ـ نقطة نظام ـ
جاء الرد الإيراني على استهداف الكيان الصهيوني للسفارة الإيرانية في سوريا مطابقا لحدوده الرسوم، كما أعلن عنها منذ البداية، أي كرد دفاعي لا هجومي ، محدود لاواسع، ومتناسب لا ماحق، هدفه الردع لا التدمير أو إلحاق خسائر اقتصادية وعمرانية وبشرية بالكيان المعتدي، رد بخلفية تجنب حرب إقليمية موسعة تسعى إليها دولة الاحتلال قبل 7 اكتوبر بسنوات !
في ضوء ذلك ، فإن بعض ردود الفعل على محدودية هذا الرد العقابي لاتستحق أي رد ، بسبب تعاملها الجاهل أحيانا ، والتافه وغير الجدي أحيانا كثيرة، خاصة تلك التي سخرت من سلاح المسيرات والصواريخ المستعملة حيث وسمتها ب” البلاستيكية”! ، و” السلحفائية ” ! وايضا تلك التي اعتبرت الرد الدفاعي ” مسرحية” في ازدراء جاهل بالمسرح وقيمه الإبداعية والجمالية ووظائفه في تكوين الوعي والخيال والوجدان…
كما صدرت ردود فعل اخرى عن خلفية ايديولوجية وسياسية معادية لمحور المقاومة عموما ( سماه مدون “بالمقاولة” !!) ، ولايران خصوصا حيث طالبها أحدهم ” برفع يدها عن المقاومة ” !! وطابق البعض بين ” مشروعها الصفوي والمشروع الصهيوني “!! إلى غير ذلك مما ضج به هذا الفضاء العشوائي منذ ليلة امس من تخرصات وردود فعل لاعقلانية ، لا تخدم صمود المقاومة في غزة، وكل فلسطين ،والمنطقة العربية .
لابد من الإشارة في هذا السياق إلى أنه مهما كانت الخلافات العربية الإيرانية، وهي قائمة منذ زمن بعيد ، فإن إيران تشكل عمقا إستراتيجيا للعالمين العربي والإسلامي في مواجهة الاستراتيجية الأمريكية الصهيوني والغربية ،ولذلك فهي ” حليف أو صديق محتمل”، يمكن حل المشاكل العالقة معه سلميا، بينما العدو هو الكيان الصهيوني وشركاؤه ، والخلط الواعي أو اللاواعي بينهما خطأ جسيم في التحليل والتقدير، وشرود مضر عن واقع ومجريات الصراع وموازينه الدولية والاقليمية التي تفرض استثمارا سياسيا عقلانيا للمساندة العالمية الرسمية الفعلية منها والشعبية نصرة للنضال الوطني الفلسطيني التحرري في هذه المرحلة الفارقة ..