تشكل الطفلة هبة الله العلمي، حالة استثناء نادرة في مشهدنا الثقافي الوطني والعربي، على اعتبار أن سنها (15 ربيعا)، يكرس فعلا قيمة خالصة في مجتمع القراءة والمعرفة، ونافذة مشعة في شلال الفوضى الهادر الذي ينبث كل يوم أشكالا ناشزة من الأدوار والأقانيم المائعة والهابطة.
ويمكن بهذا الأساس تحديد صفة التعدد والعبقرية، من منطلق ميولات الْعلَمي الفنية والثقافية التي انحازت من خلالها، إلى إعادة تدوير إمكاناتها الذهنية والإبداعية لإيجاد قدم صلبة على أرض واقع بهكذا رعب وسوداوية.
قيل عن هذه التحفة الوطنية والعربية النادرة الشيء الكثير ، فالقراءة عن مسارها ومصيرها يكاد يكرر نفسه، لكننا في “كش بريس” نحاول تأطير جوهر أسرارها ورؤيتها للوجود والممكن، انطلاقا من معرفتها الخاصة بالفهوم والأشياء المحيطة بها ..
هنا الحوار الذي أجريناه معها :
حاورتها : الأستاذة فوزية رفيق
1- من هبة العلمي ؟
اسمي هبة الله العلمي، أبلغ من العمر 15 عاما
فزت في انتخابات النائب الثاني لرئيس البرلمان العربي للطفل في فبراير 2023
عضو ببرلمان الطفل المغربي
لدي عدة إصدارات (قصتان قصيرتان، واحدة باللغة العربية والأخرى باللغة الفرنسية وروايتان بالفرنسية)
لدي العديد من الهوايات:
*الموسيقى (ال
عزف على البيانو)
*الرسم
*كتابة السيناريوهات وتمثيل المسرحيات والأفلام القصيرة
*السباحة
*كرة السلة
*الحساب الذهني…
حصلت على العديد من الجوائز وطنيا وعلى صعيد الوطن العربي.
_ الرتبة الثانية وطنيا في مسابقة القصة المصورة.
_ الرتبة الأولى في الموسيقى
_ والرتبة الثانية في الرسم على صعيد الوطن العربي في المسابقة العربية الثقافية للأطفال الموهوبين 2022
_ الرتبة الأولى جهويا في مسابقة الفيلم القصير في مسابقة التميز والإبداع عن بعد 2020.
_ الرتبة الثانية جهويا في تحدي القراءة 2022.
_ الرتبة الأولى في مسابقة الخطابة على الصعيد الإقليمي.
_الرتبة الأولى جهويا في الحساب الذهني.
وعدة لقاءات تلفزية (الجزيرة، الأولى، 2M) وصحف إلكترونية (هسبريس، العمق…).
2-ماذا عن وسطك الأسري وعن دوره فيما حققته من إنجازات؟
إن الأسرة هي اللبنة الأساس لتكوين شخصية الطفل وأخص بالذكر الأمهات.
لقد لعبت أمي دورا حاسما في مساري الثقافي. هي التي حببتني في القراءة واكتشاف المواهب الأخرى. بواسطة تشجيعها ودعمها لي، تعززت اهتماماتي الثقافية وتحفزت على استكشاف عالم المعرفة والفنون.
عندما عرفت القراءة، قدمت لي الكتب المثيرة والملهمة، وقرأت لي القصص وشاركتني في نقاشات حولها. هذا الدعم المستمر والاهتمام الذي قدمته أمي ساهم في تنمية حبي للقراءة والتعلم.
بالإضافة إلى ذلك، دعمتني في اكتشاف مواهبي الأخرى. لاحظت ميلي للرسم. والكتابة والموسيقى، ووفرت لي فرصا لتطوير هذه المواهب، باختصار، دور أمي في مساري الثقافي كان حاسما، فقد ألهمتني ودعمتني في اكتشاف مواهبي الأخرى وتنميتها. ومن خلال حبها واهتمامها، ساهمت في تشجيعي على القراءة والتعلم المستمر، مما أثر إيجابا على تطوري الشخصي والثقافي.
3- و ماذا عن مسارك الدراسي هبة ؟
مساري الدراسي كان مليئا بالتحديات والإنجازات. قد عملت بجد واجتهاد لتحقيق نتائج مميزة في الدراسة، ولقد حققت المراتب الأولى في صفوفي.
كنت ملتزمة بتنظيم وقتي بشكل جيد، حيث قمت بتحديد أولوياتي وتخصيص وقت للدراسة ومراجعة المواد.
علاوة على ذلك، كان لدي شغف كبير بالتعلم والاكتشاف، وهذا الشغف ساعدني على التفاني في دراستي والتطلع للمزيد من المعرفة.
إن تحقيق المراتب الأولى لم يكن فقط تحديا لنفسي، ولكنه كان أيضا دافعا للمضي قدما وتحقيق المزيد من النجاحات.
4- علاقتك باللغة العربية ،متى بدأ هذا العشق ؟
عشقي للغة العربية بدأ منذ صغري خاصة عندما كانت أمي تروي لي قصصا مشوقة قبل النوم.. اللغة العربية جزء لا يتجزأ من حياتي اليومية، من خلال دراستي وقراءتي وكتابتي باللغة العربية، تعلقت بجمالها وغناها وتعقيدها. لقد أثرت في قلبي بشكل خاص بسبب قدرتها على التعبير بشكل دقيق وغني، ومرونتها في التعبير عن مفاهيم مختلفة. لذلك، يمكنني القول إن عشقي للغة العربية هو نتيجة تواصل مستمر معها وتجربتي في التعبير والتواصل بها.
5- تجربتك مع القراءة؟
علاقتي بالقراءة هي علاقة قوية ومستمرة. القراءة بالنسبة لي هي وسيلة لاكتساب المعرفة والتعلم المستمر، وتوسيع آفاقي وفهمي للعالم.
أستمتع بتحدي نفسي واستكشاف أفكار جديدة ورؤى مختلفة من خلال الكتب والمقالات والروايات.
القراءة تعزز قدراتي اللغوية وتوسع مفرداتي، كما تساعدني في تطوير الفهم العميق والتحليل النقدي. كما أنها تلهمني وتثير خيالي، وتساعدني في تطوير مهارات الكتابة والتعبير.
أعتبر القراءة وقتا ممتعا ومناسبا للاسترخاء والاستمتاع بتجربة فريدة. تمنحني القراءة فرصة للتعلم من الآخرين وفهم ثقافات مختلفة وتوسيع آفاقي العقلية.
القراءة هي هواية أعشقها وتعتبر جزءا لا يتجزأ من حياتي، وأسعى دائما للحفاظ على علاقة قوية مع القراءة والاستفادة من فوائدها المتعددة.
اقرأ لجبران خليل جبران، طه حسين، جورج أورويل، عبد الكريم غلاب، ولإرنيس ايمنغواي.
6- متى بدأت فعل الكتابة؟ وماذا تمثل لك هذه الأخيرة؟
بدأتها حينما شاركت في إحدى المسابقات حيث أردت أن أكون متميزة عن الآخرين فأصدرت أول قصة لي وهي “شان والقطعة الذهبية”
الكتابة بشكل عام تمثل للكثير من الناس ولي شخصيا وسيلة للتعبير والتواصل. تعتبر الكتابة أداة قوية لنقل الأفكار والمشاعر والقصص. تمكننا الكتابة من التعبير عن أنفسنا، وتوثيق أفكارنا وخواطرنا، ومشاركتها مع الآخرين.
الكتابة تمنحني القدرة على توثيق التاريخ ونقل المعرفة والثقافة. إنها وسيلة للتأمل والتفكير العميق، وتساعدني على تنمية القدرات اللغوية والتعبيرية.
7-ما هي طموحاتك المستقبلية؟
أطمح في المستقبل القريب أن أستمر في مجال الكتابة إلى جانب ميولاتي العلمية حيث يستهويني مجال الذكاء الاصطناعي بالخصوص..
8- هبة لكل منا مثل أعلى، بالنسبة لك من هو أو من هي قدوتك؟
في الحقيقة وعبر التاريخ هناك العديد من الشخصيات العظيمة والمؤثرة التي يمكننا أن نستلهم منها ونأخذ منها العبر في مجالات مختلفة، وقد تكون مثالا أعلى لي: الكتاب المغاربة كمحمد البوعبيدي وحسن أوريد ومحمد زفزاف..
9- إلى جانب القراءة والكتابة، ماهي اهتماماتك الأخرى؟
بالإضافة إلى القراءة والكتابة، حاولت أن أطور مهارات أخرى، كالرسم والموسيقى وكتابة السيناريوهات وتمثيل الأفلام القصيرة والمسرحيات وكذلك الحساب الذهني.
بالنسبة للرسم والموسيقى، أستمتع بالتعبير عن أفكاري ومشاعري عن طريق الفن والعزف.
كما أستمتع بابتكار قصص وسيناريوهات جديدة، وأقوم بتنفيذها إما على شكل أفلام قصيرة أو مسرحيات.
أيضًا، أحب ممارسة الحساب الذهني وتنمية مهاراتي في هذا المجال. قد قمت بحضور دورات وتدريبات لتطوير القدرات الحسابية وحل المسائل الرياضية بسرعة ودقة.
إن امتلاك هذه المواهب والاهتمامات المتنوعة قد أثر بشكل إيجابي على وقت فراغي، حيث ساعدني على التعبير عن نفسي واستكشاف قدراتي المختلفة في مجالات متعددة. كما أن الحصول على الجوائز والتقديرات قد زاد من ثقتي ودفعني لمواصلة تطوير مهاراتي واستكشاف المزيد من الفنون والمجالات الإبداعية.
10_ كيف تتصورين هبة العلمي في المستقبل ؟
أتصور مستقبلي مليئا بالإثارة والتحديات. أنا أومن بأن المواهب التي لدي وشغفي بالعديد من المجالات سيلعب دورا حاسما في تشكيل مستقبلي.
أرغب في استمرار تطوير مواهبي واهتماماتي المتعددة. سأستمر في القراءة والكتابة والرسم والعزف على آلة البيانو، حيث إنها وسائل تعبير تجلب لي السعادة والإشباع الشخصي. أعتزم مشاركة إبداعاتي في هذه المجالات والاستمرار في التطور والتحسين المستمر.
بالإضافة إلى ذلك، أحلم بأن أصبح مهندسة في مجال الذكاء الاصطناعي. أنا متحمسة للتكنولوجيا والابتكار، وأرغب في العمل على تطوير الأنظمة الذكية والتعلم الآلي. سأسعى للحصول على التعليم والمعرفة اللازمة في هذا المجال، وسأعمل بجد لتحويل شغفي إلى واقع وتحقيق نجاحات فيه.
أتطلع إلى مستقبل مشرق حيث أستطيع توظيف مواهبي المتعددة وشغفي في القراءة والكتابة والفنون والذكاء الاصطناعي. أعتقد أن الجهد والتفاني والتعلم المستمر سيساعدني على تحقيق أهدافي وتحقيق نجاحات في مجالاتي المفضلة ومهنتي المستقبلية كمهندسة في الذكاء الاصطناعي.
11- كلمة أخيرة تودين توجيهها لأبناء وبنات جيلك :
إن القراءة هي واحدة من أعظم الهدايا التي يمكن أن نمنحها لأنفسنا، إنها تساعدنا على توسيع آفاقنا، وتعزز قدرتنا على التفكير النقدي والابتكار، وتمنحنا فرصة لاستكشاف أفكار وثقافات جديدة.
القراءة تلعب دورا حاسما في تطوير مهارات اللغة والكتابة، وتزودنا بمعرفة ثقافية وعلمية وتاريخية قيمة، بالإضافة إلى ذلك فهي تساهم في تعزيز الذكاء العاطفي والاجتماعي، وتساعدنا على فهم الآخرين والتعاطف معهم.
مع ذلك يجب أن نستخدم الوسائل الإلكترونية بحكمة ومعقولية. فعلى الرغم من أنها توفر لنا وصولا سهلا وسريعا إلى المعلومات، إلا أنها قد تشكل أيضا تحديا لتركيزنا وقدرتنا على الاستيعاب العميق للقراءة. لذلك، يجب أن نعتاد على الاستخدام المتوازن للوسائل الإلكترونية وأن نعطي الأولوية للقراءة الورقية.