متابعة : عبد المجيد ايت اباعمر
“الإصلاح التربوي ورهانات الجودة” موضوع الندوة الإفتتاحية لفعاليات الدورة التكوينية العشرين لأجل الترقي
لفائدة نساء ورجال التربية والتكوين، التي نظمها مكتب فرع مؤسسة الأعمال الإجتماعية للتعليم بمراكش يوم الأحد
المنصرم 30 يوليوز 2024، في رحاب كلية اللغة العربية التابعة لجامعة القاضي عياض، شكلت مناسبة سانحة مفعمة
بجرأة الطرح لأسئلة جوهرية عميقة، مرفقة بتحليل رصين لواقع المنظومة التعليمية وأفق الإصلاح المنشود…
أفكار اتسمت في مجملها بالتنوع والتكامل، انقدح على إثرها نقاش ساخن في إشكالاته، هادف في مراميه، يستنهض ذواتنا المهنية كل من موقعه، ويوجه بوصلة تفكيرنا في التربية بحس وطني ينأى عن الأهواء والمصلحة الذاتية.
رغم تركيز مداخلة الأستاذ فؤاد شفيقي المفتش العام بوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة حول التنمية
المهنية للمدرس، أشكالها، والمنظمين لها، وكذا بعض مستجدات المنظومة التعليمية ببلادنا. إلا أنه أثناء تفاعله مع
تساؤلات الحضور، أكد أن الإصلاح التربوي طريق يجري بناؤه وفق عقد تشاركي، مؤطر بمبادئ كبرى، تحصل
القناعة به من لدن الفاعلين، ويستمر في الزمن… إنه في الحقيقة تحول في الصميم من أجل مدرسة جديدة ذات جودة
وأكثر جاذبية لجيل اليوم ..ُ مرحبا في ذات الوقت بالنقد الإيجابي كخطوة أولى للإصلاح، داعيا للتحلي بالمسؤولية
الأخلاقية للتنبيه على الأمور التي لا تسيرعلى ما يرام. منوها بالجهود المبذولة، إذ يتم الإشتغال حاليا على ستين نصا
تنظيميا ستصدر قريبا، من بينها:” الأطر المرجعية لكفايات مهن التربية والتكوين” التي سترى النور قبل نهاية السنة
الجارية. وشدد الأستاذ شفيقي في سياق مداخلته القيمة على أهمية التكوين المستمر والمستدام كآلية ناجعة لتطوير
الكفايات على امتداد الحياة المهنية غير مرهون بمباريات الترقية المحصورة في الزمن، إلى جانب أنماط أخرى من
التعلم الذاتي، والتعلم بالأقران، والتكوين الجامعي، ونظام الشبكات لتقاسم التجارب والخبرات…
وأكد الأستاذ عبد الحفيظ الملوكي الكاتب العام للفرع الإقليمي لمؤسسة الأعمال الإجتماعية لنساء ورجال التعليم
بمراكش، أن الجودة المنشودة في نظامنا التعليمي رهينة بالإهتمام بالفاعل التربوي، معتبرا أن نظام الترقي يعد من
الحوافز الأساسية في الحياة المهنية للمدرس (ة)، لكونه يعمل على تقدير الجهود، وخلق روح التنافس، وترسيخ
الإنتماء للمؤسسة، والتفكير لصالحها. مشيرا إلى اقتراب خضوع موظفي وزارة التربية الوطنية – وفق مقتضيات
النظام الأساسي الجديد- لتقييم سنوي للأداء المهني، يتمحورحول جودة الممارسات المهنية بما فيها استثمار التكوين
المستمر، والإلتزام بالضوابط المهنية طبقا للتشريع والتنظيم الجاري به العمل، وكذا الإنخراط في تنزيل مشروع
المؤسسة المندمج … مما يقتضي الإنكباب على تطوير المهارات، وتحسين المردودية. وفي هذا السياق تندرج مبادرة
مؤسسة الأعمال الإجتماعية للتعليم بمراكش، لتنظيم هذه الدورة التكوينية في نسختها العشرين لأجل الترقي لفائدة
نساء ورجال التعليم المقبلين على اجتياز الإمتحانات المهنية للترقية في الدرجة كل حسب إطاره.
وقدم السيد مولاي أحمد الكريمي مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش آسفي مداخلة عبارة
عن ” قراءة عقد نجاعة الأداء في شأن تنزيل خارطة الطريق 2022_2026 بين وزارة التربية الوطنية والتعليم
الأولي والرياضة، والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش آسفي”، متحدثا عن التزامات وأولويات
الأكاديمية الجهوية بمراكش وأهدافها المحددة في: إرساء الحكامة، دعم دور الأكاديمية، تعزيز استقلاليتها على مستوى
التسيير، واعتماد التدبير المرتكز على النتائج وقياس الأثر، مؤكدا أن الإصلاح اليوم وضعت آلياته الفعالة، من أجل
ضمان جودة التعلمات، وتعزيز التفتح والمواطنة، وتحقيق إلزامية التعليم. موضحا أن المقاربة الجديدة في تنزيل
مشاريع الإصلاح التي تم تبنيها في خارطة الطريق، أساسها الإنتقال من الإهتمام بالوسائل والتدبير المسطري، إلى
الإهتمام بالأثر داخل الفصل الدراسي. واختتم مدير الأكاديمية مداخلته بدعوته إلى فتح المؤسسات التعليمية في وجه
الجمعيات والمبادرات الخلاقة، وتنسيق الجهود، وتوحيد الطاقات، من أجل إنجاح تفعيل خارطة الطريق. مهنئا كل
المتدخلين على النتائج الإيجابية المحققة على صعيد الجهة رغم التحديات المطروحة.
أما الأستاذ عبد الجبار كريمي مدير المركز الجهوي للتربية والتكوين مراكش آسفي، فقد تناول في مداخلته
أدوار مراكز التكوين الجهوية التي تعتبر مشتلا لتأهيل أستاذات وأساتذة الغد في مختلف الأسلاك، مفصلا الحديث عن
مسالك وعدة التكوين، ومستجدات الإصلاح التي تخص تدبير المسار المهني للمدرس (ة)، تدبير يرتكزعلى جودة
الأداء، بحيث يمنح إمكانية مراجعة نظام التأديب، نظير ممارسات الموظف المتميزة، فرتبة “التشجيع” يترتب عنها
محوعقوبة الإنذار، ورتبة “التنويه” تمكن من محو عقوبة التوبيخ، وميزة “الشرف” تخول محو آثار العقوبات
التأديبية المقيدة في ملف المعني بالأمر وسحبها، باستثناء العقوبات التي يترتب عنها الخروج من أسلاك الٍإدارة.
وبحنكة الخبير التربوي تحدث الأستاذ رحال بغور في مداخلته عن:” المقاربة البيداغوجية وتحديد مقاربة التدريس”
بالنظر لطبيعة مستلزمات التربية في العالم المعاصر، فالمستلزم الأساس – من وجهة نظر الأستاذ بغور- في التربية
المدرسية يقوم على: التنظيم والقصدية، وبهما يتحدد النموذج البيداغوجي، ومضمون التعلم ومساراته ومدارجه،
تدبير يتطلب من المدرس (ة) القدرة على التكييف والتعديل للممارسات التدريسية وفق سياقات محددة، مؤطرة بأنشطة تقوم على تدبير أنجع لإيقاعات التعلم وجودة التعلمات وفاعلية المتعلم (ة).