(كش بريس/م عبد الحكيم الزاوي) ـ احضتنت قاعة مناقشة الأطروحات في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش يوم الخميس 12 أكتوبر 2023 مناقشة أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في التاريخ أنجزها الطالب الباحث سعيد إدحمان تحت عنوان: “الماء والمجتمع في البادية المغربية، 5- 8ه- 11-14 م: مساهمة في تاريخ المجتمع القروي في العصر الوسيط”. وقد تألفت لجنة مناقشة الأطروحة من الدكتور محمد توفيق لقبايبي رئيسا، والدكتور عبد الله استيتو مناقشا، والدكتور عبد الرزاق ازريكم مناقشا، والدكتور هشام الركيك مناقشا، والدكتورة عائشة كنتوري خبيرة، والدكتور عبد اللطيف البرينسي مشرفا.
انتظمت فصول ومباحث الأطروحة وفق هيكلة هندسية تألفت من أربع فصول مسبوقة بمقدمة ومنتهية بخاتمة وجرد بيبليوغرافي.
حاولت الأطروحة أن تساهم في تخصيب النقاش التاريخي حول قضايا عامة تهم تأثير معادلة الوفرة والخصاص في تشكل مسارات الهجرة والاستقرار والانتاج الزراعي وملكيات الأرض والتقنيات والذهنيات…والواقع، سارت الأطروحة في مسار ينتصر إلى الفرضية التالية: لحظات الوفرة المائية خلال “العصر الوسيط” كانت تزيد من قيم ومشاعر التضامن الاجتماعي، ولحظات الخصاص كانت تُذكي الصراعات والانقسامات الحادة بين مكونات النسيج الاجتماعي المغربي…وعبر هذه الاستنتاجات تمَّ إعادة طرح الأسئلة المتعلقة بالماء والسلطة والذاكرة وبعث النقاش الاستوغرافي حول إمكانية المصادر الوسيطية في الإجابة عن الاشكاليات والفرضيات التي تهم القياس الكمي لموضوعات التاريخ الوسيط. وفي جانب منها، أقرت الأطروحة فكرة مركزية لا تزال تؤدي فعلها في مجرى البحث التاريخي ترتبط بعصر التراجع المريني وتكاثف الأزمات المناخية وارتفاع الأسعار وظهور ثقافة التخزين والادخار. ومعلوم أن ترتيب هذه المعطيات حسب الباحث سعيد إدحمان ينهض دليلا على واجب الانفتاح على أوراش التاريخ الذهني من خلال تحليل التفسيرات الخرافية وفكرة المهدوية والبحث عن الخلاص…في حقيقة الأمر، ساهمت هذه المتواليات الدورية في تراجع المساحات المزروعة، وفي تكريس مفهوم نمط “الانتاج المعاشي”، وفي تحول جغرافية الانتاج من السهول نحو المناطق الجبلية.
جدير بالذكر، أن لجنة المناقشة بعد فحص دقيق ومجهري لبنية الأطروحة منحت الطالب الباحث سعيد إدحمان ميزة مشرف جدا.