامه لتوقيت العرض، لانه تعلم من الجملة الشهيرة التي كانت على تذاكر السفر ونقلها إلى أبنائه وحفدته ” ان لم تحضر في وقت السفر، لا تقبل منك شكاية” و ” الفاهم يفهم، انا ما قلت غير اللي شفت”.