
(كش بريس/مالكة العلوي) ـ في مشهد استثنائي يعكس جمال التحدي والإرادة، شهدت القاعة الكبرى للمركب الإداري والثقافي محمد السادس للأوقاف – باب إغلي مراكش- حضورًا مميزًا لأطفال جمعية الكتبية للصم: يوسف تملالين، إسماعيل العلوي شريف، عبد الإله المزوار، الذين شاركوا في النسخة العاشرة من مسابقة حفظ وترتيل وتجويد القرآن الكريم، المسابقة التي نظمتها جمعية تنمية التعاون المدرسي تحت إشراف المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والشباب والرياضة. يوم الأربعاء 26 مارس 2025، اللقاء الذي افتتح بآيات بينات من الذكر الحكيم، من قِبَلِ أستاذة عضو مكتب جمعية تنمية التعاون المدرسي، ليقف الجميع لترديد النشيد الوطني صوتيا وبلغة الإشارة.

وتمر الكلمات الافتتاحية والمؤطرة لفعاليات المسابقة، ابتدأت بكلمة ممثل السيد المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، تلتها كلمة السيد رئيس جمعية تنمية التعاون المدرسي التابعة لمديرية وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بمراكش، ثم كلمة السيد رئيس لجنة التحكيم، وبعدها جاء تقديم أعضاء اللجنة.
وفي غمرة الإقصائيات(انتقاءالمتباريات والمتبارين (20تلميذة و20 تلميذا من أصل 71متبار ومتبارية) من مجموعة من المدارس بمراكش، شارك التلاميذ الصم المنخرطونن بجمعية الكتبية للصم ضيوف شرف وسط ترحيب كبير.
وبعد التباري أعلنت لجنة التحكيم قرارها بانتقاء أربع متباريات وأربعة متبارين، ليتم تتويج الفائزات والفائزين بجوائز قيمة، والتهليل بالمشاركين الصم وسط تصفيقات الحضور، فوزعت شهادات المشاركة على باقي المشاركين.

واختتم الحفل بكلمة الشكر والامتنان لكل المساهمين في إنجاح حفل الدورة العاشرة لحفظ وترتيل القرآن الكريم.
هذه المشاركة الفريدة، التي جمعت بين تلاميذ صم وآخرين متكلمين، أبهرت الحضور والمنظمين على حد سواء، إذ تألق الأطفال الصم بطريقة أدائهم المؤثرة التي جسدت معاني الآيات القرآنية بأسلوب معبر ومبدع.
رغم التحديات التي يواجهها الأطفال الصم في التواصل مع الآخرين، إلا أنهم أثبتوا قدرتهم على تجاوز العقبات من خلال حفظهم المتقن للقرآن الكريم وتقديمه بلغة الإشارة بأسلوب مفعم بالمشاعر والتعبير العميق. تمكنوا من توصيل معاني الآيات بوضوح تام، ما جعل الجمهور يعيش تجربة روحية فريدة من نوعها.
وما لفت الانتباه في هذه المسابقة هو تفاعل الجمهور الذي بدا متأثرًا بالأداء الاستثنائي للأطفال الصم. فقد عكست إشاراتهم الدقيقة وانسجامهم مع إيقاع التلاوة فهمًا عميقًا لمعاني القرآن الكريم، مما أثار إعجاب المنظمين الذين أشادوا بجهودهم واستعداداتهم المتميزة.

وراء هذا الإنجاز، كان هناك دور كبير للتأطير الدؤوب لجمعية الكتبية للصم في شخص الأستاذة لالة حفصة العلوي خبيرة لغة الإشارة والتنسيق المحكم لرئيس الجمعية الأستاذ جمال موحد، وبسط الجمعية لكل أشكال الدعم المتواصل للأطفال الصم، سواء من خلال تعليمهم القرآن الكريم بلغة الإشارة أو تعزيز ثقتهم بأنفسهم. هذا التكامل بين الجهود الفردية والجماعية كان له بالغ الأثر في تحقيق هذا النجاح.
لتكون مشاركة هؤلاء الأطفال في هذه المسابقة رسالة واضحة بأن الإرادة القوية والجهد المستمر قادران على كسر الحواجز وتحقيق الإنجازات. وقد أكدت هذه التجربة أن القرآن الكريم هو رسالة رحمة وهداية تصل إلى جميع البشر، مهما كانت تحدياتهم.

ختامًا، تبقى هذه المشاركة علامة فارقة في دعم دمج فئة الصم في المجتمع، وإبراز قدراتهم الاستثنائية في مجالات مختلفة، ومنها المجال القرآني الذي يتطلب إتقانًا وتدبرًا عميقًا.