(كش بريس/ محمد مروان): عكس ما كان متوقعا أن بناء ملعب سيكون بمثابة الشطر الأول من مشروع مركب رياضي على مساحة خمسة عشر ( 15 ) هكتار، تعزيزا للبنية التحية للمرافق الرياضية لقلتها بمدينة تامنصورت، وقد دامت أشغال بناء هذا الملعب مدة ثلاثة أشهر، بعدما انطلقت خلال شهر أكتوبر من سنة 2017، إبان المجلس السابق لجماعة حربيل، حيث كلفت أعمال بنائه ما قدره خمسمائة ( 500 ) مليون سنتيم، استعدادا لإجراء فريق هذه المدينة الوحيد لكرة القدم في ذاك الوقت جمعية نجم تامنصورت، لقاءات مبارياته الرسمية في إطار بطولة القسم الشرفي لعصبة الجنوب لكرة القدم، لكن ما إن هطلت أمطار الخير حتى كشفت على العديد من الاختلالات التي شابت أشغال بناء هذا الملعب، حيث أصبحت أرضيته أغلب أجزائها مغطاة عن آخرها ببرك من الوحل، نظرا لما شاب طريقة أشغال بناء هذا الملعب وصعوبة أرضية مكان اختيار تواجده، مما اضطر المجلس السابق لجماعة حربيل إلى استدعاء الشركة
مستودع الملابس بملعب تامنصورت
التي تكلفت بهذه الأشغال، قصد القيام بالإصلاحات الضرورية، وما كان من المقاول الذي تكلف بهذه المهمة إلا أن أتى بعدد من الياجور الوردي، محاولا في هذا الإطار أن يغير فقط لون تربة هذه الأرضية الصلبة للملعب، حيث شرع العمال في طحن العديد من الياجور الوردي داخل طاحونة أحضرت إلى عين المكان، وصاروا يغطون رقعة اللعب بترابها الوردي، وهنا كما يقال : ” كان العذر عفوا، الإصلاح أكبر من الزالة “، حيث تسببت في أن يوقف فريق كرة القدم لجمعية نجم تامنصورت إجراء جميع مبارياته على أرضية ملعب تامنصورت، وتحويل خوض لقاءاتها إلى ملعب سيدي يوسف بن علي بمدينة مراكش، مما خلف فراغا كبيرا في ممارسة هذه اللعبة على مستوى عدد من أحياء تامنصورت، خاصة الشطر1 والشطر 3 والشطر 8، هذا الأخير وبدافع غيرة أحد من سكانه وهو النجم اللاعب السابق عبد العالي السملالي لفريق الكوكب المراكشي لكرة القدم وعدد من رفقاء دربه في نفس الميدان، حيث قاموا بتأسيس جمعية رياضية سنة 2020، أعطوها اسم مجد تامنصورت لكرة القدم، وقد انصبت جل اهتماماتها بتنشئة الفئات الصغرى في مجال هذه اللعبة، ومادام العائق الوحيد الذي كان في مزاولة هذه المهمة هو انعدام وافتقار حي الشطر 8 إلى ملعب قريب من مساكن أطفال هذه الفئات، اضطروا بعد ترخيص لجمعيتهم من طرف جماعة حربيل، إلى مزاولة تمارينهم الرياضية ومبارياتهم الودية بهذا الملعب الذي على هذه الحالة، حيث كلما هبت الرياح أو إن جادت السماء أمطارا،
تتغير ألوان بدلاتهم الرياضية وأبدانهم، ويصبحون جميعهم كأنهم عمال منجم به معدن وردي اللون خرجوا من تحت الأرض، ناهيك عن ما يدخل عبر أنوفهم وقصباتهم الهوائية أثناء عمليات التنفس إلى رئاتهم من هواء مخلوط بالغبار الوردية اللون، والأنكى أيضا ونحن نعيش في بداية الألفية الثالثة، عندما ينتهي هؤلاء الأطفال من أنشطتهم الرياضية ويعودون إلى مستودع الملابس، لايجدون ولو قطرة ماء ليس للشرب بل لنظافة أجسادهم، حيث بقيت رشاشات حمامات هذا المستودع تشكوا حالها البئيس إلى زائريها، وهي على هذا الحال منذ إحداث الملعب سنة 2017، فلم يتم ربط هذا المرفق بالشبكة العمومية للماء ولا حتى للكهرباء، وهذا ليس بأن جماعة حربيل تامنصورت تعد من الجماعات الفقيرة التابعة لعمالة مراكش، بل أنها تعتبر من الجماعات الغنية التي يقدر فائضها سنويا بملايير السنتيمات، لكن ضعف ثقافة تدبير الشأن الجماعي هي التي تساهم دائما بشكل جلي للأسف الشديد في عدم الاستجابة الى حاجيات المواطن وتعطل عجلة تنمية أوطان في زمن حير عقول وأذهان شرفاء ضاقت صدورهم بما لايطاق.