(كش بريس/ محمد مـروان) ـ حكمت الشركة الإسبانية ” ألزا ” للنقل الحضري على آلاف المواطنين لعقود من الزمن بتجرعهم علقم مرارة معاناة لم تقو على تحملها صدور ما يزيد على مائة وثلاثين ألف نسمة بجماعة حربيل ، حيث تضم هذه الجماعة ثماني عشر دوارا ومدينة مترامية الأطراف من حجم مدينة تامنصورت، توجد على بعد خمسة عشر كيلومترات من مراكش في اتجاه مدينة آسفي.
ووفق ما صرح به عدد من المواطنين لـ “كش بريس” فإن هذا الحكم جد قاسي ساري التنفيذ على أبرياء إناثا وذكورا صغارا وشيبا وشبابا، ضحايا إغراء بإحداث المدينة الفاضلة بهذه الجماعة الترابية التابعة لعمالة مراكش، لكن ما يحدث بها اليوم هو عكس ما تناقلته من تصاميم ( ماكيتات ) وإشهارات تحمل صورا مغرية كتبت فوقها شعارات بالبند العريض على لافتات وملصقات لمؤسسة مجموعة “العمران” وشركات منعشين عقاريين ذائعة الصيت، حيث سقط كل من غرر به من هؤلاء المواطنين داخل شباك فخاخ تتقاذف به أمواج يم معاناة عاتية في شتى المجالات، من ضمن أبرزها ما تسببت فيه من أزمة في النقل الحضري شركة ” ألزا ” من مشاكل جمة، حيث نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر الطالبات والطلبة الشباب الجامعيين والذين يدرسون بالمعاهد التكوينية وتلاميذ المؤسسات التعليمية والموظفين وعمال المصانع .. بمراكش، هؤلاء الذين فرض عليهم قدرهم أن يتخذوا من تامنصورت كما يقال ( دورتوار )، حيث يبتون فيها بمساكن أسرهم الليل ويضطرون إلى مغادرتها في الساعات الأولى من صباح اليوم الموالي، ليعودوا إليها ثانية على الدوام مساء كل يوم، وهنا تبدأ خطوات الألف ميل من العذاب، حيث يصبحون بسبب أزمة النقل لقمة سائغة يتجار فيها على شكل بضاعة أصحاب سيارات الأجرة الكبيرة ( الطاكسيات ) والسيارات التي في ملك ( الخطافة )، خاصة عند أوقات الذروة صباحا ومساء عند الذهاب والرجوع من مراكش، حيث يزيدون كل مرة في أثمنة الركوب دون حسيب ولا رقيب.
وقد وصل ثمنها اليوم للراكب الواحد إلى ثمانية بدل ستة دراهم، وإلى عشرة بدل سبعة دراهم بعد آذان صلاة المغرب، ما يجعل سائقي هذه المركبات وبطرق ملتوية ومكر ودهاء وقلة حياء عند بعضهم يرفضون التنقل إلى تامنصورت خلال أوقات معينة في اليوم، حيث يتم التحايل بهدف الزيادة في ثمن الركوب، متظاهرين بحمل الركاب من وإلى الحي الصناعي بسيدي غانم والعزوزية اللذان لا يبعدان سوى بسبع أو ثمن كيلومترات بدل تامنصورت التي تبعد بـخمسة عشر كيلومترات عن مراكش.
وأمام هذا الواقع المشؤوم ظل المكتب المسير لمجلس جماعة حربيل كالمتفرج مكتوف الأيدي في الوقت الذي لم يبدل فيه أي مجهود يذكر لحل مشاكل هذه الأزمة الخاصة بالنقل الحضري، ما جعل السلطة المحلية تدخل على الخط مؤخرا في شخص باشا مدينة تامنصورت، حيث تلقى وعودا والتزامات من شركة ” ألزا ” للنقل الحضري على لسان أحد مسؤوليها، قائلا : ” أن شركة ” ألزا ” حال حصولها على صفقة النقل الحضري بمراكش وضواحيه بداية سنة 2023، ستقوم بتخصيص ثلاث عشرة ( 13 ) حافلة لنقل الركاب من وإلى تامنصورت، سبع حافلات ستكون انطلاقتها الرسمية من حي الجوامعية، وست حافلات من حي السعادة، كما ستتم زيادة هذه الحافلات كلما دعت الضرورة وخلال أوقات الذروة، مع تقريب أوقات الانطلاق صباحا ومساء اعتبارا لكل الفئات الطلابية والتلاميذية والعمالية والموظفين، كما تلتزم شركة “ألزا ” بإحداث عدد من خطوط النقل خاصة بحافلات مختلفة الأحجام داخل تامنصورت”.
لكن للأسف الشديد ما إن رست الصفقة على شركة ” ألزا ” بشراكة هذه المرة مع شركة فرنسية جديدة تسمى “فوغال بيس” بمراكش، صفقة ستدوم مدتها خمسة عشر ( 15 ) سنة، حتى تبخرت كل هذه الوعود كالأحلام وصارت تجري بها الرياح بما لايشتهيه سكان هذا المكان، حيث ظهر وبالملموس أن حبل هذا الكذب قصير جدا، وما كان من شركة ” ألزا ” في حد ذاته ما هي إلا وعود عرقوبية وضحك على الذقون ليس إلا، حيث خلف هذا الوضع المتأزم مناشدة المواطنين وبإلحاح الجهات المسؤولة من أجل جعل حد لتلاعبات واستهتار وتقصير مسؤولي هذه الشركة الإسبانية في خدمة المواطن، سعيا وراء ما يتطلبه الواجب الوطني حفاظا على كرامة الإنسان المغربي بمدينة تامنصورت التابعة إلى عمالة مراكش.