تعاني القنطرة التاريخية تانسيفت عند مدخل مراكش من الجهة الغربية، شقوقا خطيرة، اتسعت في الآونة الأخيرة، لتشكل وضعية جيولوجية وجيومورفولوجية صعبة للغاية.
ورغم المبادرات الكثيفة من قبل الجهات المعنية، لإنقاذ القنطرة من العدم، فإن وضعيتها الراهن يثير القلق، وفق تصريح للخبير الأستاذ علي أوحميد، الذي أثار جانبا تراثيا وهندسيا في بناء المعلمة، وصمودها الأسطوري منذ ألف عام.
واضاف أوحميد أن بطء الإجراءات المتخذة في هذا الصدد، ألقى بظلاله على هشاشة الأعمدة وخطر صمودها ضد العوامل الطبيعية، ما يدفعنا للمطالبة بإجراء خبرة شاملة لموقعها وقابليتها للصمود في الزمن المنتظر.
وسارعت السلطات المعنية، خلال اليومين الماضيين، إلى إعادة ترميم جوانب القنطرة القديمة المتهالكة، وإرفادها على مستوى القاعدة بأعمدة حديدية إضافية، مخافة وقوع جزئها الشمالي.
جدير بالذكر، أن قنطرة واد تانسيفت القديمة، تعتبر القنطرة الوحيدة بالمغرب التي يناهز عمرها ألف سنة، حيث يعود تاريخ بنائها لأول مرة الى عهد الامير علي بن يوسف في الفترة المرابطية واعيد بناؤها في العصر الموحدي بعد الفيضان الذي دمر جزءا منها وظلت تقاوم مفعول الزمان لمئات السنين شكلت خلالها الجسر الوحيد الذي يصل مراكش بشمال المغرب.
وقيل أن السر الذي مكنها من الصمود في وجه الفيضانات والتدفقات المائية كل هذه الفترة الطويلة يعود الى منافذها السبعة والعشرين التي تسمح باستيعاب جريان مياه الوادي مهما ارتفعت كميتها وقوتها ومن المعلوم ان هذه المعلمة التاريخية توجد على وادي تانسيفت الدي ينبع من الاطلس الكبير ويسير مسافة 270 كلومتر حتى يصب في البحر بين مدينتي اسفي والصويرة.
وكان خبراء قد اقترحوا استحداث بناء قناة صناعية بحرية، تمكن من تخزين المياه على مدار السنة، لتكون متنفسا للمدينة الحمراء،ضد الكوارث البيئية، بما فيها الفيضانات …