‏آخر المستجداتفنون وثقافة

قطر تطلق مشروعا عالميا لتجميع المتحدثين من الناطقين باللغة العربية

ـ تنظم بالعاصمة القطرية الدوحة يومي 19 و20 أبريل 2025 ـ

 (كش بريس/ التحرير) ـ أطلقت قطر مشروع مبادرة “بالعربي” ، تستضيف من خلاله قمة عالمية تجمع المتحدثين من الناطقين باللغة العربية حول العالم، وذلك بهدف تعزيز الهوية العربية ودعم المبدعين في إثراء الفكر العربي، ومواجهة التحديات التي تعصف بلغة الضاد وتهددها في عرينها.

وأعلنت الجهة المنظمة، وهي مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، عن الملامح الأولية للقمة المزمع تنظيمها بالعاصمة القطرية الدوحة يومي 19 و20 أبريل 2025، مبرزة أن “لغة يتحدثها زهاء 450 مليون إنسان، وتعد اللغة الرسمية في 25 دولة، لا تجد في رحاب العالم الرقمي الشاسع سوى مساحة ضيقة لا تكاد تُرى، في حين تتسابق اللغات إلى تسطير حضورها في هذا الفضاء الرقمي الواسع، بينما باتت لغتنا العربية أمام محنة كبرى؛ إذ تُبدي الإحصاءات فوارق شاسعة بين حصتها من العالم الرقمي وحصص اللغات العالمية المختلفة.

وأفادت المؤسسة القطرية في هذا الصدد، أن نصيب العربية لا يتجاوز 3% من محتوى الإنترنت، بينما تهيمن الإنكليزية مثلًا على ما يربو عن نصف ذلك المحتوى في مشهد يستدعي الحاجة لحلول مبتكرة لإنقاذ لغة الضاد من هذا الواقع الذي لا تستحقه.

ومن مطامح مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، التي أطلقت مبادرة “بالعربي”، مشروعاً نهضوياً، إلى تعزيز حضور اللغة العربية، والارتقاء بمكانتها في الفضاء الرقمي عبر نشر الإبداع والابتكار. إذ تسعى المبادرة، من خلال احتضانها لأصحاب المواهب العربية ونشر أفكارهم وقصصهم الملهمة، إلى بناء مجتمعٍ رقمي نابض بالحياة، يجدد روح الهوية الثقافية العربية، ويدفع بالمحتوى العربي إلى آفاقٍ جديدة تواكب تطلعات العصر ومتطلباته.

وستشهد القمّة مشاركة متحدثين من قطر، وموريتانيا، وفلسطين، والسودان، والأردن، والسعودية، ومصر، وسوريا، واليمن، والعراق، والهند ممن سيقّدمون أفكارهم الملهمة والمبدعة في مجالات الابتكار وريادة الأعمال، والفلسفة وعلم النفس، والصحة والرفاه، والأعمال والاقتصاد، والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، والتنمية الذاتية والتحفيز، والبيئة والاستدامة، والعلوم.

ويهدف الحدث لتحفيز التفكير النقدي وتعزيز التواصل بين المجتمعات الناطقة بالعربية، حيث ستُشكّل القمة منصة لطرح حلول إبداعية لمجموعة من القضايا المجتمعية، وتعزيز الشعور بالفخر والانتماء إلى التراث العربي والإسلامي، وبناء جسور التعاون بين الثقافات المختلفة.

وبالإضافة إلى المحاضرات التي سيقدّمها المتحدثون، ستجمع القمة المرتقبة أكثر من 500 شخصية مؤثرة من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والعالم، بما في ذلك كبار المسؤولين التنفيذيين ورواد الأعمال المرموقين وصنّاع السياسات والمبتكرين وقادة التغيير، ضمن برنامج يزخر بأكثر من 20 محاضرة مباشرة للمتحدثين على المسرح، ومعارض وأنشطة تفاعلية، علاوة على 15 ورشة عمل متخصصة لخبراء يقدمون رؤاهم المبتكرة في مجالات الاستدامة، والذكاء الاصطناعي، والطب، والبرمجة، وفنون الرسوم المتحركة الأنيميشن، واللغة العربية، والفضاء، وإعادة التدوير، والإنتاج الإعلامي، والمبادرات الاجتماعية وغيرها.

كما يتضمن جدول أعمال القمّة جلسات استكشافية وحلقات نقاشية وموائد مستديرة تناقش آليات تطوير المحتوى العربي وتعزيز الابتكار باللغة العربية مع تخصيص أكثر من 10 أجنحة تتيح للمشاركين فرصة التفاعل المباشر مع نخبة من المتحدثين والمنظمات الرائدة في مجال الابتكار في المنطقة وعرض أفكارهم.

وستشهد قمّة “بالعربي” الافتتاحية الإعلان عن التصميم الفائز في مسابقة شعار المبادرة، التي استقطبت أكثر من 1500 تصميم من أنحاء العالم العربي منذ إطلاقها في سبتمبر 2024.

يشار إلى أن مبادرة “بالعربي” أطلقتها مؤسسة قطر تحت شعار “للأفكار صوتٌ وصدى”، بهدف تعزيز أصوات الناطقين بلغة الضاد، وتسليط الضوء على إبداعاتهم. تُعد المبادرة حراكًا ثقافيًا حيويًّا يستلهم تاريخَ الهوية العربية، ويسعى إلى تشجيع الإبداع وإحياء الحوار الفكري من خلال محتوىً متنوعٍ يعكس ثراء المجتمعات العربية. إلى جانب القمة، توفر المبادرة منصةً رقمية تفاعلية تُسهِّل تبادلَ الأفكار والمعرفة، وتُقدِّم تجربةً ثقافية شاملة تُعزِّز التواصلَ والإبداعَ في مختلف المجالات.

وتتوج المبادرة الجديدة الجهود الدؤوبة التي تبذلها مؤسسة قطر في النهوض باللغة العربية، لتضيف صفحة جديدة إلى سجل مبادرات المؤسسة الرائدة التي تعنى بتلك اللغة العريقة.

ومن أبرز هذه المبادرات: فعالية “الغرة للآداب والفنون” التي تجمع بين جماليات الأصالة والسمات المعاصرة، ومنصة القارئ الإلكتروني “جليس” التي تسهّل ارتياد آفاق المعرفة بلغة الضاد، ومشروع “إثراء” الذي يثري المحتوى العربي عبر ترجمة آلاف المقالات، والشراكة مع “تيد” التي استمرت لثلاث سنوات، ومشروع “فنار” الذي يدمج بين تقنيات الذكاء الاصطناعي والهوية الثقافية العربية.

غير أن ما يميّز “بالعربي” عن غيرها، كما يقول نورين، “هو قدرتها على المزج بين التراث والحداثة، وطموحها لبناء منصة شاملة ومتكاملة تجمع الناطقين بالعربية من مختلف التخصصات والفئات العمرية، لتغدو حاضنةً تجمع شتات الإبداع العربي، وتحفّز التفكير الخلّاق، وتعزّز الحوار الثقافي، وتبرز قيمة اللغة العربية جسرًا متينًا يصل بين الماضي العريق والمستقبل الواعد”.

‏مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Back to top button