تشهد المدينة العتيقة بمراكش خلال هذه الأيام كارثة بيئية بكل المقاييس، نتيجة سوء تدبير شركات النظافة لهذا القطاع المهم، حيث أنه أثناء تنقل المرء داخل أزقة المدينة القديمة والأحياء الشعبية المتواجدة بها، يتفاجأ بكميات كبيرة من الأزبال منتشرة في كافة الطرقات بشكل يسيء لهذه المدينة السياحية التاريخية، التي تعتبر مزارا للعديد من السياح من مختلف بقاع العالم، تلوث بيئي يسيء لما اكتسبته مراكش من سمعة عالمية خلال مناسبة تنظيمها لمؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ ( كوب 22 ) سنة 2016 وعلاقته بالبيئة على الصعيد العالمي، الشيء الذي ضرب به عرض الحائط بسبب ما تعيشه يوميا على سبيل المثال لا الحصر أزقة حي عرصة إيهيري ودرب الدردوبة بباب دكالة بمدينة مراكش على وجه الخصوص من مظاهر تشمئز العين من رؤيتها، نتيجة تكدس الأزبال والنفايات المنزلية في كل مكان، وقد أكد بعض السكان في تصريحاتهم إلى جريدة ” كش بريس “، أن السبب الرئيسي في هذا النوع من الثلوث البيئي يرجع بالأساس إلى قيام عمال الشركة المختصة بتدبير القطاع المفوض للنظافة المكلفة بجمع الأزبال والنفايات المنزلية في ساعات متأخرة من الليل أو عند بداية الساعات الأولى من صباح كل يوم قبل طلوع الشمس، والناس ما يزال أغلبهم غارقون في النوم وقت خلودهم للراحة استعدادا ليوم جديد، ما يجعل هذا الوقت غير مناسب لكي يخرجوا نفايات منازلهم، حيث لا يقومون بإخراجها من بيوتهم إلا بعد مرور عمال النظافة التابعين لهذه الشركة من أمام منازل الحي، حيث تبقى هذه النفايات طيلة اليوم موضوعة أمام أبوابها، وفي أغلب الأحيان بفعل الحرارة تبدأ تفوح منها روائح كريهة تزكم الأنوف، بالإضافة إلى تشويه المنظر العام للزقاق ودروب المدينة، حيث يحدث هذا يوما بعد يوم، مما يفرض مناظره الموبوءة إثارة فضول المارة، حيث يقوم أغلبهم باصطياد مشاهده بعدسات آلات تصوير خاصة من طرف سياح أجانب وهم يتجولون داخل أحياء المدينة العتيقة بمراكش.
مقالات ذات صلة
شاهد أيضا
Close