أعلنت هيئة الترفيه السعودية الاثنين أنّ أكثر من 732 ألف شخص حضروا مهرجان “ميدل بيست” الموسيقي السنوي خلال الأيام الأربعة الماضية، غالبيتهم من الشباب، بينما تسعى المملكة لترسيخ صورة التغيير فيها ودعم القطاعات غير النفطية.
وشهد المهرجان خلال أيامه الأربعة من الخميس إلى الأحد، مشاركة فنانين من البلدان العربية والعالم، رغم دعوات منظمات حقوقية لموسيقيين عالميين بينهم منسّق الأسطوانات الفرنسي الشهير ديفيد غيتا، لمقاطعة الحدث على خلفية سجل السعودية الحقوقي.
كما أنّ المهرجان جاء في وقت تشهد المملكة، التي سجّلت أكبر عدد وفيات يفيروس كورونا بين دول الخليج بلغ أكثر من 8860 شخصا، ارتفاعا طفيفا في أعداد الإصابات بالفيروس وسط مخاوف من تفشي المتحورة أوميكرون.
وقال رئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ عبر تويتر “بلغ عدد الحضور النهائي (ليوم الأحد) 152 ألفا … ليصبح الإجمالي لجميع الأيام 732 ألفا لمهرجان من أكبر مهرجانات الموسيقى بالعالم”.
وحضر المهرجان الذي انطلق في 2019، أعداد كبيرة من الشبان والشابات الذين رقصوا معا على أنغام الموسيقى الغربية والعربية.
وقالت إحدى المشاركات لوكالة فرانس برس، وهي سعودية حضرت مع زوجها وطلبت عدم كشف اسمها “لم نر أي شيء مماثل في الرياض من قبل. حشود وموسيقى وغرف للشخصيات المهمة وملابس غير مألوفة”.
ومنذ تسلّم الأمير محمد بن سلمان منصب ولي العهد في 2017، تشهد المملكة المحافظة انفتاحا اجتماعيا بعد عقود من الإغلاق والقيود المشدّدة التي فُرضت على مجتمع غالبيته من الجيل الشاب.
لكنّ السعودية تعرّضت لحملات انتقاد على خلفية سجلّها الحقوقي، واعتبرت منظمات حقوقية أن الحفلات ودعوة فنانين عالميين تهدف إلى تلميع صورة البلد الثري.
والشهر الماضي، تحوّل نجم البوب الكندي جاستن بيبر إلى جزء من جدل بين السعودية وناشطين حقوقيين قد يستمر لسنوات، بعدما دعي للغناء خلال النسخة الأولى لجائزة السعودية الكبرى لسباقات الفورمولا واحد.
وقبيل انطلاق المهرجان الاسبوع الماضي، قالت منظمة “هيومن رايتش ووتش” الحقوقية أنه “ينبغي للفنانين والمروجين في مهرجان ميدل بيست ساوندستورم استخدام الميكروفونات والمسارح والمقابلات للتحدث علنا عن الانتهاكات الحقوقية في السعودية أو رفض المشاركة في أحد المخططات السعودية الأخرى لتلميع صورتها”.
بالنسبة إلى الشابة السعودية التي حضرت المهرجان، فإن الأمر يتعلق بحاجة الجيل الشاب إلى متنفس مماثل.
وقالت “نحن متعطشون للموسيقى والترفيه والأفلام والضحك والنزهات. كأننا نعيد اكتشاف بلدنا وهذا أمر يفرحنا كثيرا”.
كما يتطلع أكبر مصدّر للنفط في العالم إلى دعم الترفيه والسياحة وقطاعات أخرى بقيت مهملة طوال عقود في إطار خطة تحوّل اقتصادي طموحة تهدف إلى وقف الارتهان للخام وتنويع أكبر اقتصادات العالم العربي.
لكنّ سياسة الانفتاح وفتح باب الاختلاط بين الجنسين في بلد عُرف لعقود أنه محافظ للغاية تثير حفيظة فئات محافظة.
وكتب مستخدم على تويتر تحت اسم “نحو الحرية” يتابعه أكثر من 625 ألف شخص “هل يعقل أن تكون هذه المشاهد في بلد الحرمين؟”، مرفقا صورا تظهر شبابا وشابات يرقصون في حفل على أنغام الموسيقى. أ ف ب