سابقا، استنكرنا بشدة، الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له أسبوعية شارلي إيبدو منذ سنوات قليلة خلت. قلنا يومها : الإرهاب ليس وجهة نظر، الإرهاب جريمة. .. كانت يومها أسبوعية شارلي إيبدو قد نشرت رسوما كاريكاتورية تسيء للرسول محمد . يومها ، قال الفرنسيون، وقالت فرنسا : حرية التعبير تسمح لشارلي إيبدو أن تقول ما تشاء ، وأن ترسم من تشاء… ولا عزاء للمسلمين أو غيرهم ممن لا يحبون أن تهان قداسة مقدساتهم كيفما كانت. قلنا يومها : نحن مع شارلي إيبدو في محنتها. وقلنا ، نحن مع فرنسا في محنتها.. وقلنا ، نحن مع شعارات فرنسا كلها .. وقلنا ، فرنسا بلد الحريات والتآخي والحقوق.. … واليوم ، تعود شارلي إيبدو… …تعود في لحظة ألم قصوى جراء زلزال طبيعي يضرب أراضي تركيا وسوريا في عبثية قدر جائر.. تعود شارلي إيبدو لتقول لنا جميعا أن الموت جاء زلزالا هذه المرة، ولا حاجة لدبابات الحرب .. تعود لتقول أن هذه الأرض الآن في تركيا أو في غيرها ، والتي تهتز في عنف تسيره عشوائية الانكسارات التكتونية، مرصود ومندور لها ولأهلها الموت والألم والدمار .. تعود شارلي إيبدو اليوم متربصة بحقوق الإنسان كلها .. تعود متنكرة للمعايير الأخلاقية والإنسانية كلها .. تعود لتعلن بلسان فرنسي صريح غير فصيح عن ساديتها .. تعود لتعلن صراحة عن ميزها العنصري.. تعود لتدعو للإرهاب . والإرهاب وجوه ووجهات وتوجهات .. وتعلن فينا اليوم شارلي إيبدو، وبلسان فرنسي صريح : أنها لا تحب الحياة . شارلي إبدو تتشفى بلغة فرنسية ركيكة،وبرسوم رديئة، في مآسي الأبرياء وفي آلامهم الشاهقة. .. شارلي إيبدو تعلن أن الزلزال ينوب عن الدبابات في القتل في تركيا .. وتعلن أن الموت هو القاعدة في تركيا وسوريا وخارج فرنسا .. شارلي إيبدو تعلن ، أن كل الشعوب أو الأهالي ،خارج فرنسا ، لا تصلح إلا للموت والقتل، بالزلزال أو بدبابات الحروب . شارلي إبدو تتشفى.. شارلي إيبدو تختار وتنتخب الموت للشعوب كلها ، زلزالا أو رميا بقدائف الدبابات. شارلي إيبدو تخير الأربرياء في موت مستحق وحتمي ومعمم عبر العالم خارج فرنسا.. شارلي إيبدو تدعو الزلزال كي ينوب عن الدبابات في دك الديار وإعدام البشر .. شارلي إيبدو تدعو للموت بالجملة لا بالتقسيط .. شارلي إيبدو تدعو للحرب لا للسلام .. شارلي إيبدو تدعو للإبادة الجماعية .. شارلي إيبدو تدعو لإرهاب جديد ،ولجيل جديد من الإرهاب .. والإرهاب ليس وجهة نظر ، الارهاب جريمة .. والموت و الدمار ليس وجهة نظر ، الموت والدمار ألم شاهق . … فعلا، قد ينوب الزلزال عن الحروب في الخراب والقتل وصناعة الموت والألم، وفي كل بقاع العالم .. لكن الموت والألم والخراب هو نفسه ،وله نفس الطعم، في تركيا أو في فرنسا، وفي كل بقاع العالم. الموت والألم والخراب هو نفسه، وبنفس القساوة ، بالزلزال أو بالدبابات. الموت والألم والخراب قد يكون فرنسيا، وبلسان فرنسي وبقلم فرنسي . وشارلي إيبدو لسان وقلم فرنسي يحب الألم والموت والخراب للأبرياء خارج فرنسا. وفرنسا تعلن في سفر منسي ومتالش وبائد ،وبلسان فرنسي ركيك : هي فرنسا، بلد المساواة والحريات والتآخي !!؟؟ والدليل ما تكتبه وترسمه شارلي إيبدو.