‏آخر المستجداتلحظة تفكير

جليل طليمات: “مختلفون على كل شيء …الهدف واحد.. أن نكون” (محمود درويش)

إن شيطنة المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله في وقت تواجه فيه بصمود وثبات الآلة العسكرية لجيش الاحتلال دعما لصمود غزة، ومن أجلها، هو فعل ، أقل ما يمكن وسمه به، أنه لا مبدئي في مقاربة ما يجري من عدوان ابادي، ومن تصدي بطولي له، وتيئيسي، يثبط المعنويات ويشكك في جدوى اختيار المقاومة ، و بعيد عن ادعاء “العقلانية السياسية” المفترى عليها في ما تقطر به بعض المقالات والتغريدات، من شماتة، وما تتضمنه من افتراء ظالم للمقاومة خاصة عندما يتم تحميلها مسؤولية تدمير غزة،ومسؤولية ما قد يقع في لبنان من خراب بسبب ارتباط حزب الله بايران!!
إن ما يتجاهله هؤلاء ” العقلانيون جدا” في تطاولهم على المقاومة اللبنانية هو ان حزب هو من قاد تحرير جنوب لبنان سنة 2000 ، وهو الذي حمى لبنان، وحيطه من التمدد الداعشي التكفير، و هو من فرض قواعد اشتباك جديدة، وتوازن ردع مع الكيان الصهيوني بعد ملحمة 2006, فأمست المقاومة اللبنانية تشكل مكونا رئيسا في ” المعادلة الثلاثية الذهبية للبنان : الشعب، والجيش والمقاومة.. ولذلك، فليس حزب الله كما يوسمه اعداؤه، المقاومة في لبنان،، انه حزب لبناني ذو شرعية وطنية، انتخابية، وتمثيلية في المؤسسات المنتخبة، شكل بلهجه المقاوم وخبرته القتالية وبتحالفاته الخارجية حصن سيادة لبنان بكل مكوناته : سنييه وشيعته ودروزه ومسيحييه وعلمانييه وقومييه وشيوعييه .. ورموزه الوطنية على اختلاف مرجعياتها ومذاهبها، بإستثناء ثلة من “الجعجعيين”، و عناصر من بقايا تيار 14 آذار، الذين انكفؤوا، ونكصوا أمام وحدة الشعب اللبناني والتفافه حول خيار اسناد المقاومة في غزة ،و من أجل فلسطين..فبئس تلك الواقعية التي تقود ،بغباء نحو شيطنة ومهاجمة المقاومة اللبنانية وحلفائها ومناصريها في سياق جحيم القصف والقتل والتدمير الهادف الى عزلها عن بيئتها الشعبية الحاضنة، والاستفراد بالمقاومة في غزة!
وبئس “عقلانية” تغض الطرف عن أعداء النضال الوطني التحرري الفلسطيني الحقيقيين في المنطقة العربية، (أنظمة واعلاما ومحللين ” متأسرلين”..) الذين لايخفون رهانهم على قطف رأس المقاومة، وتفكيك بنيتها العسكرية في غزة والضفة وجنوب لبنان كي يخلو لهم الطريق نحو شراء سلام رخيص ، مذل مع كيان صهيوني عنصري لايريد دولة فلسطينية ، ولا “سلاما مقابل الارض”! ، وتستبدلهم باستعداء حلفاء، هم في الواقع ، وفي الميدان، جزء من المقاومة كما تجري فصولها البطولية على الأرض.
انه مهما كانت الاختلافات العقدية والجيواستراتيجية مع النظام الإيراني ، فمن ابجديات العقلانية السياسية يا “عقلانيون جدا”! عقد وتوثيق “التحالفات التكتيكية” في مواجهة العدو الرئيسي، وبعد تحقيق الهدف ، الذي هو ،هنا، هزم مخطط تصفية القضية الفلسطينية، يمكن معالجة تلك الاختلافات بنهج أقوم المسالك لاجتراح حلول سلمية ممكنة لها ، تتقاطع فيها المصالح الوطنية الخاصة بما يخدم الأمن والسلام والتعاون بين دول المنطقة . يقول محمود درويش في قصيدته ” حالة حصار ” : ” قاعدون هنا .. دا ئمون هنا، (..) خالدون هنا.. ولنا هدف واحد..أن نكون..
مختلفون على كل شيء، لنا هدف واحد ..أن نكون.. “
ان المقاومة ، على اختلاف مكونات محورها تخوض اليوم، ومنذ سابع اكتوبر 2023 ، معركة تعلو على أية اختلافات : معركة ” أن نكون”، معركة الوجود والمصير الواحد .
فمتى يستفيق هؤلاء الوقوعيون ( وليس الواقعيون) من دوختهم الايديولوجية ،التي أعمت بصرهم وبصيرتهم عن العدو الرئيس والحقيقي الذي يقود استمرار الحرب الابادية في غزة ولبنان وبيده قرار وقفها : الولايات المتحدة الأمريكية ، وعن جرائم كيانها الوظيفي، اسرائيل ، و عن تخاذل انظمة التطبيع المذل..، والمرفوض شعبيا ؟
فشيء من الاحترام لأبطال المقاومة وشهدائها وجرحاها وثكلاها في هذه اللحظة المفصلية من معركة ” أن نكون “..

‏مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


Back to top button