تعيش عائلة الفنان التشكيلي رشيد أرجدال حالة خوف شديد وانتظارية مؤلمة، بسبب مرض طفلها جاد ذي السنة ونيف من عمره، والذي يعاني مرض ضمور العضلات الشوكية القاتل.
وفي كل تأخر عن استقدام دواء لحالة الطفل جاد من أجل المعالجة، قبل بلوغه السنتين، خطر داهم على حياته. وهو الأمر الذي استدعى من العائلة والمحيط الاجتماعي والإعلام، العمل على تسريع الحصول على المبتغى في وقت يضيق بسرعة، مع العلم أن ثمن الدواء المذكور خرافي وغير متوفر تصل قيمته إلى 2 مليار سنتيم.
وحاول الأب رشيد الاتصال بكل الجهات، التي يمكنها المساهمة في إنقاذ ابنه جاد، داخل المغرب وخارجه، دون أن يحصل لحد كتابة هذه السطور، على أمل يبقي على روح ضناه.
ومن بين الاتصالات الكثيرة التي سعى إلى مساهمتها جمعية قطر الخيرية ومستشفى محمد السادس بمراكش وجمعيات ذات الاهتمام بأوروبا، آملا أن تتحرك الضمائر في الوقت الحاسم من عمر الطفل المريض.
لكن المستغرب في هذه القصة المأساوية، التي أدمت قلوب عارفيها ومتتبعيها، هو ابتعاد مصالح الدولة، وعلى الخصوص وزارة الصحة، عن مقاربة هذه المعضلة الخطيرة، التي ابتليت بها العديد من الأسر المغربية طيلة سنوات عديدة، حيث نفضت الوصية على القطاع أياديها من تبعات هذه الأنواع من الأمراض المزمنة، بالإضافة إلى عدم تأطيرها قانونيا وعدم إدراجها ضمن آليات التأمين الصحي والاجتماعي، وبقائها خارجة عن قوائم الأمراض المزمنة التي تدرجها عادة مرافق التأمين والتعويض.
وكانت “كش بريس” قد أجرت سابقا مقابلة إعلامية مع رئيس جمعية مرضى الضمور العضلي بالمغرب السيد هشام بازي، حيث أضاء جوانب عديدة من مشاكل الأسر التي تتابع مرض أبنائها المصابون بالضمور العضلي، وإكراهات الولوج للمستشفيات وانعدام الأدوية المخصوصة للحالات إياها.
وكان هشام بازي قد دعا الدولة، والوزارة الوصية على القطاع الصحي، إلة إيلاء الأهمية والعناية اللازمة لهذه الأنواع من الأمراض، وضرورة إدراجها ضمن أولويات التغطية الصحية والتأمين عليها، ومقاربتها بشكل خاص في البرامج الصحية الوطنية.