صدر للكاتب والقاص العُماني حمود سعود، كتاب سردي جديد يحمل عنوان ” أشجار الرماد وأعمى مراكش”، عن دار أكورا للنشر والتوزيع بطنجة بشراكة مع دار نثر العمانية.
وتضمن الكتاب ستة نصوص سردیّة، وھو في ثمانین صفحة من القطع المتوسط، استُھلَّ الكتابُ بعتبة أولى للشاعر العربي الراحل “ریاض الصالح الحسین” جاء فیھا:” لا تسألوا العصافیر عن لون السماء في البلاد البعیدة/ لا تسألوا الأشجار عن نكھة الفؤوس في الخاصرة”.ومن بعد ھذه الإشارة ھناك إشارة الشجرة كما أسماھا حمود سعود تأتي بصفتھا عتبة أخرى أكد فیھا الكاتب مقولته ھذه: “في كل شجرة ھناك حكمة تركھا طائر، وھناك ذكرى لعابر، أو جرح تركتھ الریح”.
ومن بین ما یمیز ھذه التجربة الكتابیة المختلفة یلاحظ القارئ لغة تشد قارئھا وتوقفھ؛ لیتأمّل التقاطات عمیقة آتیة من وحي معاینة جغرافیا المكان المتوزع في أكثر من مدینة عربیة، مراكش المغربیة وأمكنة أخرى متفرقة في بلد الكاتب، لعل أكثرھا حضورًا ولایات محافظة العاصمة العُمانیة مسقط. لغة یكوِّنھا فعل المضارعة المتشكّل من ذات عاینت، تأمّلت وتألّمت، ضحكت وبكت ورثت، ذاتٌ خیّمت واستطابات تحت شجرة في ھذا النص وغافة ذاك النص.
ھذه الذات الحاضرة في نصوص الكتاب لم تكتف بالتأمّل والتألّم، إنما ھي ذات تحاصر الكتابة وتنز من اللغة مجازھا الخاص واستعارتھا البلیغة لتصنع ھویتھا الخاصة.
جدیر بالذكر أن كتاب” أشجار الرماد وأعمى مراكش” ھو الكتاب الخامس في سیرة اشتغالات الكاتب والقاص حمود سعود، إذ أصدر في السنوات الماضیة أعمالاً توزعت بین القصة والنصوص السردیة، فلھ في القصة القصیرة مجموعتان قصصیتان ” عمامة العسكر” و” أحلام معلقة على جسر وادي عدي” وقد حصلت مجموعتھ الأخیرة ھذه على جائزة ” أفضل إصدار قصصي” في بلده عُمان، ولھ في النصوص كتابان ھما “المرأة العائدة من الغابة تغني” و” غراب البنك ورائحة روي