أنا امرأةٌ مُقدَّسةٌ
وُلِدتُ في اليومِ الرَّابعِ
لكنَّ أبي لم يعجبْهُ إلَّا الأوَّل
هل لأنَّهُ كان يراني مُعجزتَهُ
مُذْ كان طفلًا
أم أسطُورةً مُخبَّأةً في كفَّيهِ
أسطورةً تحاكي حرفَ السِّينِ
واليومَ الأوَّلَ من الشَّهرِ الأخيرِ
أم كانت نُبُوءةً ووحيًا مكتُوبًا
أم سرًّا أعظمَ نما بين أصابعِهِ
من يومها وأنا أرى الدُّنيا واحدًا صحيحًا
لا ينكسرُ ، لا يتجزَّأُ، لا ينقسمُ
أطْوِي النُّورَ في وسادتي
أطيرُ بأجنحةِ يمامةٍ كان يراني فيها
أسبحُ في غُيُومٍ على شكلِ عرُوسٍ
أُطْعِمُ بُحيرةَ بَلْدَتي حبَّاتِ قمْحٍ
أُلَبِّسُ الشَّمسَ من نُورِ قمرٍ
يضْوِي من نافذةِ شُبَّاكٍ
يُطِلُّ على عينِ قطٍّ حكيمٍ
أكْسِرُ أنفَ غُرابٍ كُلَّ صباحٍ
أحضِنُ عُصفُورًا مكسُورةً قدميْهِ
من يومها وأنا أكرهُ صوتَ قطارٍ يمرُّ من شارعي
أحبُّ نيلًا وُلدْتُّهُ
أحبُّ صوتَ أميرةٍ آتيًا من نهرٍ سماويٍّ
يحملُ حرْفي الأوَّلَ
يلبَسُ رداءَ “آليس في بلادِ العجائب”
تطفُو على سطحه بقايا قميصٍ أحمرَ
من ماضٍ فاتَ
وبيتٌ يقبِضُ ريحًا وغيومٌ سوداءُ
من يومها وأنا أكرهُ المِيمَ والباءَ
وأحبُّ الألِفَ والسِّينَ والحَاءَ
أكرهُ غُرابًا جاءني ليخبرَني برحيلٍ
وأحبُّ جناحَ طيرٍ جاءني بخاتمِ سليمانَ
أكرهُ حجابًا دمَّرَ بقايا أرضٍ
وأحبُّ ساحرًا بشَّرني بفيضٍ.
أبي ..أحبُّ الواحدَ
لكنَّني ابنةُ اليومِ الرابعِ
كتبْتَنِي في الواحدِ
سكنتُهُ ، سكنَنِي
لكنَّني لم أنسَ اليومَ الرَّابعَ
الذي وُصِمْتُ بهِ
وأصبحتُ امرأةً من أربعةٍ إلى واحدٍ.
*المنصورة ١-١٢-٢٠٢٤