‏آخر المستجداتبقية العالم

صحافي إسرائيلي: ” أيهما يصدق العالم.. ما يراه من إبادة في غزة أم حيلة نتنياهو في “وثائق السنوار”؟”

(كش بريس/ التحرير) ـ كتب الصحافي الإسرائيلي ألوف بن في صحيفة هآرتس، أمس الإثنين، أن “الوثائق التي أخذتها إسرائيل من مراكز قيادة حماس في غزة، سلمتها إلى الصحف الأمريكية الكبيرة، “واشنطن بوست” و”نيويورك تايمز”، التي بدورها نشرتها في نهاية الأسبوع”. مؤكدا على أن “هذه الوثائق برهنت على طموحات السنوار، في تدمير إسرائيل بمساعدة حزب الله وإيران بعد هجوم مفاجئ ومنسق، وعلى أفكار لتدمير أبراج أفيف وعزرائيلي القريبة من مقر وزارة الدفاع في تل أبيب”.

 وقال ألوف، في مقاله الذي عنونه ب” أيهما يصدق العالم.. ما يراه من إبادة في غزة أم حيلة نتنياهو في “وثائق السنوار”؟”، (نشرته صحيفة القدس العربي اليوم الثلاثاء)، “إن تسريب وثائق للعدو من أجل التأثير على الرأي العام الدولي ومواقف حكومات أجنبية هو أسلوب معروف من الحربين العالميتين”. متسائلا “ماذا تستفيد إسرائيل من نشر وثائق حماس الآن بعد أشهر على أخذها، حتى لو تم الحصول عليها بعمل صحافي مضن لمراسلي الصحف الأجنبية وليس في عملية حرب نفسية إسرائيلية؟ خصوصاً عندما تنشر في الصحف الأمريكية الليبرالية المقربة من إدارة بايدن والتي تنتقد رئيس الحكومة نتنياهو، وليس في الصحف الإسرائيلية أو في قنوات اليمين في الولايات المتحدة”.

 وأضاف “بسبب الانتقاد الشديد لنتنياهو، والقتل والدمار الذي يتسبب به الجيش الإسرائيلي في غزة ولبنان، فإن صحيفتي “تايمز” و”بوست” تحظيان بثقة كبيرة عندما تتساوقان مع رواية إسرائيل. إن تسليم الوثائق لعميت سيغل أو نير دبوري، المقربين من السلطات والجيش، كان سيجلب لهما التشجيع الكبير في الداخل”، واستطرد ” لكنه لن يؤدي إلى أي تأثير في العالم”. متابعا قوله “بنفس المستوى، كان الكشف عنها في “فوكس نيوز” و”وول ستريت جورنال”، يبدو كعمل دعاية لإسرائيل وليس كتحقيق صحفي مشروع. مفهوم أيضاً أن النشر في الخارج تقتبسه على الفور جميع القنوات والمواقع والصحف في إسرائيل، ومن هناك يؤثر على جدول الأعمال هنا”.

 وعن قراءة التقارير الصحافية الأمريكية، أوضح بن أنه ” يمكن تشخيص عدة رسائل كانت إسرائيل ستسر من نقشها في الوعي الدولي، حتى لو لم تبادر بالضرورة إلى كل هذه المنشورات: أولاً، عرفت إيران عن خطط السنوار لغزو إسرائيل، حتى لو لم تكن تعرف التوقيت (إيران أيدت بأثر رجعي هجوم حماس، لكنها تنفي شراكتها فيه مسبقاً). ثانياً، حماس مثل “القاعدة”، أرادت تفجير المكاتب على رؤوس من فيها. ثالثاً، هدف حرب السنوار هو احتلال إسرائيل وتدميرها، وليس بلدات الغلاف والقواعد العسكرية هناك فحسب”.

 وشدد الصحافي الإسرائيلي على أن “وثائق حماس يمكنها ترسيخ ادعاء نتنياهو بأن إسرائيل لا تحارب حركة تحرير الشعب الفلسطيني المحتل، أو حتى منظمة شبه عسكرية قليلة الموارد والإمكانيات، بدون طائرات أو قبة حديدية أو دبابات ومدافع، مثلما هو سائد في أوساط ليبرالية في الغرب. حسب قوله، إسرائيل تحارب ضد “محور شر” مخيف تقوده إيران، يهدد الثقافة الغربية كلها، وليس فقط الدولة اليهودية الصغيرة وغير الشعبية. في الحقيقة، أرادت حماس استخدام العربات التي تجرها الخيول بالضبط مثل الفلسطينيين القدامى الذين خرجوا من غزة لمحاربة بني إسرائيل، إلى أن اصطدموا بشمشون الجبار. بالضبط مثل البرابرة ضد “الثقافة اليهودية – المسيحية”. بهذه الروحية، هذه الوثائق قد تبرر الهجوم على إسرائيل الذي تسبب حتى الآن بقتل وتدمير قطاع غزة، وبدرجة متصاعدة لبنان أيضاً”.

 وعاد للتساؤل من جديد “من أرسل الوثائق للنشر يريد إقناع متخذي القرارات والرأي العام في الغرب بأن الجيش الإسرائيلي لا يعمل على معاقبة الفلسطينيين واللبنانيين العزل، بل لإنقاذ إسرائيل من التدمير. لذلك، يوجد مبرر لأسلوب قتال إسرائيل: طرد السكان، واحتلال المدن والقرى، وهدم البيوت، وتدمير البنى التحتية، وتمهيد الأرضية للضم والاستيطان المستقبلي (في هذه المرحلة، كما يبدو، في غزة فقط) من خلال التنازل عن إعادة المخطوفين التي ستكون مرهونة بوقف إطلاق النار والانسحاب”.

 وأضاف “مثلما هي الحال دائماً، تعتمد السياسة الخارجية على السياسة الداخلية وتقويها. محاضر الجلسات من مقر قيادة السنوار تدل على أنه خطط لمهاجمة إسرائيل حتى في 2022، في فترة حكومة “التغيير”. واستطرد “ولكن هذه العملية تأجلت بسبب جهوده لتجنيد حزب الله وإيران إلى عملية منسقة. نتنياهو ومؤيدوه سيرون هنا تبرئة من ادعاء “أنت الرئيس، أنت المذنب”: حماس أرادت تدمير إسرائيل، حتى عندما ترأسها بينيت ولبيد، ومماطلة إيران وحزب الله هي التي أجلت الكارثة إلى عهد نتنياهو”.

 وختم ذات الكاتب، بالقول “لكن إذا واصلنا القراءة فسنكتشف أن وثائق السنوار تثبت مسؤولية رئيس الحكومة وذنبه عن المذبحة في 7 أكتوبر. ويتبين منها أن سياسة نتنياهو بعد عودته إلى الحكم هي التي دفعت حماس لشن الحرب وحدها، بدون انتظار حسن نصر الله وإيران. السنوار لم يهتم بالانقلاب النظامي، أو حتى باحتجاج الطيارين وأخوة السلاح، لقد شاهد من مقر قيادته في غزة الوجود اليهودي المتزايد في الحرم ومساعي التطبيع مع السعودية، وقرر العمل على وقف هذه العمليات، وقبل استكمال إسرائيل تطوير منظومة الليزر لاعتراض الصواريخ. يتبين أن سياسة نتنياهو تجاه الفلسطينيين وليس تجاه المحكمة العليا، كانت المحرك الرئيسي للكارثة”.

‏مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


Back to top button