(كش بريس/ خاص) ـ استنكرت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، “إقصاء العديد من أعضاء الحزب من المشاركة في عملية الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2024، بعد أن تم انتقاؤهم كغيرهم من المواطنين والمواطنات، وحضورهم لكل مراحل الإعداد والتكوين ليتفاجؤوا بإقصائهم لا لشيء إلا لأنهم ينتمون إلى حزب العدالة والتنمية”، معتبرة “هذا الإقصاء مرفوضا وخرقا لأحكام الدستور والقانون باعتبار أن الانتماء السياسي ليس جريمة، بل على العكس هو حق من الحقوق السياسية التي يخولها ويحفظها الدستور لكل المواطنين والمواطنات، ويفرض على السلطات تيسير أسباب استفادتهم منها على قدم المساواة، وهو أيضا واجب للمساهمة والانخراط في الحياة الوطنية”، داعية “السلطات المعنية التدخل لاستدراك هذا الخطأ وتمكينهم من ممارسة حقوقهم الدستورية والمساهمة المواطنة في هذا الورش الوطني الهام”.
وعقب اجتماع استثنائي، جرى أمس يوم الأربعاء بالرباط، خصص للتداول في جملة من القضايا والمستجدات الوطنية، وتلك المرتبطة بالتطورات الخطيرة على المستوى الإقليمي والدولي ارتباطا بالحرب على غزة وسلسلة الانتهاكات والاغتيالات التي ينفذها الكيان الصهيوني الغاشم. اعتبرت الأمانة العامة، بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لعيد العرش المجيد عن تهانئها الحارة لجلالة الملك ولعموم الشعب المغربي، وتعبر بهذه المناسبة عن اعتزازها بما حققته بلادنا خلال هذه الفترة من المكاسب والمنجزات على المستوى السياسي، ومختلف البرامج والمشاريع الاقتصادية والاجتماعية والبنيات التحتية، وعلى صعيد تعزيز مكانة المغرب وتكريس الهوية المغربية والوحدة الوطنية والترابية، وتؤكد أن هذه المكتسبات والمنجزات وبقدر ما تدعو إلى الاعتزاز والترصيد، فإنها تحتاج أيضا مزيدا من الحرص على التنزيل الفعلي لمقتضيات الدستور وتكريس الاختيار الديمقراطي واحترام الحقوق والحريات الدستورية ومعالجة الاختلالات والفوارق التنموية، والتحديات المائية والطاقية والبيئية، بما يعزز الديمقراطية وحقوق الإنسان ويحقق العدالة الاجتماعية والمجالية ويقوي التماسك والاستقرار والوحدة الوطنية.
وعبر الأمانة العامة في بلاغ توصلنا بنظير منه، عن ارتياحها الكبير للمبادرة الملكية بإعمال العفو الملكي في حق مجموعة من الصحفيين والنشطاء، وتتوجه بالشكر الجزيل لجلالة الملك على هذه المبادرة الإنسانية الكريمة التي تلقت استحسانا وترحيبا شعبيين واسعين، وشكلت انفراجا سياسيا وحقوقيا سبق للحزب أن التمسه في عدة مناسبات، وتتمنى أن تشمل هذه المبادرة الملكية الكريمة باقي المحكومين على خلفية الاحتجاجات الاجتماعية وغيرها من الملفات المتبقية.
كما عبرت ذات الهيئة السياسية، عن ارتياحها للموقف الجديد الذي عبر عنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بخصوص قضية الصحراء المغربية، والذي أكد من خلاله على أنه “بالنسبة لفرنسا، فإن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية يعد الإطار الذي يجب من خلاله حل هذه القضية.”.. وأن مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب في 2007 “يشكل، من الآن فصاعدا، الأساس الوحيد للتوصل إلى حل سياسي، عادل، مستدام، ومتفاوض بشأنه، طبقا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”. وتدعو في هذا الصدد باقي الدول إلى الانخراط في هذه الدينامية على طريق الحسم النهائي لهذا النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية بما يعزز الأمن والاستقرار ويفتح طريق التعاون والتنمية بالمنطقة.
وبخصوص التطورات الخطيرة ارتباطا بالحرب على غزة وسلسلة الانتهاكات والاغتيالات التي ينفذها الكيان الصهيوني، قال بلاغ البيجيدي، إن الأمانة العامة تعبر عاليا مبادرات جلالة الملك لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، وتجديد تأكيد جلالة الملك في عدة مناسبات على موقف المغرب الثابت لدعم القضية الفلسطينية، والتي كان آخرها تأكيد جلالته في خطاب العرش على أن:” الاهتمام بالأوضاع الداخلية لبلادنا، لا ينسينا المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني الشقيق.”.
وأشادت الأمانة العامة بالتعبئة الشعبية المتواصلة لنصرة غزة وفلسطين من خلال استمرار الفعاليات والتظاهرات الشعبية في مختلف المدن المغربية والمسيرة الشعبية الحاشدة التي نظمت بالرباط في إطار اليوم العالمي لنصرة غزة والأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني، الذي دعا إليه القائد الشهيد إسماعيل هنية، وتدعو إلى مواصلة التعبئة الشعبية لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق ومقاومته الباسلة وللتنديد بالجرائم ضد الإنسانية والاغتيالات التي يرتكبها الكيان الصهيوني الغادر وللضغط للوقف النهائي لحرب الإبادة الجماعية في غزة وباقي الأراضي الفلسطينية ولوقف مسلسل التطبيع مع الكيان الصهيوني.
كما جدد البيجيدي تعزيته في فقيد الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية وكل أحرار العالم، القائد المجاهد الشهيد إسماعيل هنية رحمه الله، وتعتز كثيرا بمشاركة الأخ الأمين العام الأستاذ عبد الله ابن كيران والأخ محمد رضى بنخلدون، مسؤول العلاقات الدولية، في جنازة الأخ الشهيد هنية بالعاصمة القطرية الدوحة، كما تجدد تنديدها بأشد العبارات بعملية الاغتيال الصهيونية الجبانة والإرهابية التي اقترفها العدو الصهيوني في انتهاك صارخ لدولة كاملة السيادة وفي احتقار للقانون الدولي وللأمم المتحدة ولكل العالم.
واستغرب الحزب صمت وتأخر أغلبية الدول العربية والإسلامية في التنديد باغتيال القائد المجاهد الشهيد إسماعيل هنية وهو الزعيم السياسي العربي والإسلامي ورئيس الوزراء الفلسطيني السابق ورئيس حركة مقاومة وطنية مشروعة تواجه الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين وللقدس والأقصى، وهو ما لا ينسجم مع المواقف التاريخية العربية والإسلامية الداعمة للشعب الفلسطيني ولحقوقه غير القابلة للتصرف، كما أن من شأنه أن يشجع العدو الصهيوني على مواصلة جرائمه وانتهاكاته في حق الشعب الفلسطيني والمقدسات، وتدعوها إلى استدراك الأمر ومراجعة مواقفها والتحرك لوقف العدوان الصهيوني وانتهاكه لسيادة الدول وخرقه للقوانين والمعاهدات الدولية.
وأشارت إلى مباركة الأمانة العامة لحركة المقاومة الإسلامية حماس، ولعموم الشعب الفلسطيني الشقيق، اختيارها الموفق للأخ القائد يحي السنوار لرئاسة الحركة، لما يحمله هذا الاختيار من رسائل قوة وتماسك وحيوية الحركة وعزيمتها الراسخة وثباتها على مواصلة خط المقاومة لتحرير فلسطين والقدس والأقصى وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ونبهت الأمانة العامة للحزب إلى أن استمرار العدوان الهمجي والوحشي الصهيوني وحرب الإبادة الجماعية والتجويع والتهجير في غزة وكل الأراضي الفلسطينية، وارتكاب العدو الصهيوني لسلسلة من الاغتيالات الإرهابية والاعتداء على سيادة الدول في ظل تواطؤ أمريكي وغربي وصمت دولي كل هذا يؤسس للفوضى ولعالم ظالم بدون أخلاق وبدون قواعد وبدون قانون ويهدد بشكل كبير السلم والأمن والاستقرار في المنطقة وفي العالم أجمع.
كما دعت مرة أخرى قادة الدول العربية والإسلامية للانتباه إلى خطورة الأوضاع وتحمل مسؤوليتهم الدينية والتاريخية والأخلاقية والأخوية ومراعاة مشاعر وقناعات شعوبهم ووقوفها إلى جانب إخوانهم الفلسطينيين، كما تدعو المجتمع الدولي وكل العقلاء في العالم إلى التعجيل بتدارك الوضع قبل فوات الأوان، والضغط لوقف الحرب الإجرامية على غزة وردع الكيان الصهيوني لوقف حماقاته ومغامراته التي ستؤدي لا قدر الله إلى فتنة وحرب شاملة.