(كش بريس/مالكة العلوي) ـ رغبة في رفع التحديات التي تفرضها المرحلة، وحرصا على توسيع تصورنا لمخزون حيواتنا المدرسية بما من شأنه تعزيز المكتسبات ودعم التعلمات، ووفاء من تنسيقية الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية لجهة مراكش آسفي، لمخرجات اللقاء الاحتفائي باللغة العربية 18 دجنبر ( الثلاثاء 20 دجنبر 2022: ” اللغة العربية تتحدث عن نفسها) في عزم التنسيقية تعزيز الخزانة المدرسية للثانوية الإعدادية السعادة، بمجموعة من الكتب المتنوعة والمُؤَسِّسة للبيئة التعليمية التعلمية، عملت التنسيقية الجهوية للائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية على تنظيم لقاء تربوي تواصلي صبيحة يوم السبت 25 فبراير 2023 حول مهارة القراءة عبر ورشتين: ورشة مهارة القراءة وأدوارها المعرفية والتربوية / وورشة لغة الإشارة أداة اتصال ووسيلة تواصل.
افتتح اللقاء التواصلي الذي استهدف تلميذات وتلاميذ الثانوية الإعدادية السعادة بتنسيق مع جمعية أمهات وآباء تلاميذ الإعدادية، بقراءة لسورة الفاتحة بلغة الإشارة للتلاميذ يوسف تملالي من مركز تأهيل الكتبية للأطفال الصم، ليشدو جميع الحضور إدارة وأساتذة ومتعلمين النشيد الوطني بصوت واحد شدوا ولغةَ إشارة.
وانطلقت أشغال اللقاء بكلمة تقديم من مسيرة اللقاء الأستاذة مالكة العلوي، ليباشر السيد مدير إعدادية السعادة الأستاذ رشيد بويكروان بكلمة استقبال وترحيب مشيدا بالأنشطة التفاعلية الموازية التي ينظمها شركاء الثانوية الإعدادية السعادة سواء مركز عناية أو التنسيقية الجهوية للائتلاف الوطني، ومؤسسة كش بريس الإعلامية برئاسة راعي الثقافة بمراكش الدكتور مصطفى غلمان، ويؤكد السيد مدير الإعدادية على رحابة الطاقم الإداري والتربوي وجمعية أمهات وآباء التلاميذ على استقبال كل الأنشطة التربوية التي من شأنها تنمية قدرات المتمدرسين وصقل مواهبهم وبناء الكفايات التواصلية والمنهجية لديهم وترصيص ذوقهم الفني والجمالي.
ويمتد اللقاء صعودا بمداخلة الأديبة والشاعرة المبدعة فوزية رفيق رئيسة التنسيقية الجهوية للائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية الأستاذة في موضوع: “القراءة: فن ومهارة / ماهية الأنظمة التمثيلية” حيث استهلت مداخلتها بالتأكيد على أن الهدف من اللقاء التواصلي هو تحفيز التلاميذ على القراءة باعتبارها ضرورة حياتية، ورصيدا لا يقتصر تأثيره على التحصيل الدراسي، بقدر ما يمتد ليشمل حياة الإنسان صغيرا وكبيرا الاجتماعية والنفسية. ف(أنا أقرأ.. إذن أنا موجود) ووفق ورش تفاعلي فتحت رفيق حوارا مباشرا مع التلاميذ، متسائلة عن ماهية القراءة؟ مدى ارتباط القراءة بالمكتوب؟ ما الذي يميز فعل القراءة عن الأفعال الأخرى؟…
وهكذا تناثرت الإجابات من كل زاوية بالقاعة للوصول إلى أن القراءة هي الحياة، باعتبار فعل (اقرأ) هو البداية والانطلاقة، قال تعالى:” اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق..” ليرسم فعل الأمر هنا الطريق ويحدده، ويحسم الالزام بالقراءة منذ بدء الخلق، ويكون الخطاب موجها لعقل ووجدان الإنسان، ويشرقا بنور الإله. ويتأسس المشروع الديني والحضاري والثقافي استنادا إلى هذا الفعل الوجودي الذي لا تتحقق إنسانية الإنسان إلا به. وأردفت الأستاذة فوزية رفيق، تجاوز القراءة لعملية تلاوة الحروف أو جمع المعلومات لتكون سفرا، ورحلة اكتشاف للعلم والمعرفة والفكر. هي سفر في الذات وانغماس في معالم الكون.. وغوص في عوالم مختلفة، وتوغل في الزمان والمكان.. هي تواصل مع الماضي واستشراف للمستقبل وإدراك لمعالم الحاضر فأن نقرا معناه أن نبحث في المعنى، ونعمل على ترويض العقل والفكر وننمي الخيال ونفهم ذواتنا والآخر وندرك الوجود من جولنا.. “فالفكر في مرحلة القراءة يرقى إلى الوعي بالذات، والوعي بالآخر” فمع تعدد وسائل المعرفة التي صاحبت التطور التكنولوجي بتنوع الصور والفيديوهات والوسائل والوسائط، تبقى القراءة ببريقها فنا لغويا ومصدرا لنهل الثروة اللغوية وإثراء الرصيد ويبقى ما نقرأه راسخا وحيا في ذاكرتنا ووجداننا.
وتختم أذة. فوزية رفيق بتوضيح مفصل للأنظمة التمثيلية وتؤكد على ضرورة مراعاة النظام التمثيلي الخاص بكل شخص، سواء كان نظاما بصريا أو سمعيا أو حسيا، من ثمة فإدراك المتعلم لطبيعة نظامه التمثيلي يُسهِّل عليه طبيعة استقباله للمعلومة ويساعده على جودة توظيفها وسلاسة ترصيصها، مع الحرص على تطوير الأنظمة التمثيلية الأخرى بغية التمكن من حسن استقبال وتجاوب. ووعدت الأستاذة على أن الموضوع يحتاج تفصيلا وتدقيقا يمكن الوقوف عليه بالموازاة مع نشاط تقنيات القراءة السريعة في لقاء تواصلي آخر، تلتزم التنسيقية في إطار شراكتها وانفتاحها على الثانوية على تنظيمه لاحقا.
وتأخذنا الدكتورة فاطمة حرار بمساهمتها في إغناء ورشة مهارة القراءة بتيمة موسومة ب “فن صياغة السؤال القرائي” في إطار رد الاعتبار للسؤال وقدره وقيمته في التعلم داخل الفصل الدراسي، وقد استحضرت في البداية تجربة رائدة أولت للسؤال القرائي أهمية خاصة، تجربة جيل من الأساتذة الرواد الذين رسخوا لدى التلاميذ مهارة طرح السؤال قبل الجواب من خلال مبدأ التوأمة بين التلاميذ في مقابل توأمة سؤال/ جواب، وهي ما يعرف اليوم باستراتيجية أعطِ واحدة وَخُذْ واحدة، في إطار التعلم النشط أو التعلم النظير، واقترحت على المشاركين تنشيط الفعل القرائي من خلال تطبيق هذه الاستراتيجية واعتماد مبدا التوأمة للتحاور بالسؤال، ثم اختارت نص انطلاق سردي قصصي قصير (شُجيرة الورد) لزكرياء تامر، ليكون منطلقا للتدريب العملي وتنمية القدرة على صياغة السؤال القرائي.
وقبل البدء في العمل الورشي، جعلت المتعلمين يحيطون-أولا- بالشروط الضرورية لصياغة السؤال المرتبط بالنص القرائي نحو وضوح السؤال من حيث صياغته بتجنب التعقيد اللفظي والتركيبي، وتجنب الغموض واحتمال التأويلات المختلفة، وثانيا، يستحضرون مراحل استراتيجية السؤال كالآتي:
– السؤال التمهيدي: (لاختيار المعارف السابقة حول المفاهيم الأساس للدرس)
– سؤال في الملاحظة: (لاختبار دقة الملاحظة والتأمل,,,)
– سؤال في الفهم: (لاختبار مدى استيعاب المحتوى والاستمتاع بالنص)
– سؤال في التحليل: تجزيئ النص إلى عناصره.
– سؤال التركيب: تلخيص نتائج التحليل.
– التقويم: إصدار الحكم – الموقف الخاص.
ولتهييء المتعلمين لفعل القراءة، وتحقيق النجاعة على مستوى الاستماع الجيد للمقروء والاستمتاع به والتفاعل معه، ساعدت الأستاذة فوزية رفيق جميع التلاميذ على الاسترخاء والتنفس العميق استعدادا للانخراط في القراءة وعلى التخيل والتصور لرسم الصورة الذهنية للمقروء استعدادا للانخراط في النشاط الرئيس للورشة: صياغة الأسئلة باعتماد التدرج التصاعدي في طرح الأسئلة وممارسة التعلم، مع تزويدهم بتوضيحات عملية ملموسة عن كيفية طرح السؤال وكيفية التدرج والارتقاء في صياغته. وقد أبدى المتعلمون تجاوبا كبيرا مع أنشطة الورشة وتفاعلا واضحا مع موضوعها.
وتنطلق الورشة الثانية الموسومة ب: “لغة الإشارة: أداة اتصال ووسيلة تواصل” مع الفنانة التشكيلية والخبيرة في لغة الإشارة الأستاذة لالة حفصة العلوي آيت سيدي، التي باشرت في عرض مداخلتها في تناغم وانسجام مع تلامذتها بمركز الكتبية لتأهيل الصم وانفتاح وتجاوب مع تلامذة إعدادية السعادة، لِتُقدِّم ورقة تأطيرية عن لغة الإشارة باعتبارها من اللغات التي وجب الاهتمام بها على نطاق واسع بغية تسهيل التواصل مع الصم والبكم، لأهميتها البالغة داخل مسلسل الإدماج الاجتماعي للأشخاص في وضعية صمم. كذا باعتبارها أداة أساسية للتواصل والتفاعل مع المحيط الاجتماعي ومسلكا فعالا لاكتساب التعارف والمهارات اللازمة لِتُقنِعَ شخصية الأصم.
وأردفت الأستاذة العلوي إلى أن لغة الإشارة من اللغات التي تستخدم فيها اليدان بإشارات محددة تبعا لكل حرف من الحروف الألفبائية ومن خلالها يمكن تكوين جمل. وفق ثلاثة نماذج أساسية :
-الإشارات الوصفية التصويرية: حيث العمل على إعادة إنتاج الواقع بشكل موجز ومتطابق.
-الإشارات الوصفية الاصطلاحية: هو ما تم الاتفاق عليها وعلى معناها بالإجماع والعرف.
-الإشارات النموذجية: وهي الإشارات التي تزاوج بين ما أنتجه الواقع وما تصوره الشخص بذاته وفي علاقته بمحيطه.
وتضيف الأستاذة العلوي أن كل إشارة تخضع لمقاييس ومحددات دقيقة تؤهلها لمحادثة الرمز اللغوي، وفق شروط ومعايير وأسس حرصت الخبيرة على تقديمها وفق ورش تفاعلي مع الحضور، الذين عمدوا على تتبع حركة اليد وتمثلها، استنادا إلى العناصر والمقومات المعتمدة في كل إشارة مقدمة، وفق هيئة وشكل اليد والأصابع/ التوجيه وضبط وجهة الحركة والإشارة/ الموضع: حيث تتمركز الإشارة من قمة الرأس إلى حد الحزام وكذا الوجه بأقسامه وعناصره: العينان، الفك، الوجنة، / الحركة ما بين مركبة وبسيطة ثم مسارها ووجهتها وسرعتها/ تعابير الوجه..
عرف اللقاء التواصلي التربوي، محطات فنية وثقافية، اجتهد متعلم الإعدادية السعادة بمستوياتها الثلاثة الأولى والثانية والثالثة ثانوي إعدادي، بهندسة فقراتها شعرا وغناء وقصة ومسرحا تحت إشراف متميز للأستاذتين القديرتين: سناء بنعسو وسليمة الربيب اللتني اللتان حرصتا على ترصيص لوحات فنية تشع التماعا وحماسا، لتكاشف الإبداع مستنيرة بالعطاء، متشكلة بالشغف للمشاركة والفعل وتقاسم الفرح والسعادة على أرض إعدادية السعادة.
تحية إكبار وتقدير لكل من أثث اليوم الدراسي التواصلي تأطيرا وتنسيقا وتنظيرا وتدبيرا، ولمنسقي اللقاء الأستاذة سميرة الساكت ممثل جمعية أمهات وآباء تلاميذ الإعدادية، وللسيد الحارس العام الأستاذ عبد الرحمن خلوق ولكل الأطر التربوية والإدارية التقدير والاحترام.