
ـ حوالي 825 ألف فتاة تعرضن لشكل من أشكال العنف خلال الأشهر الاثني عشر السابقة ـ
(كش بريس/ التحرير) ـ أفادت معطيات حديثة نشرتها المندوبية السامية للتخطيط حول العنف القائم على النوع، أن أرقاما صادمة ترصد اتساع دائرة العنف الممارس ضد الفتيات المراهقات في المغرب، خصوصا من تتراوح أعمارهن بين 15 و19 سنة، مؤكدة على أن حوالي 825 ألف فتاة ضمن الفئة العمرية المذكورة، أي ما يعادل 70.7 في المائة، تعرضن لشكل من أشكال العنف خلال الأشهر الاثني عشر السابقة للمسح؛ وهي نسبة تفوق بكثير معدل العنف المسجل بين النساء البالغات من 20 إلى 74 سنة والذي لا يتجاوز 55.8 في المائة. وتُعد النساء والفتيات دون الخمسين عاما الأكثر عرضة للعنف، بنسبة تفوق المعدل الوطني البالغ 57.1 في المائة.
وأكدت نتائج الدراسة التي أنجزتها المندوبية السامية للتخطيط، بشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للنساء وبتمويل من الاتحاد الأوروبي، أن تمة تفاوت حسب وسط الإقامة، حيث تعاني الفتيات الحضريات أكثر من نظيراتهن القرويات. فقد بلغت نسبة التعرض للعنف في المدن 75.1 في المائة (أي ما يعادل 518 ألف فتاة)، مقارنة بـ64.3 في المائة في القرى (307 آلاف فتاة).
وأضافت ذات البيانات، أن السياق الأسري، بشقيه الزوجي والعائلي، يعد الأكثر تضررا من العنف، بنسبة 59.4 في المائة من الفتيات؛ وهو ما يعادل 693 ألف فتاة. هذه النسبة ترتفع قليلا في الوسط الحضري (60.8 في المائة) مقارنة بالقروي (57.4 في المائة).
كما تمثل المؤسسات التعليمية والتكوينية، حسب المندوبية، فضاء مقلقا للعنف، حسب الدراسة، مبرزة أن 25.3 في المائة من التلميذات والطالبات بتعرضهن للعنف، مع تفاوت لافت بين الوسطين: 22.8 في المائة في المدن، و34.9 في المائة في القرى.
ويتصدر العنف النفسي المشهد بنسبة انتشار 61.6 في المائة، أي ما لا يقل عن 719 ألف فتاة تعرضن له؛ مما يعكس خطورة الأثر الخفي والدائم لهذا الشكل من العنف على الصحة النفسية للمراهقات، وفق الدراسة نفسها، مسجلة أشكالا أخرى من العنف نسبا مقلقة، من بينها العنف الجنسي الذي طال 272 ألف فتاة (23.3 في المائة)، والعنف الجسدي الذي تعرضت له 199 ألف فتاة (17.1 في المائة)، ثم العنف الاقتصادي الذي مسّ 106 آلاف فتاة (9.1 في المائة)، ويتجلى في الاستغلال المالي أو التحكم في الموارد، فالعنف الإلكتروني الذي بلغت نسبته 29.4 في المائة، وهو ما يعادل 282 ألف فتاة.
وتابعت الوثيقة، أن 60.3 في المائة من الفتيات (أكثر من 216 ألف فتاة) تعرضن لشكل واحد على الأقل من العنف في إطار علاقة حميمية خلال السنة الماضية؛ وهي نسبة ثابتة بين المدن والقرى. كما تصل نسبة العنف الحميمي بمختلف أنواعه (جسدي، نفسي، جنسي) إلى 59.1 في المائة في صفوف الفتيات، مقابل 43.6 في المائة فقط بين النساء البالغات.
وأوردت الدراسة، في السياق، أن العنف الأسري يرتفع مع حجم الأسرة، إذ بلغت نسبة العنف داخل الأسرة 49.3 في المائة من الفتيات. ويعتبر الأب أو الأخ من أبرز ممارسي العنف الأسري؛ غير أن بعض الأمهات أيضا يساهمن في إعادة إنتاج أنماط الهيمنة والعقاب المرتبطة بالنوع، ما يُعزز فكرة أن العنف قد يكون جزءا من ثقافة تربوية سائدة تجاه الفتيات.
وشددت على أن هناك إدراكا متزايدا لخطر العنف، حيث ترى الفتيات المراهقات أن العنف ضد النساء في المغرب ازداد خلال السنوات الأخيرة، حيث عبرت 67.6 في المائة منهن عن هذا الانطباع. وتختلف النسب حسب الوسط: 70.4 في المائة من الفتيات الحضريات لاحظن تزايدا في العنف، مقابل 63.4 في المائة من الفتيات القرويات.