نزهة الخو
نظمت خزانة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك يومه الأربعاء 29 دجنبر 2021، لقاء لتقديم وعرض رواية ” وادي اللبن” للأكاديمي المغربي عبد اللطيف محفوظ.
تولى إدارة هذا اللقاء الدكتور عبد الفتاح لكرد محافظ الخزانة، الذي افتتح كلمته بالترحيب بالسادة الأساتذة والطلبة، مؤكدا على أن هذا اللقاء يندرج ضمن ما دأبت عليه خزانة الكلية، في إطار حرصها على مد جسور التواصل الحقيقي بين الطلبة والأساتذة، مشيرا في الآن ذاته إلى أن اللقاء يأتي احتفاء برواية ” وادي اللبن” كثاني عمل إبداعي للناقد السيميائي عبد اللطيف محفوظ.
وقد نوه السيد محافظ الخزانة بتوظيف عبد اللطيف محفوظ للمادة التاريخية في الرواية توظيفا خلق جدلا بين التاريخ الرسمي والآخر الشعبي، منبها إلى أن الرواية رغم استثمارها وقائع تاريخية إلا أنها ليست رواية تاريخية، فوادي اللبن حسب عبد الفتاح لكرد، تندرج ضمن رواية الاستذكار: استذكار عوالم فردية وجماعية.
تناول الكلمة بعد ذلك الأستاذ سعيد لبيب، أستاذ الفلسفة والجماليات، الذي أشار في قراءته إلى أن رواية وادي اللبن هي رواية ضد اليقين. اليقين في التاريخ، موضحا كيف يتحقق اليقين بالنسيان، فما اليقين كما يقول نيتشه سوى شك نسينا أنه شك.
أكد المتدخل كذلك على الحضور القوي لتيمة الموت في الرواية، ف “وادي اللبن” ابتدأت بالموت وستنتهي به كذلك، ليكون الموت بذلك نهاية وبداية في نفس الآن. إنه قطيعة مع شيء ما لبداية شيء آخر.إن الموت إذن حدث خارج الزمن. إنه حدث لازمني، ولأنه كذلك فهو ذو طابع دائري وعود أبدي.
وقد اعتبر الأستاذ لبيب في مداخلته كذلك أن الموت تجربة الأحياء لا الأموات، فالسارد وهو يشيع خاله كان يشيع نفسه كذلك، بل إن السارد كان يستبق الموت في مقاطع كبيرة من الرواية، مما يجعلنا أمام استباق للمصير، و يجعلنا نحس بنوستالجيا معينة و نحن نقرأ الرواية.
أثار الأستاذ لبيب في مداخلته كذلك مسألة التشويق في النص، مبينا أنها قد تحققت في الرواية عبر ميكانيزمات محددة، تجلت في تعليق الأحكام والإكثارمن التأويلات والتحليلات و الفرضيات.
أشار الدكتور لبيب كذلك إلى أنه في “وادي اللبن” يتم الانتقال من الحديث عن الزمن إلى الحديث عن الهوية، ذلك أننا في حالة فحص عمن نحن، ليكون بذلك سؤال الهوية سؤالا فخا لا ينتهي بجواب، ولنكون أمام نص بمعان متعددة، ما دمنا في كل مرة أمام حقائق جديدة تنسينا قيمة التاج، فما البحث عن التاج إلا بحث عن الهوية.
ختم المتدخل قراءته بسؤال وجهه للكاتب عن المنسي في النص، اللا مفكر فيه، لاسيما أن الأمر في الرواية يتعلق بحداد لا يتوقف، يظهر ويختفي سببه فقدان الأم.
أما أستاذ التاريخ، الأستاذ جلال زين العابدين، فقد انصبت دراسته الموسومة ب” حفريات سردية في ذكريات واد بحثا عن مجد ضائع “، انصبت على الجانب التاريخي في الرواية”، حيث اعتبر أن “وادي اللبن” عمل إبداعي يروم إنصاف وادي اللبن، ومن خلاله إنصاف “تيسة” مسقط رأس عبد اللطيف محفوظ، كما تناولت قراءته تحليل الأحداث التاريخية التي استثمرها الروائي في روايته.
اختتم اللقاء بفتح المجال للحضور لإبداء تساؤلاتهم التي تولى صاحب العمل الإجابة عنها.