ـ وقف إراقة دماء المدنيين التي لا توصف في غزة ـ
(كش بريس/خاص) ـ كشفت منظمة العفو الدولية، عن أن العالم يشهد شبه انهيار للقانون الدولي، وسط انتهاك صارخ للأعراف الدولية في غزة وأوكرانيا، وتضاعف النزاعات المسلحة، وتصاعد الاستبداد والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في السودان وإثيوبيا وميانمار.
وأكدت المنظمة في تقريرها السنوي، اطلعنا على نظير منه، على أكثر الحكومات قوةً ونفوذًا، بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا والصين، هي في مقدمة التجاهل العالمي للقواعد والقيم الدولية المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، حيث يدفع المدنيون في النزاعات الثمن الأكبر.
وقالت أنييس كالامار، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، إن مستوى انتهاك النظام الدولي الذي شهده العام الماضي “غير مسبوق”، مضيفة : “لقد رأينا ذلك بالتأكيد في غزة على مدى الأشهر الستة الماضية، مع عدد غير معتاد من الضحايا بين المدنيين، مع استخدام التجويع كسلاح حرب، ومع العقاب الجماعي المفروض على الفلسطينيين، وأكبر عدد من الصحفيين الذين قتلوا، وأكبر عدد من القتلى من العاملين في المجال الإنساني، وهو ضرر غير مسبوق على الإطلاق للمدنيين.”
هذه الانتهاكات ليست خطيرة فحسب، حسب كالامار، بل “إن إسرائيل تبرر كل هذه الانتهاكات. وقد فعلت الولايات المتحدة الشيء نفسه حتى وقت قريب جدًا. وقد شهدنا أشكالًا مماثلة من الانتهاكات في أوكرانيا التي ارتكبتها روسيا.”
وأضافت قائلة: “إن تجاهل إسرائيل الصارخ للقانون الدولي يتفاقم بسبب تقاعس حلفائها عن وقف إراقة دماء المدنيين التي لا توصف في غزة”.
وحول دور منظمتها قالت كالامار: “لطالما دعت منظمة العفو الدولية المحكمة الجنائية الدولية إلى التحقيق في الوضع في إسرائيل منذ سنوات عديدة، وقد دعونا المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في جرائم الفصل العنصري (الأبارتهايد) الأخرى التي نعتقد أن إسرائيل ترتكبها. كما دعونا المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في الجولة الأخيرة من الانتهاكات التي وقعت خلال الأشهر الستة الماضية.”
وسلط التقرير الضوء على تقاعس الولايات المتحدة عن التنديد بانتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها إسرائيل واستخدامها لحق النقض (الفيتو) لشل عمل مجلس الأمن الدولي بشأن قرار وقف إطلاق النار في غزة. كما أشار أيضًا إلى تسليح الصين للجيش في ميانمار والطريقة التي تحمي بها بكين نفسها من المساءلة بشأن معاملتها لأقلية الأويغور.
وأكد التقرير، الذي تناول بالتفصيل تقييم منظمة العفو الدولية لحقوق الإنسان في 155 دولة، على تزايد الانتهاك المتزايد لحقوق المرأة والمساواة بين الجنسين في عام 2023.