كش بريس / إلياس مروان
تشهد بعض مواقف السيارات بمدينة مراكش مجموعة من الممارسات التي يعاني منها أصحاب السيارات، حيث في ظل النقاش الوطني الذي يعرفه ربوع المملكة حول تسعيرة ركن السيارات واحتلال الشارع العام، واختلاف الآراء حول كل هذا وذاك، ظهرت ممارسات جديدة أقل ما يمكن أن توصف، أنها طريقة جديدة في عمليات الابتزاز والاحتيال على عدد من مالكي السيارات، حيث ينتظر بعض حراس هذه المواقف صاحب السيارة حتى يركنها ويغادر المكان، ثم يشرعون حينها في مباشرة عملية غسل سيارته دون استشارته، بمياه سطول ومناديل رثة متسخة، وعندما يعود يجد سيارته قد تم غسلها بطريقة عشوائية، بل، إنه بدل أن ينظفوها يزيدونها أوساخا، الأمر الذي يضعه في موقف حرج حيث يصبح مجبرا على أداء واجب ركن السيارة مع عملية تنظيفها إن صح قول هذه الكلمة، لكن الأمر لا يقف عند هذا الحد، بل إذا كان المبلغ غير مرضي للحارس المنظف ( الموسخ ) ينتفض هذا الشخص ويصرخ بأعلى صوته، متلفظا بكلمات تجعل المارة يحسبون أن صاحب السيارة قد طلب منه مسبقا تنظيف سيارته، وقد يعتقد البعض أن هذا يعتبر استغلالا لضعف هذا الحارس، مع العلم أن الأمر يكون أكثر صعوبة بالنسبة للذين يدخل في حساباتهم تأدية واجب ركن سياراتهم فقط، مما يجعلهم يوضعون في موقف يصل بهم إلى درجة التهديد والوعيد من طرف الحارس، هذا ما صرح به إلى جريدة ” كش بريس ” أحد السائحين المغاربة قائلا : “جئت أنا وأسرتي لمدينة مراكش لقضاء عطلة الأسبوع في هذه المدينة السياحية الجميلة، حيث قمت بركن سيارتي بشارع مولاي رشيد بحي جليز بالقرب من الخزينة العامة بمراكش، وعند عودتي وجدت حارس موقف السيارات قد قام بعملية ما يسمى عنده بغسلها، فتوجهت إليه محتجا عن قيامه بهذا العمل دون مشورتي وأيضا عن طريقة تنظيفها، حيث أمطرني بوابل من الكلام السوقي الجارح على مرأى ومسمع المارة، صارخا في وجهي بعدم ركن سيارتي عنده مستقبلا، ولم أجد ما أقوله إليه بعدما وضعت في موقف سبق لي أن عاينت منه للأسف الشديد جملة من المشاهد المقلقة هذا اليوم في مجموعة من مواقف السيارات بمراكش”.
و الجدير بالذكر، فمثلما يظل هذا النوع من الممارسات يسيء لأصحاب مهنة حراسة مواقف السيارات، فإنه يسيء أيضا إلى جل مكونات منظومة القطاع السياحي وأيضا إلى السياحة بصفة عامة إن على مستوى مراكش أو حتى على مستوى التراب الوطني، حيث تعتبر السياحة من ضمن الموارد الأساسية لعيش العديد من الأسر المغربية، هذا القطاع الذي ظل خلال السنتين الأخيرتين يئن تحت وطأة أزمة انتشار وباء فيروس كورونا، مما أرخى بظلال عواقبه الوخيمة على الحياة المعيشية لعشرات الآلاف من الأسر المراكشية، قس على ذلك ملايين الأسر التي مصدر عيشها يرتكز بالدرجة الأولى على ما تدره السياحة من رزق على ممتهنيها بالمغرب، الشيء الذي يقتضي بل يتوجب على مسؤولي القطاع السياحي أن يعملوا من أجل الحد من هذه الظاهرة المشينة التي ينطبق على ممارسي أعمالها قول الله تعالى في كتابه العزيز : ” لا يحيق المكر السيء إلا بأهله “.