كش بريس/ التحرير
كتبت الشاعرة والكاتبة أمينة حسيم، مقالا تذكر من خلاله، بإحدى أهم لقاءات ” نوافذ شعرية” التي نظمتها دار الشعر بمراكش، قبل الجائحة بعامين، أي في نونبر من العام 2017.
“نوافذ شعرية” تلك، التي أضاء جنباتها بمسرح دار الثقافة بالداوديات، كل من الشاعرة مليكة العاصمي، و حسن نجمي، و سعيد الباز، بالإضافة لمسير النوافذ الشاعر والإعلامي د. مصطفى غلمان.
هنا نعرض مقال الشاعرة أمينة حسين، كما توصلنا به :
ردا على سؤال الإعلامي الدكتور مصطفى غلمان الذي طرحه في الأمسية الشعرية،التي نظمتها دار الشعر في إطار برنامجها الشعري”نوافذ شعرية،والذي استضاف يوم الجمعة العاشر من نونبر الحالي وجوها شعرية، ساهمت في تحريك المسار الشعري نحو التألق منذ سنوات، ودفعت به في ثباث نحو الشموخ والسمو بالذات الشعرية إلى حيث المستقرالمأمول ،أمثال الشاعرة المغربية الدكتورة مليكة العاصمي، والشاعر الباحث في التراث الشعبي الأستاذ حسن نجمي، والشاعر صديق الحرف الباذخ الأستاذ سعيد الباز، الذين رتلوا في محراب قاعة العروض الصغرى بدار الثقافة، الداوديات،بعضا من وشوشاتهم وهمساتهم، ورؤيتهم الفلسفية للذات والحياة والوجود، وجابوا عمق الحرف فيضا رقراقا ،في تأوهات عاشقة،ممزوجة بتيمة الحزن والقلق المشاغب أحيانا، وتيمة الحب والفرح الأخضر أحيانا اخرى،على إيقاعات ترانيم موسيقية راقصة آلتي العود والكمان للثنائي زرياب بتوقيع الموسيقيين اللامعين محمد آيت القاضي،ومحسن الحمين…ردا على سؤال الشاعر المنشط للحلقة الثانية من “نوافذ شعرية”،حول ما إذا كان الخراب قد يلحق بالشعر في ظل ما عرفته مجموعة من الممكنات اليوم، أقول للإعلامي مصطفى غلمان، وهو ماكنت ساجيب به في محراب الشعر ليلتئذ..
_قد تخرب مساحات الخرائط ذات يوم… وقد تخرب منابع الغدران والجداول والسواقي، قد يخرب البحر فيبتلع ماءه فجأة فتموت النوارس بين فتحات الصخور،…قدتخرب جزر شتى فتتغير وجهة العصافيرالصغيرة،وقد تخرب مخابئ السنونو ،فيرحل بعيدا نحو الاقاصي…قد يخرب منجل الحصاد،فتضيع لعبة الصغار فوق بيادر المصيف،قد تخرب سيقان راقصة الباليه،فتجمد النشوة في أعين الحاضرين…قد يخرب مذاق القهوة ونكهة الكعك ليلة العيد فتتلاشى فرحة الجيران، وتموت الضحكة فوق شفاه العائدين من مدائن الغربة والرحيل…قد وقد وقد وقد،ولكن لن يخرب الشعر مادام يروى ويسقى من شرايين الانسان،ومادام الشعر يخرج من النبض ويتدفق من الإحساس،موسيقى عذبة تدغدغ الروح،وتشاكس الوجدان،لن يخرب الشعر مادمنا نغزل الحروف بتراتيل الحب، وننسجه بسبحات الفرح والأمل نحو الممكنات البهية الجميلة …،فعلا قد يخرب الشعر، نعم قد يخرب الشعر،لكن، متى؟ وكيف؟…أقول: قد يخرب فينا الشعر،إذا اسودت الرؤيا ، وماتت فينا القيم، وسرج النبض خيوله نحو السديم…قد يخرب الشعرحقا،إذا مات بداخلنا الإنسان…
_ في السؤال ألف حكاية، وفي الجواب حكايات…فشكرا للأستاذ حسن نجمي الذي أشار في الخفاء لمثل هذه الأسئلة الموقظة لشغب الحوار، وشكرا للإعلامي مصطفى غلمان الذي عرف كيف يسرب مثل هذه الوشوشات بذكاء جميل…