‏آخر المستجداتقضايا العدالة

ترانسبرانسي المغرب تعتبر مشروع قانون المسطرة الجنائية انحراف سياسي وقضائي خطير

ـ دعت إلى التعبئة من أجل إسقاط هذا التطاول على الحقوق الأساسية ـ

أفاد بيان لترانسبرانسي المغرب، أن المغرب يجعل العدالة تنغلق أمام مكافحة الفساد وأمام تحركات المواطنين ضد الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، في الوقت الذي تستدعي الالتزامات الدولية للمغرب، ومن ضمنها اتفاقية الأمم المتحدة ضد الفساد، والإنجازات الدستورية للبلاد، اتخاذ تدابير فعالة ضد الإثراء غير المشروع، وتضارب المصالح، والوصول إلى عدالة مستقلة وعادلة، لكن هذه التدابير تعمق الإفلات من العقاب.

وعبرت ترانسبرانسي عن تنديدها، شأنها شأن كافة القوى الحية في البلاد بالانحراف السياسي والقضائي الخطير الذي يتضمنه مشروع قانون المسطرة الجنائية، داعية إلى التعبئة من أجل إسقاط هذا التطاول على الحقوق الأساسية.

وأكدت المنظمة الدولية، في بيان حول المشروع على أنها تشارك كافة منظمات المجتمع المدني القلق العميق إزاء الضرر الجسيم الذي يلحقه هذا المشروع بسير العدالة وبالحكامة العمومية، وهو ضرر تعلن عنه الحكومة بعد ثلاث سنوات من تصريحها الحكومي، الذي يعد بجعل محاربة الفساد من أولوياتها، عبر “تعزيز وسائل محاربة الفساد والمحسوبية والزبونية”.

كما أبرزت أن من بين التدابير العديدة التي يمكن ملاحظتها والتي تظهر في هذا النص؛ القيود التي يفرضها الفصل 3 على مباشرة الدعوى العمومية في مسائل الجرائم التي تمس الممتلكات العمومية وتلك التي يمنع الفصل 7 بموجبها اللجوء إلى العدالة من طرف الحركة الجمعوية.

وأضافت ذات المنظمة، أنه بموجب المادة الثالثة، لا يجوز مباشرة أي تحقيق أو رفع دعوى عامة إلا بأمر صريح من النائب العام لدى محكمة النقض صادر بعد الإحالة عن مجلس المحاسبة، أو بناء على طلب الجهات الإدارية المخولة أو من هيئة النزاهة والوقاية ومكافحة الفساد. وبذلك تفقد النيابة العامة على كافة مستوياتها المبادرة في مباشرة التحقيقات والملاحقات القضائية ضد مرتكبي الجرائم ضد الممتلكات العمومية،

وتابعت، أن المشروع يحرم الضحايا ذوي الصلة من إمكانية رفع دعوى مدنية، مضيفة أن عمل الإدانة المواطنة، مثل الالتزام الذي تفرضه المادة 42 من قانون المسطرة الجنائية على الموظفين العموميين بالإبلاغ عن الجرائم التي يلاحظونها أثناء ممارسة وظائفهم، كلها أمور تصبح غير فعالة. وما لم تكن جريمة تلبس، فإن هذا الإجراء يمنح لمرتكبي هذه الجرائم حصانة قضائية لا يمكن رفعها إلا بإرادة السلطات العمومية المعينة بشكل تقييدي.

وقالت ترانسبرانسي المغرب أنه وفقا للأحكام الجاري بها العمل، لا يجوز إلا للجمعيات ذات المنفعة العامة أن تصبح طرفاً مدنيا في الإجراءات المتعلقة بهدفها الاجتماعي، حيث إن أقل من خمس جمعيات، القليلة العدد أصلا، والتي تتمتع بهذا الاعتراف، تستخدم هذا المسار. كما أنه من المألوف أن يتم حفظ الدعوى بقرار المدعي العام، معترضا عمليا على تنصبها كطرف مدني.

وحذرت من أن المادة 7 من مشروع قانون المسطرة تضيف قيودا إضافية على هامش العمل المحدود المعترف به للمجتمع المدني، من خلال اشتراط الحصول على ترخيص من وزير العدل، مؤكدة على أن الجرائم المالية ليست وحدها التي تتأثر بهذا الإجراء، بل جميع الجرائم والمخالفات التي ينهض المجتمع المدني ضدها.

‏مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


Back to top button