(كش بريس/خاص) ـ قال عزيز أخنوش، أن تصدر الحزب للمشهد السياسي هو ثمرة مجهود جماعي، وعمل قاعدي، مبني على التواصل وسياسة القرب التي ينهجها الحزب، ومن خلال المسؤولية السياسية التي يعي جيدا حجمها تجاه الوطن.
وأكد أخنوش خلال أشغال المجلس الوطني للحزب، أمس السبت بالرباط، على أن التجربة الحكومية الحالية التي يقودها الحزب تميزت بتماسك أغلبيتها، وأظهرت نضجا كبيرا سمته تغليب المصلحة العليا للوطن، مؤكدا أنه كان حريصا على ضمان هذا الانسجام، لتجاوز ما عرفته تجارب سابقة من تجاذبات سياسوية ضيقة.
وأضاف ذات المتحدث، أنه كان ولا يزال حريصا أيضا، منذ تنصيب الحكومة التي يترأسها “الأحرار”، أن يمارس الحزب أدواره التنظيمية بكل أمانة ومسؤولية، ليكون بذلك مؤسسة للحكامة الجيدة والتدبير العقلاني المبني على الوضوح في الرؤية والتصور.
وأبرز أن الحزب يحرص على خلق دينامية للقرب، تجمع المناضلين والمناضلات وعموم المواطنين، والتي تجسدت هذه السنة من خلال تنظيم المنتديات الجهوية للمنتخبين عبر ربوع المملكة.
وتابع بالقول :”إنني لست بحاجة للتذكير بأن حزبنا واظب على انعقاد لقاءاته التنظيمية وحرص على انتظام مواعيدها، كما أنني لست بحاجة للتذكير بحرصنا الشديد على احترام الديمقراطية الداخلية وتكريس منظومة القيم التي تجمعنا في هذه المؤسسة الحزبية على مر التاريخ والتجارب السياسية”.
وسجل أن التجمع الوطني للأحرار أضحى اليوم مرجعا في التدبير السياسي للمؤسسة الحزبية ومشاركة الجميع في القرار الحزبي، نموذجا رائدا في إرساء قواعد التدبير الإداري والمالي الشفاف.
من جهة أخرى، أشاد رئيس التجمع الوطني للأحرار بالأدوار الدستورية والسياسية التي يقوم بها الفريقان البرلمانيان للحزب، تماشيا مع متطلبات المرحلة، وانتصارا للقيم التي تجعل الحزب أكثر قربا من المواطنات والمواطنين.
كما انتهز الفرصة للإشادة بالنجاح الذي عرفته المنتديات الجهوية للحزب، والتي كانت “بالنسبة لي شخصيا وللقيادة الحزبية فرصة حقيقية لخلق جسور التواصل والإنصات مع أزيد من 10.000 من المنتخبات والمنتخبين التجمعيين، الذين يمثلون ثلث المنتخبين ببلادنا، ومعرفة التحديات التي تواجه هذه الفئة في بلوغ جماعات ترابية تستجيب لتطلعات المواطنين، وتساهم في المسار التنموي الذي تعيشه المملكة”، على حد قول أخنوش.
وأعلن أن مخرجات هذه الجولات ستتضمن عرضا سياسيا جديدا سيشكل نقلة نوعية في مجال التدبير الترابي، والرفع من قدرات كل المنتخبين على اختلاف انتماءاتهم السياسية، أغلبية ومعارضة.
وأبرز أن الحزب كان على صواب عند إحداث الهيئات الموازية، مشيرا أنها استطاعت بعث روح جديدة في العمل الحزبي، وإعطاء نفس متجدد للهياكل والتنظيمات الحزبية.
وتابع في هذا الصدد: “لقد كنا على صواب عندما اخترنا وضع الثقة في المناضل التجمعي، وجعله قادرا على تحمل المسؤولية ولعب الأدوار الطلائعية في المؤسسة الحزبية وطنيا، جهويا، إقليميا ومحليا”.
وأكد حرص “الأحرار” على خلق جيل جديد من النخب الحزبية، باعتبارها قوة الحزب ومستقبله، حيث أن منتخبي الحزب يتألفون من أزيد من 10 آلاف شابة وشاب، وأن 62 في المائة من برلمانيي الأحرار يلجون البرلمان للمرة الأولى منهم 6 برلمانيين من الشبيبة الحزبية، وأكثر من 3400 من المنتخبين الجماعيين يمارسون لأول مرة العمل الترابي،
وشدد في هذا الإطار على أن حزب التجمع الوطني للأحرار بات يشكل مثالا يحتذى به، ومدرسة حقيقية لإنتاج نخب المستقبل، القادرة على تحمل مسؤولية تدبير الشأن العام، “وهو ما يجعلنا معنيون بحماية وتحصين المكتسبات الديمقراطية التي راكمتها البلاد، فنحن مطالبون بمزيد من العمل”، حسب تعبير أخنوش.
على صعيد آخر، اكد أخنوش أن انعقاد المجلس الوطني هذه السنة، يتزامن مع اقتراب استكمال نصف الولاية الحكومية الحالية، في ظرفية وطنية تتميز بالمنحى الإيجابي الذي يعرفه المسار التنموي بالبلاد.
كما أفاد أن هذا المسار مدعوم بالجهود الحكومية التي تترجم الحرص على الالتزام بالمسؤولية والوفاء بالخيارات الاجتماعية والاقتصادية، مشيرا إلى أنه مكسب حقيقي مكن خلال السنتين الماضيتين من تنزيل جل التزامات البرنامج الحكومي في ظرفية ميزتها العديد من الإكراهات.
وأوضح أن الحكومة رفعت تحدي التزاماتها الجماعية، بمواصلة ترسيخ أسس ” الدولة الاجتماعية”، وتشجيع الاستثمار وتحقيق الازدهار الاقتصادي، مطالبا بالحفاظ على نفس الروح الإيجابية في المرحلة القادمة، وضخ نفس جديد يظهر نضجا أكبر واستحضارا أكثر لتحديات الظرفية.
وشدد على أن السياق المقبل يفرض مواصلة تنزيل الأوراش الإصلاحية بنفس النجاعة الإرادية، ومواجهة إشكالات معقدة على غرار تدبير إشكالية الماء وتوفير المزيد من فرص الشغل لبنات وأبناء المغاربة لربح مختلف الرهانات.